أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - احذروا الإنزلاق من تلال العقل والخُلق لآبار الحقد والثأر














المزيد.....

احذروا الإنزلاق من تلال العقل والخُلق لآبار الحقد والثأر


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 00:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احذروا الإنزلاق من تلال العقل والخُلق لآبار الحقد والثأر:ــ
دربي ..دربنا وعرة مزروعة بالكمائن والعبوات الناسفة ...وكلما قطعنا مسافة عدنا أدراجنا ــ غالباً ـ لنقاط البداية ـ معالم نهاية الطريق ظبابية تحمل الغم والموت والحذر..كما تحمل خوفاً مذاقه مُرٌ ومسالكه مجردة من شيم الإنسانية والأخلاق.. على كل جبهة أودعكم أُحَمِّلكم ذخائر القيم الحضارية وأعمدة الحق الإنساني ، وروابط الوطنية والإخاء... أضع بجيوبكم مناديل جداتكم ورغيف تنور صنعته يد فلاحة معروقة من قمح حوران أو الدير .معجون بزعتر تلالكم الخضراء ، أو ملفوف بقطعة جبن من خيرات حماة، وفي زوادتكم لم أنس حبات عنب زبدانية أو تفاحة جولانية..وفي كل الجهات نشرتكم.....
يا أولادي ..يا أجراس العيد والبيت العتيق... ياقناديل الحرية ..ونوارس السلام ...لاتأمنوا الغربان إن غزت شرفاتكم..فهي ابنة عالم عدو لاصديق، لكن بذرتها ـ والله ـ نفس بذرتكم..لهم نفس الملامح وينطقون نفس اللغة...فترفقوا..واتركوا دائماً بوابات قلوبكم مواربة لعودة الصفاء، فهذا القتيل يمكنه أن يكون شقيقك أو جارك، وذاك المُغتال يمكنه أن يكون ابن عمك..فإن كنت من الجيش النظامي...فلا تنس أنك عبد مأمور..ولاتسمح لآمرٍ أن يزج بك في جحيم الموت الضميري، ولا في غياهب الحقد الأعمى...فأنت ابن سوريا لا ابن الأسد...أما أنت يابن الجيش الحر، فقد حملت السلاح مُرغماً بعد أن خذلك العالم العربي وعالم القوى العظمى ...صانعة السياسة ومفبكرة القرارات المنسجمة مع مصالحها لا مصالح الشعوب العاشقة للحرية..حملتَ سلاحك لتدفع عن نفسك الأذى ولتحق الحق وتصوب الخطأ...فمالي أراك ترتكب ما ثُرتَ عليه ؟ وتمارس مامورس عليك؟ ..أجردتك البندقية من عقلك الحضاري؟ أم أنك تعرضتَ لأشعةٍ تقلب العقول وتمسخ القيم؟..من الجمر خرجت وفيه تموت ...فاعمل على أن تجنبه الآخر...
ربما أُصبتُ بفرح آني..يشوبه الخوف حين جاءت الأنباء مصورة لانتصارات صغيرة في حلب...لكني قبل أيام قليلة كتبت خوفي وطرحت أسئلتي على الجيش الحر بالذات، فهو من يعنيني ، وهو من أُحَّمِله مسؤولية السلم الأهلي...لأن الجيش المقاد من آل الأسد يأتمر بأمره ويسير حسب مارسموه له من دروب " تحريرية"!! ظلت طريقها وتاهت فلم تميز مجدل شمس وبقعاتا عن حمص ودرعا وحلب، على الجيش الحر أعلق الأمل وقلبي يرتجف...فحرب الشوارع لاتتناسب ومستواه العسكري والاستراتيجي...ونتائجها تهجير وتدمير وموت يستمر ولا يتوقف، كنت آمل أن يقرأ قادته كتباً عن حرب العصابات في أمريكا اللاتينية وآسيا وغيرها...لكن المفاجأة كانت مصيدة لنا ولهم..وللجيش النظامي وبالتالي للوطن..أما بشار الأسد ..فهَمُهَ ينحصر في قتلنا جميعاً.
كل الحلول السياسية باءت بالفشل، وكل دروب العقل والحكمة أصيبت بالإحباط...فلم يبق من درب سوى درب الجُلجُلة..ومايزيد من غيضنا ويُكَوم أكداساً من طبقات الألم في حقائب قلوبنا ، التي ضاقت وتكاد تنفجر فقد حبلت سفاحاً آلاف المرات بكل ماهو بغيض ومقيت، ولا تبشر الأيام بولادة مهما كانت عسيرة..وقيصرية نرضى بها ونحتملها...لكن ما أخشاه أن يتحول الحَبَّل إلى حبال مشنقة تلتف على رقبة الوطن...فلم يعد همنا محصور ببشار الأسد وكيفية رحيله، بل همنا بمن يتنطحون للسيادة يختلقون المبررات والسبل المعوجة.. يمهدون الأرض لتكريسهم سلاطين بديلة تربت على يد بشار وأبيه وتطبعت بطباعه..أو تخرجت من معاهد الطائفية المقيتة، وإن ارتدت قلنسوات الخطاب الديمقراطي المدهون بزيت عمامات بترولية، أو شهوة موروثة في الطبع والطباع تسافر وتقامر بمصيرنا ويتهيأ لها أنها شخصيات فريدة من نوعها ...علماً أنها أشبه بمستحاثات لأجناس منقرضة ولعقول أصابها الاهتراء ، فوجدت ضالتها في فوضى لعبة الكراسي التائهة في بحر سوريا المتلاطم، تفاجئنا كل يوم بضربات على رؤوسنا وكأننا أيتام قُصَّر على مائدة اللئام، بعضها بثوب عسكري يريد أن يحتل مواقعاً سياسية ويعيد للعسكر مجداً مختلف العملة متمنطقاً بلون التحرير هذه المرة، وكأننا لم نعشه منذ عقود طويلة، ولم نعرف ماذا يعني حكم البسطار! فما الفرق إن كان بسطاراً للأسد أو للعقيد رياض الأسعد...حتى لو لبس ثوب الجنرال ديغول؟!..
أما مَن جاءنا من عالم آخر صرعات الأنزايمر السياسية، فلا أستطيع أن أقول فيه سوى" لله في خلقه شؤون"!..ولك ياوطني من حزنك أطنان من الفنون والجنون...فماذا سيتركون لأولادنا؟ ولماذا نحن كسوريين نحمل كل هذه الأنواع من الجينات المريضة؟
ــ باريس 31/7/2012



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوت السوري
- يوميات في دفتر الثورة:
- الفكر، المفكر والثورة:
- خاطرة سياسية بمناسبة انعقاد مؤتمر أصدقاء شعب سوريا الباريسي ...
- إلى الشاب السوري القابض على الجمر:
- عالم يساهم في تأثيث بيت البربرية:
- خاطرة الوصايا الستة!
- وصية لابني السوري:
- لعيون منصور وابتسامة ريتا أبازيد:
- من طقس درعا البارحة:
- لاتدخل المتن، وابقَ في الحواشي!
- إليكم شعاع من ضوء قلبي وبصيرتي:
- مخطوطات وحدوية!
- شهداؤنا
- مصفاة المحبة
- المرسل إليه - توفاه الله-!
- تحت قمصان حقوق الإنسان:
- الأرض لنا والفتى ولدنا:
- إله محايد!
- عالّم!


المزيد.....




- ما قصة هذا الشيف السوري الذي حقق العالمية بمطعم في دبي؟
- ترامب وقّع 185 قرارًا تنفيذيًا منذ توليه الرئاسة.. ما الذي ش ...
- هددوا باستخدام -الطريقة الصعبة-.. ضباط يحطمون نافذة سيارة رج ...
- أول تعليق من السعودية على إحباط الأمن الأردني مخططا لـ-إثارة ...
- هدنة 1949: وثيقة منسية تعود إلى واجهة الاهتمام اللبناني... ف ...
- حماس وحلفاؤها يرفضون مقترح هدنة بغزة وإسرائيل تضبط تهريب أسل ...
- روسيا تنشر وثائق سرية عن أحداث دارت في ألمانيا عشية اجتياح ا ...
- كم طفلا ابتلع -المتوسط- خلال رحلة العبور إلى أوروبا على مدى ...
- ترامب قد لا يكون أفضل للاتحاد الأوروبي من -غاز بروم-
- أنظمة الليزر.. هل تدخلها الصين في معارك طائرات الجيل السادس؟ ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - احذروا الإنزلاق من تلال العقل والخُلق لآبار الحقد والثأر