الذكاء العراقي والغباء الكوري..!!

خدر خلات بحزاني

الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 11:43
المحور: كتابات ساخرة
    

كثيرة جدا هي المحطات التي اكتشف فيها سذاجتي وسوء تقديري للامور، وغالبا ما تصيبني صدمة نفسية بسبب نظرتي السطحية لما يدور حولي..

وآخر الصدمات التي جعلتني اعيد ترتيب اوراق ظنوني وثوابتي الراسخة، هو انني اكتشفت ان الشعب الكوري، والذي يقطن في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية تحديدا، هو شعب ساذج وغبي، بينما كنت اعتبره احد الشعوب الرائعة والذكية، وكنت كثيرا ما احسب ان الانسان الكوري هو المنافس الاقوى على كافة الاصعدة للانسان الياباني وليس الانسان الصيني..!!

والمصيبة ان الغباء في جمهورية كوريا تم التثبت منه في قمة الهرم الحكومي، حيث نقلت وسائل الاعلام ان الرئيس الكوري بشحمه ولحمه وعينيه الصغيرتين قدّم اعتذارا رسميا متلفزا للشعب الكوري بعد ثبوت تعاطي شقيقه وبعض مساعديه رشىً مالية بنحو نصف مليون دولار لا غيرها..!!

الغباء هنا، يثير لدي بعض الاسئلة، فكيف يقبل رئيس جمهورية ان يقدم اعتذارا رسميا عن مبلغ تافه لا يزيد عن نصف مليون دولار؟؟ والاغبى هو شقيقه الذي رضي بهذا المبلغ البسيط الذي لا ينفع بشيء ولا يسمن من جوع وفق مقاييس دول اخرى بضمنها العراق..

اكاد اجزم ان شقيق مدير ناحية من نواحي العراق لا يرضى بهذا المبلغ كرشوة من احد مقاولي الحواسم وما بعد الحواسم، وربما ان موظفاً عراقياً صغيراً ومغموراً في دائرة ما يمكنه ان يحقق هذا المبلغ في غضون اسبوع او شهر على ابعد تقدير، وبدون فضائح او وجع رأس، لان الكوريين ورغم اختراعاتهم العظيمة لم يكتشفوا الحكمة القائلة «شيلني واشيلك» و «ادهن الزردوم».. وغيرها من امثالنا التحشيشية..!

الذكاء العراقي يتجسد في تنمية القدرات ورعاية المواهب، بينما الغباء الكوري يقتل هذه المواهب في مهدها..

فعندما نكتشف ان احدهم لديه موهبة في شفط ولفط الاموال، نقوم بترفيعه الى دائرة اكبر وملعبها ارحب من اجل ان يمارس هوايته وفق امكاناته للبلع، وهناك يقوم بتذويب الملايين والمليارات، واذا ما تم اكتشافه، فلن يكون هناك اعتذار او بطيخ، بل سنحيله على التقاعد ويغادر البلاد مرفوع الرأس وبجعبته جواز سفر دبلوماسي ويقضي بقية ايامه في المنتجعات والشواطئ الاوربية ليتلذذ ويستمتع بمدخراته المليارية، ناهيك عن راتب تقاعدي محترم يفوق راتب رئيس جمهورية كوريا نفسه..!!

الغباء الكوري يتجسد عندما يتعاملون مع اللص على انه لص وكفى، بينما نحن لدينا نوعان من اللصوص، الاول: هم اللصوص ضد القانون، والثاني هم اللصوص بحماية القانون، ولا اعتقد ان هناك لصا عراقيا محترفا ينسف سمعته الناصعة بالانجازات بفضيحة من عيار نصف مليون دولار تافه..

#خدر_خلات_بحزاني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات