أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس رمسيس - تغيرات الشرق الأوسط و ظهور قوى جديدة














المزيد.....

تغيرات الشرق الأوسط و ظهور قوى جديدة


موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3805 - 2012 / 7 / 31 - 23:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطط كثيرة يقوم بها الغرب بقيادة أمريكا لمحاصرة الإرهاب و الاستباق الى إحباطه و وأده في مهده قبل التنفيذ و ما يحدث في الشرق ليس ببعيد عن تلك المخططات الاستباقية طويلة المدى و التي ينتظر ان تأتي بثمارها بعد عدة سنوات .. و قد ظهرت بشائرها على السطح بالعودة التلقائية لخلايا النائمة و المعلنة من الإسلامين الى أوطانهم الذين قد يسهل التعامل معهم على أرضهم كما هو حادث الآن في الصومال و باكستان و افغانستان .. عموما هاجس الأمن الداخلي عند الغرب هو المسيطر الأول و له الأولية العظمى عند وضع الخطط الأمنية الاستراتيجية

أصابع الأيدي الغربية ليست ببعيدة عن التغيرات الحادثة في الشرق و التي يطلق عليها ثورات كما في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و ما نتج عنها من استبدال للأنظمة الدكتاتورية العروبية بأنظمة إسلامية .. تقوم الدول الغربية بمراقبة و تقويم مسار عمليات الفوضى الحادثة في تلك البلاد حتى لا تخرج عن المسارات المخطط لها و لكى لا تصبح تلك الثورات عبارة عن مجرد "بروفات ثورية" لثورات أكبر و أعمق ليست في الحسبان

تبحث كلا من أمريكا و الدول الغربية ( انجلترا و المانيا و فرنسا ) عن مصالحها و أهدافها الخاصة من خلال الفوضى التي تعم أنظمة دول الشرق الأوسط و عمليات أعادة التشكيل بها من خلال الخطط المشتركة و المنفردة لحماية المصالح .. في نفس الوقت تتسابق اسرائيل و تركيا و أيران فيما بينهم لكى يتم الانفراد و الاستحواذ على دور القيادي في منطقة الشرق الأوسط مستقبلا .. تتصارع روسيا على الساحة و بكل شراسة لكى تستعيد جزء من النفوذ السابق لاتحاد السوفيتي على المستوى الدولي لكى تصبح قوة حقيقة منافسة تعادل كفة الميزان في العلاقات الدولية و تساندها الصين الشعبية و تؤيدها على ذلك لتوترها الدائم مع الغرب(أقصد الصين) بسبب حقوق الأنسان لديها و مشكلة "تايوان" و تخوف الغرب من معدل النمو الاقتصادي السريع لديها و تأثيره عليهم سلبيا على المدى الطويل .. لكن يستمر التخوف الأكبر لدى الغرب هو من عودة الأيدولوجية الاشتراكية على الساحة بطريقة أو أخرى مرة ثانية على حساب الرأسمالية التي تتهاوى و تترنح في معقلها الان في أمريكا

أي تغيرات مستقبلية في النظام السوري سوف يعود حتما بالسالب على روسيا اذ لم تشارك في وضع تصميمه لكى تضمن لها منفذ على البحر المتوسط .. التحالف الروسي الإيراني السوري يصب في هذا الاتجاه و لكن هناك حذر شديد في نفس الوقت من نشوء قوة إقليمه منفردة على الساحة (ايران أو تركيا) مما قد يأتي سلبيا على كلا من الأمن القومي الروسي و الصيني معا بسبب تواجد الأقليات الإسلامية الكبيرة بهما و المتشاركة عرقيا و لغويا و طائفيا

ترجع أهمية مجموعة دول القوقاز و جنوب شرق اسيا .. كازاخستان / طاجيكستان / أوزبكستان / تركمنستان / قرغيزستان / أذربيجان / افغانستان الى غناء أراضيهم بالمعادن النفيسة و الى الاحتياطات البترولية المؤكدة المتواجدة بها .. تحيط تلك المجموعة جغرافيا روسيا من الشمال و الصين شرقا و تركيا من الغرب و ايران جنوبا .. تعتبر هذه المجموعة منطقة النفوذ الروسي التاريخية لكونها جزء من الاتحاد السوفيتي السابق التي تؤثر مباشر على الأمن القومي الروسي .. يرتبط مواطني تلك البلاد بروابط عرقية و دينة و طائفية و تاريخية مع كلا من أيران وتركيا مما يجعل روسيا و الصين يتخوفان من تغلب أحدهما (أيران أو تركيا) و انفراده كشرطي إقليمي

يضع الغرب العين على تلك المنطقة منذ سقوط الاتحاد السوفيتي و كبديل استراتيجي لمنطقة الخليج الفارسي الغنية بالبترول و الملتهبة دائما من خلال نقل مركز الثقل البترولي اليها ... يعتبر أبناء تلك المنطقة أكثر قابلية لتحضر و الانخراط في المجتمع الدولي مقارنة بأبناء الدول الخليجية ... لن يترك الغرب منطقة الخليج في المقابل و لكن يستطيع في ذات الوقت من تغير تلك الأنظمة الخليجية العفنة الحاضنة لفكر السلفي الوهابي دون الخوف من توقف الإمدادات البترولية لوجود البديل لديهم .. سوف يستمر "الفكر السلفي الوهابي" هو العدو الأول لكلا من أمريكا والغرب و روسيا و الصين حتى لو اختلفوا و تصارعوا فيما بينهم

وجود روسيا في سوريا يؤجل هذا المخطط الغربي مؤقتا و يكبح في نفس الوقت الأتراك من لعب دور الشرطي في المنطقة على حساب أيران .. قيام الأتراك بتسهيل وصول الغرب الى منطقة القوقاز يضمن لهم تماسك تركيا بشكلها الحالي دون تقسيم مع الأكراد مع ضمان غض النظر في المستقبل عن أي تجاوزات عرقية تجاه الأكراد أو طائفية تجاه العلويين و الأرمن لديها .. نفس الشيء يقرأه الإيرانيون جيدا و يستغلونه و يقتربون أكثر من الروس و الصين .. نجاح الروس في البقاء في سوريا تحت أي مسمى و أي اتفاق مستقبلي يعطيها دفعة قوية في أتجاه استرجاع النفوذ السابق لأتحاد السوفيتي و يضعها على الخريطة الدولية بشكل كبير مرة ثانية و قد كانت زيارة الرئيس بوتن الى إسرائيل مؤخرا تصب في هذا الاتجاه و لطمأنه الطرف الأخر في نفس الوقت

حتى لا تختلط الأوراق على البعض .. القضاء على الإرهاب .. هو الهدف الاستراتيجي الأول لغرب و يعلو على جميع الأهداف الأخرى .. يعلم الغرب جيدا ان رأس و جسم الإرهاب يتواجدان اساسا في مصر و السعودية و الانتصار علي الإرهاب يجب ان يكون في عقر داره .. الغرب لا يعادى الإسلام كديانة و لكنه يعادى الممارسات التي تتخذ من الإسلام مرجعية في سلب حقوق الأنسان المتفق و المتعارف عليها انسانيا الآن كحرية الرأي و الفكر و حرية اختيار العقيدة و الحريات الأخرى .. التقدم السريع لتكنولوجيا المعلومات و الأنترنيت يسببان ضغوط شديدة على الطرفين و لكن التاريخ يعلمنا دائما أن البقاء لأصلح إنسانيا

مع محبتي و شكري



#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر – فوز و انتصار الكراهية
- الدول الخليجية و التلاعب السياسي في البورصات
- مصر - شعب بلا انتماء و بلا ولاء
- التصويت مع مصر أم ضد مصر
- أصحى يا مصري (شعر عامي)
- مصر .. و الطريق الثالث (2)
- مصر .. و الطريق الثالث (1)
- قصة الحاج مع الحجر
- جيش طنطاوي و عنان – قصيدة عامية
- قضاء مصر قضاء طبلية – قصيدة عامية
- حوار مع الله في الجحيم - قصة قصيرة
- جيش مصر جيش جبان – قصيدة عامية
- كراهية تحت الحجاب - قصة قصيرة
- مقابلة الله في الجحيم - قصة قصيرة
- امة الشيطان – قصيدة
- القبض على الرسول في الجحيم - قصة قصيرة
- خديعة الصراع بين الجيش و الإخوان
- الأقباط ... الحكم الذاتي هو الحل
- المهاجر – قصة قصيرة
- القرية الفاضلة ام القرى - قصة قصيرة


المزيد.....




- حارس بيئي للإمارات..مصورة تبرز دور أشجار القرم بمكافحة تغير ...
- مذبح غامض وجثث مدفونة.. من يقف خلف هذا الهيكل المدفون في قلب ...
- ولي نصر لـCNN: إسرائيل تفضل ألا يتفاوض ترامب مع إيران.. ماذا ...
- -متلبسا بالصوت والصورة-.. ضبط مدير جمعية تعاونية بالكويت يطل ...
- مصر تمتلك -إس-400- الصيني.. تقارير إسرائيلية تعبر عن مخاوف م ...
- زيارة سرية لقائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى واشنطن واتفاق حول ...
- بعد رفضها لمطالبها.. إدارة ترامب تجمد 2.2 مليار دولار لجامعة ...
- إدارة ترامب تخطط لخفض ميزانية الخارجية إلى النصف وتقليص البع ...
- مصر تقترب أكثر فأكثر من ترؤس اليونسكو
- الداخلية السعودية تطلق -منصة تصريح- الذكية لإصدار وتنظيم تصا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس رمسيس - تغيرات الشرق الأوسط و ظهور قوى جديدة