أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - عندما يحاول عنان - قضم - الثورة السورية














المزيد.....


عندما يحاول عنان - قضم - الثورة السورية


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي تواصل فيه سلطة الأمر الواقع جرائمها، التي تأنف منها الوحوش، ضد الشعب السوري الثائر من أجل الحرية والكرامة، بطرق لم يعرف لها التاريخ الإنساني مثيلاً من قبل حكومة ضد شعبها، والتي شملت ذبح الأطفال بالسكاكين، وقصف البيوت على ساكنيها وحرقها، وهدم المساجد على المصلين وتدنيسها، وجرائم القتل الجماعي، وجرائم الاغتصاب، وغير ذلك مما وثّقته المنظمات الحقوقية وأكدته بعثة المراقبين الدوليين، لا يزال مجلس الأمن عاجزاً عن اتخاذ ما يلزم من إجراءات تقضي بتوفير الحماية الدولية للمدنيين السوريين، مختبئاً وراء خطة عنان لتوفير ذرائع التعامي عن حمامات الدم السوري المتزايدة.
وفي المقابل فإنّ مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان يحاول الهروب إلى الأمام، فبدلاً من إعلان فشله في إيقاف المذابح وحمامات الدم الجارية، يضع العربة أمام الحصان باقتراحه، في مؤتمر جنيف، الحوار بين سلطة الاستبداد والفساد لتشكيل حكومة انتقالية من النظام والمعارضة، بينما كانت المدن السورية تحت وابل من قصف مدفعية ومروحيات قوات الأسد.
والأنكى من ذلك أنه أعلن اتفاقه مع القاتل على " خطة الأسد " التدريجية لـ " وقف إطلاق النار "، إذ قال للصحافيين بعد إجراء محادثات في طهران: إنّ الأسد " اقترح وضع منهج تدريجي يبدأ من بعض المناطق التي شهدت أسوأ أعمال عنف في محاولة لاحتوائه فيها والبناء خطوة بخطوة على ذلك لإنهاء العنف في كافة أرجاء البلاد ". بما يشكل خرقاً لتفويضه ولخطة النقاط الست التي كان وضعها بنفسه وصادق عليها مجلس الأمن، والتي تنص على وقف فوري وشامل لإطلاق النار وخصوصاً من جانب القوات الحكومية، وسحب الجيش من المدن والمناطق الآهلة وإطلاق المعتقلين السياسيين والسماح بكل أشكال التعبير السلمي. ويصعب التصديق أنّ عنان لم يكتشف الخدعة في اقتراح القاتل وقف إطلاق النار أولاً في الجبهات الأكثر عنفاً، بما يريح قواته ويسمح لها بالقضاء على بؤر الثورة الأقل قوة واحدة تلو الأخرى.
وهكذا فإنّ المقاربة التي يعتمدها كوفي عنان لم تكن موفقة من زوايا متعددة، فالرجل أخطأ في التسليم بمنطق سلطة الأمر الواقع وخطتها لـ " وقف العنف "، في حين أنّ هذه المقاربة كفلت له انعكاساً خطيراً على مهمته: مجزرة " التريمسة " تظهر أنّ التسليم لرأس هذه السلطة بأية خطة، يضع هذا الأخير عناصرها أو يساهم فيها، يعني أنّ الموفد الدولي تم خداعه، من خلال الموافقة العلنية على خطته ثم نسفها من تحت الطاولة كما جرى سابقاً.
لقد بات واضحاً للجميع أنّ مهمة عنان في سورية وصلت إلى طريق مسدود، وأنّ ما يطرحه من مبادرات ومساعٍ ومحاولات تصب في قنوات إطالة أمد القتل القائم. بل أنّ كل المؤشرات تدل على أنّ مهمته لم تكن أكثر من مرحلة لتقطيع الوقت، إذ لم يكن في الخطة ذاتها ما يشير إلى إمكانية استيلاد واقع جديد أو تطوير حالة أفضل، بل كانت إعلاناً عن أنّ العالم سيذهب باتجاه موازنة خياراته وقدراته، وحين الفراغ من كل ذلك تكون الحالة السورية قد استولدت صورة جديدة ومختلفة تقدم من خلالها نفسها للعالم، الذي ربما سيكون حينها قادراً على التعاطي مع الوضع الجديد، انطلاقاً من ترتيباته وحساباته.
إذ بدا واضحاً أنّ لعبة المراقبين الدوليين كانت غطاء لحاجة الدول الكبرى، بما فيها أصدقاء الشعب السوري، إلى مزيد من الوقت لإيجاد صيغة تخرج الأزمة السورية من النفق، إنها لعبة مددت فرص الصفقة الدولية، لكنها مددت معها معاناة السوريين.
ومن هنا لم يتبقَ على مجموعة دول أصدقاء الشعب السوري، التي تدرك مخاطر الحالة السورية على المنطقة والعالم، والتي تعلن شعورها بآلام الإنسان السوري وتريد وقف المجزرة، أن تعرف أنه لا يوجد سوى حل فاعل واحد، وهو دعم الثوار السوريين وفرض تدخل إنساني لحماية المدنيين السوريين، والتعجيل بإنهاء المأساة. بحيث يجب أن يصار إلى تفعيل غرفة عمليات الحلفاء الراغبين في إنقاذ سورية، سواء عرباً، أو أتراكاً، أو غربيين، للتحرك من أجل فرض أمر واقع على الأرض، وذلك حقناً للدماء السورية.
وما يجب أن يعيه المجتمع الدولي أنّ سلطة آل الأسد تقوم بالتصعيد المستمر، والدفع دائماً إلى حافة الهاوية لتصعّب الحلول على الآخرين. ولذا فلا بد أن يتحرك تحالف أصدقاء الشعب السوري ليرفع السقف أكثر على هذه السلطة، بخطوات عملية وفعلية على الأرض، لأنها لا تفهم إلا لغة القوة.
ولعل مسارعة عنان إلى الإعلان عن صدمته إزاء مجزرة " التريمسة " وتحميله سلطة الأمر الواقع المسؤولية فيها، ارتكازاً على حركة المروحيات والقصف المدفعي اللذين لا تملكهما قوات الجيش السوري الحر، إضافة إلى إعلان الشعب السوري " إسقاط عنان .. خادم الأسد وإيران "، يجعلانه يطوي صفحة مبادرته، ويطالب مجلس الأمن الدولي بحماية المدنيين السوريين طبقاً للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الدولة السورية وأهم أسئلتها
- هل ستدفع روسيا ثمن خطأ خيارها في سورية ؟
- نحو ثقافة سياسية متجددة في سورية
- سلطة آل الأسد أفشلت خطة عنان
- الرهان على الوطنية السورية الجامعة
- عن العلاقة بين التنمية والديمقراطية
- السيناريوهات الممكنة للحل في سورية
- محددات عصر التنوير ... عن علاقة الوطن بالدولة
- التغيير الذي نحتاجه في العالم العربي
- خمسة وأربعون عاما على هزيمة العرب الكبرى
- 64 عاما على النكبة الفلسطينية
- بشأن صهر ثقافات الأقليات
- حول حق الشعب السوري في التدخل الإنساني
- الهويات الفرعية القاتلة
- نحو الاستقلال الثاني .. مستقبل سورية الجديدة يصنع اليوم
- المجتمع الدولي ما زال متحفظاً إزاء التدخل العسكري
- حق الشعوب في التنمية
- أبرز التحديات التي تواجه التحول الديمقراطي في العالم العربي
- إشكالية الدولة والتنمية في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر
- دروس بعض نماذج التحول الديمقراطي لمستقبل سورية


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - عندما يحاول عنان - قضم - الثورة السورية