جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 01:57
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كثير من الناس تعتقد اذا زاد عدد تابعي دين معين او حزب ما فان هذا يدل هذا على صحة الدين او الحزب. يمكن مقارنة الاديان و الاحزاب مع النمل و الحشرات او بعض الطيور و بعض انواع السمك في ظهورها في حشود و مجموعات كبيرة تغير اتجاهها سوية و في نفس اللحظة كما يبدو للعين البشري.
يقودنا هذا ايضا الى الانسان نفسه الذي هو ليس الا مجموعة من الخلايا تتعاون مع بعضها في تكوينه وفق برنامج جيني معين مثل النمل و النحل و الطير و السمك و لكن و بعكس الخلايا وجد العلماء عن طريق الات التصوير المتطورة التي تسمح لمراقبة كيفية سير الطيور و السمك ببطئ ان الطيور و الاسماك دائما تتبع مرشد او قائد و ليست في حاجة الى قابلية غريزية ماعدا اعطاء رد فعل مباشر و سريع.
العيش في مجموعة او الالتحاق بجهة معينة يعنى من ناحية ان العضو الواحد لا يحتاج الى ذكاء لانه يتبع ما قبله او ما يسمى بالالمانية غريزة الماشية او القطيع Herdentrieb فمثلا عند عبور شخص الشارع دون الالتزام باشارات المرور فان البقية تتبع. يعتبر مراسم الحج ايضا نوع من انواع غريزة القطيع فالانسان بطبيعته يتبع كالماشية و لكن كلما زادت كثافة الحشد و الازحام وجد العلماء ظهور بعض التصرفات الغريبة التي تتكرر. تبدأ تصرفات الانسان في الازدحام بالتعب و الارهاق يتبعه تناوب التوقف و المشي stop and go تماما مثل ازدحام السيارات على بعض الخطوط و اخيرا الذعر و وقوع الحوادث كما حدثت في الحج اي اذا اكتشفنا ان الجمهور الحاشد وصل الى مرحلة stop and go يمكن التنبؤ بوقوع حوادث و بالتالي نستطيع تفاديها.
يعتقد ان مسألة تطور دماغ الانسان تعود الى عيشه في مجموعات و التعاون مع البعض اي ان الانسان قادر ان يتجمع من ناحية كالقطيع دون تعاون لاجل اداء واجب معين كالنمل و مراسيم الحج و صوم الرمضان و حشود الطيور و السمك لا يحتاج الى ذكاء و من ناحية اخرى يتجمع لاجل التعاون و التبادل كما يتعاون العلماء و هذا النوع من الذكاء الاجتماعي ساعد على تطور دماغه ليتحول لى حيوان ناطق ويصبح بالتالي بشرا دون التخلي عن غريزة القطيع.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟