أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير طاهر - ثورات طائفية؟














المزيد.....

ثورات طائفية؟


سمير طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 07:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حضور الطائفية والسلفية الدينية في الثورات العربية الجارية حالياً هو محور جدل ساخن بلغ من الأهمية حد أنه بات العامل الرئيسي الذي بنى عليه مثقفون بارزون مواقفهم من بعض هذه الثورات. من ناحية، ليس ثمة فائدة في إنكار هذا الحضور الطائفي. من ناحية ثانية، لا يقدر الضمير أن ينكر على الشعوب حقها في الثورة على الظلم بداعي هذه العلة. في رأيي يتوجب تصحيح منهجنا، وبدلاً من محاكمة الثورة بسبب العناصر الرجعية التي تندرج ضمن مكوناتها تنبغي محاكمة هذه العناصر لوحدها فنفصل – بذلك – الثورة ونتعامل معها، كمفهوم وكحالة واقعية على الأرض، باعتبارها قضية قائمة بذاتها.
طالما أردنا الحفاظ على شعور عال بالمسؤولية فلا خلاف في أن نرفض تسليم بلداننا وشعوبنا الى تيارات رجعية أو متشددة حتى ولو كانت لها شعبية. لكن لننتبه الى إن هذا يتعلق بما بعد نجاح الثورة، بصراع صناديق الانتخاب؛ أما قبل ذلك فلماذا يتعارض وجود هذه التيارات ضمن قوى الثورة مع شرعية الثورة نفسها وواجب المشاركة فيها؟ إذا كان المرء يعتقد أن للاسلاميين أجنداتهم اللا ديمقراطية التي تكمن وراء ثورتهم على نظام لا ديمقراطي هو الآخر فهذا ليس دافعاً لنكوص الاشتراكيين والليبراليين والديمقراطيين عن المشاركة في الثورة (كما يدفع كثير منهم) وإنما بالعكس ينبغي أن يكون دافعاً قوياً لهم للمشاركة فيها وذلك ليُثْبتوا بالفعل (وليس بالادعاء فقط) أنهم الأتباع الأصليون للحرية والديمقراطية والعدالة، الأتباع الأنقياء لهذه المبادئ حيث إنهم يعملون من أجلها بذاتها وليس لاستخدامها مطية لأجنداتهم.
حين نعود بالتحليل خطوة الى الوراء نتساءل: من أين جاءت فكرة الثورة لدى الاسلاميين متشددين وطائفيين؟ الجواب إنه لا ثورة من غير ظلم. فالذي خلق مشاعر الثورة لدى الاسلاميين هو الاضطهاد الذي تعرضوا له. والذي خلق هذه المشاعر لدى الطائفيين هو التمييز الطائفي للأنظمة الحاكمة. بذلك، فان العدالة ليست هي الانتقام من الطائفة الظالمة وانتقال سوط القمع من يدها الى يد الطائفة الثائرة، كما يفكر قطاع عريض من أبناء الطوائف المضطهَدة، وإنما هي انعدام التمييز بين المواطنين على نحو مطلق. هذه هي رسالة الديمقراطيين التربوية الى بقية صنوف الثوار، وفحوى الحوار معهم أثناء الكفاح المشترك. أما رفض الحوار والثورة كلياً بسبب وجود التيارات المتشددة فيها فليس أقل من تسليم البلاد عمداً إليها. أتمنى أن يدرك بعض من مثقفينا أن عدم تأييدهم ثورات الشعوب العربية لن يخدم الديمقراطية ولا الحداثة وإنما على العكس يترك الساحة لأعداء الديمقراطية والحداثة ليستبدلوا الطغيان القديم بطغيانهم هم.
الثورات يقوم بها المتضررون من نظام الحكم؛ وإذن فمن الطبيعي أن نجد الطوائف المهمشة جزءاً منهم. لنعد التفحص في هذه الثورات سنرى أنها ضمت تيارات ومجاميع عديدة: مثقفين، ناشطين مدنيين، شباباً، قوميات مهمشة داخل الوطن.. أي كل الناس المتضررين من الحكم الأوليغاركي أو الديكتاتوري. فما الغريب في مشاركة الطائفة المهمشة وهي من ضمن هؤلاء المتضررين؟ إن مشاركة هؤلاء في الثورة ليست مبرراً لتخطئتها ولا لوصفها بالطائفية. وحتى سعي "الطائفة الثائرة" الى تسيّد المشهد أو فرض نفسهاعلى المستقبل السياسي للبلد لا يبرر للديمقراطيين رفض الثورة ككل. ان العمل التربوي هنا هو ثاني أهم الجهود بعد جهد إنجاح الثورة. إنه تنوير الجمهور بأن علة الاضطهاد ليست هوية المضطهِد وطائفته ولا هوية المضطهَد وطائفته وإنما هو الاضطهاد نفسه وبأية حجة كانت. العدل ليس أن تستولي الطائفة المظلومة على الحكم وإنما هو انعدام التمييز بين المواطنين.
أود أن أسأل مثقفينا رافضي الثورة بوصفه رفضاً للمشاركة في تأسيس دولة قمع ديني مستقبلاً: هل الحل إذن هو دوام النظام الحالي رغم إن أقل ما يقال عنه هو إن عقيدته في الحكم هي السبب في هذا الذي يجري؟ ومثلما قاوم سياسيون ومثقفون وناشطون طغيان هذا النظام لعقود فما المانع من تغييره الآن ومن ثم مقاومة أي نظام طاغ يأتي بعده سواء بشعارات دينية أو بغيرها؟ بمعنى إنني لم أعن بالعمل التربوي أن نكون ناصحين للأطراف المتعصبة طائفياً فقط وإنما وقبل هذا أن نكون ناصحين لأنفسنا.



#سمير_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل عرفات؟ من قتل قضية فلسطين؟
- في ضوء تقرير أوروبي: الدولة الفلسطينية صارت خيالاً غير قابل ...
- مشروع التأسيس الثاني للدولة العراقية (دعوة الى جميع المثقفين ...
- الزمن حكم عليهم بالزوال
- مصر ديمقراطية أم جمهورية حنين الى الماضي؟ (رد على حازم صاغية ...
- في عيد ميلادكَ المجيد
- هيَ
- لن تغرقوا مافي مرمرة في بحار من الفساد
- عن موضوع الاحتلال في حوارية كاظم حبيب
- من الحرب الباردة إلى الحرب الخفية
- حول هزيمة اليسار العراقي .. شكراً لعبد الله خليفة !
- محاربة الارهاب بالفساد
- كلهم يستغلون دم مروة الشربيني
- الملتحي
- العراق 9 نيسان 2003
- العراق في وادٍ ومؤتمر ستوكهولم في وادٍ آخر
- هكذا تجري الانتخابات الاميركية!
- غباء الطغاة
- موقع لكشف الحقيقة
- أثر الأساليب التعليمية في شخصية الفرد العربي


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير طاهر - ثورات طائفية؟