ثمة بقرة مجنحة مرسومة هنا .. تحليل نفسي

عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3805 - 2012 / 7 / 31 - 14:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

ليختبئ تحت الأغطية
من بقى له غطاء أخير
وإلى النوم أيتها الكائنات الواهنة !
الآن ترتعد الجسور والحيطان
أنها لعنة زاردتشت
" نيتشه "


علم نفس الأعماق حسب تعبير يونغ أو علم النفس التحليلي حسب وصف فرويد هو تلك الدراسات المعنية بتأمل جدران كهوف النفس البشرية ، بقع دم ومآذن وأعضاء مبتورة وأوثان ونساء عارية هنا وهناك ، تلك أغلب رسوم الطباشير ، التحليل النفسي يهتم بكل تلك الأشكال الغريبة .. قبل الدخول في موضوع المقالة الأساسي لابد تعريف ( اللوغو ) ، وهو مصطلح غنوصي ورد في كتب الأفلاطونية الجديدة في العصور المسيحية الأولى ، اللوغو يتحدث عن عقل كوني أو عقل فاعل يتحكم بالوجود بدلا من الله ، علماء العصور الوسطى والحديثة أبدلوه بمهندس رياضي تطبيقي حاكم ( سيطرة مركزية ) ، العقل الكوني هو ميزان متحكم بدقة بكل مفاصل الوجود ، فمن دوران الإليكترون حول نواة الذرة ، للتفاعلات الهيدروجينية في الشمس ، ووقوفنا في طابور فرن الصمون صباحا ( بكل وداعة !! ) هناك سستم وهناك سبب وهناك تحويل .. من خلال هذا اللوغو الكبير لنعرج لحياتنا الجنسية ، هناك بعض الغبار وهناك بعض الأتربة تحتاج لتنظيف .. دعاة الحب الأوحد والرومانسية المفرطة والثملون عند الأطلال ( الذين يتكلمون كثيرا !! ) ، غالبا ما يمتلكون خطبا ما في قدراتهم الجنسية ، العلاقة هنا غير واضحة ولكن شيء ما ممزق في خبايا اللاشعور البشري ، خطأ صغير في المعادلة ، يصرخ بقوة وعند السطح يتقنع وطبعا هناك العشرات من الأقنعة الجاهزة ( أغلبها يتمحور في تدين مفرط أو تفلسف مفرط !! ) .. السبب الحقيقي وراء هذا البرود الجنسي ليس قدرات عقلية أو فنية معينة لكنه ضعف نفسي وليس فسلجي كما يفهم ظاهرا ، ما هو سبب الضعف ؟؟ أغلبه يأتي من حالة القلق المزمن المرافق للإجهاد الكبير في الجري وراء لقمة العيش ، الحياة معقدة وخصوصا الواقع الرأسمالي المعاش ، الحياة كلها أما فاتورة تنتظر عند الباب أو قرض مصرفي يدفع بفائدة مريعة ، تلك الحياة الضاغطة لا تسمح للسستم الغريزي أن يعمل بشكل متوازن ، وطبعا هناك قاعدة سايكولوجية مهمة تنص على أن الغرائز مهمة جدا عند البشر ، الغرائز بكل ما تحمل من رغبات وشهوات يجب أن تراعي وتأخذ من النصيب ما يأخذه العقل البشري أو باقي التراكيب الأخرى ، الخصية بما تحمله من قنيات جارية طوال اليوم لا يمكن أن تحتفظ بحقوق حصرية لمهبل واحد ، ذاك ما تربى عليه الشرق لعصور وعصور طويلة من قصور الدنس والشهوات الدائمة ، لا يمكن تحويل المسار بشكل قسري ونصرخ بضجيج عن حقوق عائمة للمرأة .. حقوق الرجل وحقوق المرأة غائبة بين ميول للمضاجعة المتعددة لعدة نساء في اليوم الواحد ( نشبه الفئران في هذا ) ، وانحياز أنثوي يقبع بأن تحتكر الرجل الذي ترتبط به وتحوله لروميو بالقوة ، تلك التناقضات الغريبة لا أحد يفهمها أو يحاول تصحيح المسار الأعوج لحياتنا التي تتحكم بها عقد نفسية لا حصر لها .. ناخذ مثالا واقعيا عشته ولازلت أعيشه ، الســـــــيدة ( G ) دائما أراها كبقرة مجنحة في خيالي ، وهي موظفة رقابة مالية في المؤسسة التي أعمل فيها وبما أنها على شؤون بيت مال المسلمين الأمر يحتاج مزيدا من الصبر والتقوى حتى تحفظ أموال الأمة هي وباقي عصبة العهرة في الشعبة الفاسدة ، ليس موضوعنا هذا ولكن العصبة من باقي الرجال على أنماط مختلفة ، منهم الشرس ومنهم المتدين ومنهم من يلعب بالبيضة والحجر ومنهم الخجول والطيب ( أقلهم حصة من السرقات ! ) ، رغم هذا الأختلاف أستوعبت الجميع ، لم تجد معهم مشكلة ، السيدة ( G ) ، شخصية مرحة قصيرة القامة ذات نهود كبيرة كأنها قبب لمساجد رائعة ، الوحيدة بينهم لا يمكن عقابها ولا يمكن أن يحاسبها أحد ، تأتي براحتها وتذهب براحتها وطبعا تلك المزايا حتى المدير العام لا يتمتع بها ( !!! ) ، كيف فهمت قوانين اللوغو الأرضي ؟ قوانين مثل : ( من جاور السعيد يسعد ، دماغ الرجل يسكن في الأسفل وليس في الأعلى ، عالمنا تحكمه الهورمونات ، الخيارات والحرية هي وهم معلق في خاصرة الحتمية .... الخ ) من علمها كل هذا ؟؟!!!
كيف يمكن تفسير الأمر ؟؟؟
فهمنا للعقل الكوني أو اللوغو قد نستطيع حل الشفرة ..
لأن الأمر واضح جدا

#عماد_البابلي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات