اخي الاستاذ مأمون

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 17:11
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

انا لا ابيع سوريا حتى بجراحي
السياسة والكتابة السياسية هي تتبع لمجريات الواقع او استخلاص او دراسة وما شابه .وانا بالضبط في موضع المراقب ,فأنا لا اقود اية جحافل ولا منتمي لأي حزب في سوريا ,ولا أوجه أحدا .
هنا فان موقفي يتبع استخلاصاتي وما ادرسه من كتابات الغير من كل التلاوين .
انا قلت انه قام في سوريا حراك شعبي ضد النظام .انا مع هذا الحراك ومع اهدافه التي اعلنت .لم يبق الحال كما كان في الاول ,ومع ذلك انا مع الحراك الشعبي ومع اهدافه اطوال ما كان حراكا شعبيا سوريا وبأجندة سورية ,ومن اي لون كان .
انتهت هذه المرحلة وتم السيطرة على الحراك الشعبي الاصيل وتم تزييفه .وظهر المجلس الوطني السوري مجلس اسطانبول وقطر والسعودية وبرعاية الامن الامريكي والاوروبي ر,وظهرت محاولات استثارة الحرب الاهلية ولكن ليس لأجندة سوريا بل لأجندة امريكا .
وكان الجيش الحر ,وهو بأجندة رجعية وغربية كما انه تمويلا وتسليحا وتدريبا لا ينتمي الى سوريا وهو يعمل ليس على اسقاط نظام الاسد ,لقد اصبح مثل هذا الهدف مجرد غطاء .ان المطلوب هو تجويف سوريا البلد ,الدولة ,وتفسيخ الجيش واعطاء كل اسراره واسرار حزب الله للامريكان واسرائيل وكشف كل شيء عن السلاح السوري وسلاح حزب الله .
هنا ظهر اصطفاف جد .
ان من هم مثلي لا يمكن ان يختاروا الاصطفاف الذي تترأسه امريكا ومعها اسرائيل والدول الاوروبية والرجعيات العربية الدائرة في فلك الاستعمار الاجنبي وبقيادة امريكا .
ان من هم مثلي لا يختاروا الاصطفاف الى جانب التنسيق الامني الذي تتزعمه امريكا ويضم اجهزة امن دول الخليج وتركيا واسرائيل ومختلف الانظمة الرجعية العربية .ان كل اجهزة الامن في المنطقة مدارة من قبل وكلاء امريكان وكلهم ينسقوا مع بعضهم البعض ثنائيا واقليميا ودوليا .
هذا التنسيق الامني الآن يعمل بقوة وكثافة من اجل ايجاد وتدعيم القوى المضادة لسوريا وطبعا للنظام السوري ,ومن اجل حشد القوى تنظيميا وسياسيا واعلاميا وعلى كل الصعد تحضيرا لتدمير سوريا .
ان الجيش الحر جنوده وضباطه وكل منتسبيه ,يتم اخضاعهم للمصالح الامنية للقوى القائدة ومن خلال الأمن التركي والقطري وبقيادة رجال الامن الامريكان .
انهم جميعا يتم استجوابهم ويكتبون التقارير عن سوريا جيشا وسلاحا ومؤسسات وكل مكونات النظام السوري والدولة السوريةيتم استباحة كل اسرار البلد ,واسرار حزب الله وسلاحه .
الن الدول المتدخلة تتدخل من خلال عناصرها الامنية ,وهذه العناصر تجمع المعلومات وقد نشرت فرقا متعددة من عملائها في مراكز تجمع اللاجئين ,ومراكز التدريب والتسليح ,وتستقبل الضباط المنشقين وتستجوبهم ويقدمون معلومات وفيرة عن كل شيء في سوريا .
انا لا يمكن ان اكون مع هؤلاء العملاء الانذال ولا بحال من الاحوال .ليس هذا فحسب بل انا ضدهم على طول الخط في موقفي وكتاباتي وحديثي ودون اية مواربة او مجاملة .
انني ارى نفسي قادرا على استقصاء الوضع الداخلي والخارجي في سوريا و لدي الدربة على تحديد موقفي ارتباطا بهذا الاستقصاء .
اما ماذا تخسر فلسطين :
ان الكثيرين من المروجين من قوى التنسيق الامني في المنطقة العربية يساهمون في خلق اصطفافات على اساس طائفي ,ويشيعون العداء ضد العلويين والشيعة بهدف ايجاد حالة من الفكاك بيننا وبين ايران وحزب الله على هذا الاساس ,وتصوير النظام السوري وكأن اخطاؤه ناتجة عن علويته .
ان هذه تعبئة قذرة وتلقى تجاوبا من السذج والمريدين .
هذه التعبئة تحجب المعاني الاساسية .
ان ضرب العراق قد اضر كثيرا على الحلم الفلسطيني ,واذا تمكن الحلف المعادي من ضرب سوريا وايران وحزب الله فان هذا سيؤثر كثيرا على الحلم الفلسطيني ,بل ستنشأ حالة من التدهور كما بعد ضرب العراق عام 1990,1991م
ان اصحاب جريمة اوسلو كانوا يتكئون في اول جملة لهم على انهيار العراق وضرب العراق وازمة العراق .
ان من واجبي ان ارى هذا واطرحة للثقافة العربية والفلسطينية من خلال القراء ووسائل التواصل .
ان النظام السوري لم ينجز معاهدة مع اسرائيل لأسباب لاحاجة لذكرها ولكنه ظل يعبيء في ادبياته وادبيات البعث بالثقافة الوطنية التي لم تعد تسمعها من خلال الفصائل الفلسطينية .
ان الفلسطيني ومنذ تموز 2006 يحلم !؟
اذا كان حزبا واحدا وليس دولة ولا مدعوم من دولة ,اذا كان حزبا واحدا قاوم 33 يوما وهاجم 33 يوما وصمد 33 يوما وهجر حوالي ربع سكان اسرائيل من اماكن سكنهم وبلبل حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والامنية ,اذا كان حزب الله فعل هذا ,واذا كان سلاح حزب الله من سوريا وبدعم سوريا وتمتلك سوريا منه الكثير وارقى واكثر فاعلية :لا شك ان هناك حلم .
ان من يضرب العلاقة مع حزب الله ومع سوريا على اساس طائفي انما يستهدف المساس بهذا الحلم او على الاقل باحدى تراكيبه ومكوناته ومحفزاته ,وبالتالي فان ضرب سوريا ومن معها يستهدف المساس بهذا الحلم في محاولة للوصول الى التيئيس

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات