ظاهرة النصب على الاخر Bullying

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3800 - 2012 / 7 / 26 - 17:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يمكن مقارنة ظاهرة النصب العراقي بما يسمى بالانجليزية bullying و احيانا تتعرض المرأة للتحرش الجنسي التي تسمى بـ sexual harassment تتفشى هذه الظاهرة في جميع المجتمعات خاصة الشرقية منها التي تجعل الحياة قاسية للضعيف و الضحية. لهذه الظاهرة الاجتماعية و النفسية اسباب متعددة تحتاج كشفها و كلمة النصب تشير ايضا الى الاستهداف والتركيز على شخص غير قادر ان يدافع عن نفسه و يتضمن النصب العراقي ايضا الضحك على الاخر و اظهاره كغبي.

ظاهرة النصب على الاخر لا تمارس الا في مجموعة و لا تعني فقط نقص في سلوك المعتدي بل تعكس عادات و تقاليد مجتمع بكامله لان كل انسان هو جزء من مجتمع معين و ثقافة معينة اي ان الانسان لا ينشأ من فراغ. فقادة المجتمعات الشرقية الدكتاتورية ليسوا الا حصيلة ثقافة مجتمعاتهم لان الحكومة الفاسدة لا تنشأ بمعزل عن المجتمع.

توفر (ظاهرة النصب على الاخر) للمعتدي شعور بالانتصار على حساب الضعيف و في نفس الوقت تقوي علاقات زمرة معينة تماما مثل طريقة انشغال الحكومات بالمشاكل الخارجية و شن الحروب ضد دول اخرى لاجل تحويل الانتباه من الداخل الى الخارج و تغطية المشاكل الداخلية كما تطبقها الحكومة الامريكية و غيرها من الحكومات في الغرب و الشرق و بعبارة عبارة اخرى هناك عوامل داخلية و خارجية لمارسة هذا السلوك العدائي. تسمى محاولة تحويل الانتباه Index Patient فلو تم ازاحة المعتدي عليه تحاول الزمرة ايجاد ضحية ثانية في مكانه لتستهدفه باصابع الاتهام.

احيانا يشعر المعتدي بالنقص لانه لا يملك بعض ميزات المعتدي عليه كالوسامة و الذكاء و غيرها لذلك يمكن النظر الى ظاهرة النصب وفق نظرية اجتماعية Sozialisation Theory او من زاوية نظرية التربية و التعليم Learning Theory التي تبين ان المعتدي يحصل على مكافأة من زمرته لسلوكه اما بسبب تقوية منصبه او التمتع برضى الاخرين عندما يتعلم ان سلوكه العدائي استراتيجية ناجحة. يمكن ايضا النظر الى هذه الظاهرة السلبية وفق نظرية اقتصادية رأسمالية تشجع المنافسة و محاربة الاخر و هي تنطبق ايضاعلى سياسة (فرق تسد) لانك تستفيد بتغريب عضو من المجتع. و اخيرا يضرب المعتدي عند ممارسة هذه الظاهرة جميع قيم الحضارة و الدين و الاخلاق عرض الحائط و يلحق بالضحية اضرار نفسية فادحة و عميقة لاجل تحقيق مصلحة شخصية واجتماعية و اقتصادية او سياسية.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات