|
الحرب الأهلية تتصاعد في النيبال
بابلو سانشيز
الحوار المتمدن-العدد: 1109 - 2005 / 2 / 14 - 10:05
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
بقلم : بابلو سانشيز و فريد ويستون
لقد كتب هذا المقال في شهر شتنبر، مباشرة بعد الحصار الذي نظمه المغاوير الماويون شهر غشت. و نعمل الآن على نشره رغم بعض التأخير، لكونه لا يزال صالحا لفهم الوضعية العامة و المأزق الذي تواجهه النيبال . إن الماويين يتمتعون بموقع قوي، لكن و بسبب موقفهم من أن الثورة في هذه المرحلة سوف تكون برجوازية- ديمقراطية و ليست اشتراكية، فان الأوضاع تعرف تفاقما و اضطرابات متزايدة ، دون أي مخرج واضح في الأفق. هذه المقالة تحاول تقديم منظور آخر للحركة الشيوعية النيبالية ( 8 اكتوبر2004) .
-----------------------------------------------------------------------
يوم 18 غشت، ضرب جيش التحرير الشعبي في النيبال حصاره " اللامحدود" على العاصمة، و أعلن انه سوف لن يرفعه إلا بعد أن تستجاب مطالبه. لقد كان هدفه هو الضغط على الحكومة لجعلها تطلق سراح المغاوير المعتقلين، و تقديم معلومات حول آخرين اختفوا، مما أدى إلى إحداث أهم أزمة عرفتها الحكومة النيبالية المنتخبة حديثا.
لقد هدد المغاوير بمهاجمة أي عربة تمر عبر الطريق الرئيسية، و لم يتم تكسير الحصار سوى من طرف عدد قليل من الآليات العسكرية. إن العاصمة كاتموندو بساكنتها البالغ عددهم مليون و نصف المليون، ظلت معتمدة فقط على مخزوناتها من المواد الأساسية.
وقد أعلن رئيس فدرالية كل النقابات النيبالية ( ANTUF-R ) .شليكرام جمركتل (shalikram jamarkattel)- من مكان غير معروف - أن الحصار قد ضرب بهدف حل المشاكل اليومية للشعب. و صرح أن هناك دعم واسع لهذه الحركة. إن (ANTUF-R) هي كنفدرالية نقابية تابعة لحزب (CPN-M) الماوي الذي يقف وراء حركة المغاوير. ولقد أجبرت بعض الصناعات الكبرى (عشرة شركات كبرى) على إغلاق أبوابها، إما بسبب التهديد المسلح الذي تلقته، أو بسبب إضراب العمال.
لكن و بعد أسبوع فقط من بداية الحصار، قرر الماويون فكه بعد أن وافقت الحكومة على تشكيل لجنة لحقوق الإنسان خلال شهر، و هو الشيء الذي من الصعب اعتباره انتصارا ثوريا إذا ما قورن مع المطالب الأساسية الأولى. لكنه و رغم ذلك فقد كانت الحركة استعراضا حقيقيا للقوة من طرف المغاوير، الذين أصدروا فيما بعد بيانا يوضحون فيه أنهم و من خلال حركتهم تلك، برهنوا على كونهم قوة يجب أخذها بعين الاعتبار، و بأنه يجب على النخبة الحاكمة في النيبال أن تتفاوض معهم.
الحكومة الجديدة
لم يمضي على صعود الحكومة الجديدة إلى سدة الحكم سوى شهور قليلة و ها هي تجد نفسها على حد السيف. إن هذا دليل أخر على أن الأوضاع في النيبال جد مضطربة. فليس المغاوير الماويون وحدهم من يحاولون إسقاط الحكومة الحالية، بل كذلك الأحزاب البرلمانية.
كما سبق لنا أن شرحنا ذلك على موقعنا هذا (www.maxist.com) في مقالات سابقة. فقد كان هناك احتجاجات جماهيرية قادها CPN-UML (الحزب الشيوعي النيبالي – الماركسي اللينيني الموحد) الذي يشكل الحزب الشيوعي الثالث، إلى جانب حزبين آخرين. سميت بحركة الشعب، و قد ضمت هذه الحركة حزب المؤتمر النيبالي (NCP) وUML- CPNإضافة إلى بعض المجموعات اليسارية الصغيرة. و تطالب بإعادة البرلمان، و بانتخابات عامة. بعد استقالة الوزير الأول السابق تابا (thapa)، طلب الملك من الأحزاب السياسية تقديم مرشحيها لمنصب الوزير الأول، و عندما لم يقدموا أي اسم، تم عقد اجتماع لأحزاب المعارضة مع الملك يوم 2 يونيو، حيث تم إعلان تنصيب دوبا .
لحدود اللحظة لم يلتحق أي من أحزاب المعارضة بهذه الحكومة. لكن حزب CPN-UMLقرر وضع كل ثقله لدعمها ، و هو ما سوف يستغله ماويو حزب CPN-M لتبرير حملتهم ضد رفاق الأمس.
قام الوزير الأول دوبا بتشكيل مجلس من ثلاث أعضاء، هو و اثنان من أعضاء حزبه الصغير : حزب المؤتمر النيبالي الديمقراطي، المنشق عن حزب المؤتمر النيبالي. و قد أدى هذا "المجلس المصغر" القسم يوم 10 يونيو، حيث دوبا لوحده يحمل أكثر من دزينتين من الحقائب الوزارية، بما فيها المالية و الدفاع و الشؤون الملكية. مما يجعل من النيبال مثالا مشرقا لواحدة من تلك " الأنظمة الديمقراطية" التي تحب إدارة بوش تقديمها للعالم باعتبارها حليفا في الصراع ضد الإرهاب!.
من هو الحزب الشيوعي النيبالي- الماوي (CPN-M) و ما هي قوته الحقيقية ؟
لقد كان حصار شهر غشت، يهدف في الواقع إلى التأكيد على ضرورة أن تأخذ السلطات الحكومية المغاوير الماويين على محمل الجد. لقد كان الح ش ن- م قويا جدا مؤخرا، لكن و مع توقف محادثات السلام بسبب المأزق الذي وصلت إليه في الآونة الأخيرة، صار يخاف من إمكانية ضمه إلى لائحة الأهداف الأمريكية في ما يسمى " بحربها على الإرهاب".
تشكل ح ش ن- م في البداية سنة 1995 نتيجة انشقاق عن الحزب الشيوعي النيبالي (CPN). و قد أدان كل من بوشبا كمال دهال (pushpa kamal dahal) الشهير ببراشندا(prachanda) و بابورام بهاتاري(baburam bhattari) الحزب الشيوعي النيبالي، و كثل شيوعية أخرى باعتبارهم " مرتدين" و "تحريفيين" بسبب مشاركتهم في المسلسل الانتخابي.
يوم 13 فبراير 1996، أعلن براشندا و بهاتاري حربا شعبية لإقامة " ديمقراطية جديدة " في النيبال. إن هذا يعتبر منسجما تماما مع النغمة الكلاسيكية في الموقف الماوي، في بحثهم في البداية عن قاعدة دعم – التي هي الفلاحون النيباليون- و عبر الكفاح المسلح يبدؤون " حرب الشعب الإستراتيجية" في القرى. مما يعني عمليا تركيز كل إستراتجيتهم في اكتساب مواقع نفوذ في المناطق القروية، و من تم " محاصرة المدن". من الواضح انه ليس هناك في كل هذا سوى مجال ضئيل للفعل المستقل للطبقة العاملة في المدن، إذ انه يتم عودة الطبقة العاملة بين الفينة و الأخرى لمساندة المغاوير، لكن ليس بإمكانها أن تقوم بفعل مستقل عن ذلك!.
تشكل هذه السنة حسب ح ش ن – م السنة الثامنة" المجيدة" لحرب الفلاحين، و الآن قد صار " التوازن الاستراتيجي" موضع نقاش. إن هذا يعني في المعجم الماوي أنهم قد صاروا يحسون بكونهم يحتلون موقعا قويا، و بأنهم يناقشون إمكانية حسم السلطة في النيبال. إن لديهم بدون شك إمكانية القيام بذلك، و إذا ما قاموا بذلك فلديهم فرصة كبيرة للنجاح.
تقول التقارير الحكومية انه يوجد حوالي 10000 مقاتل، و 15000 مليشيا، و 4500 من الكوادر، و 200000 متعاطف نشيط متعاون مع ح ش ن – م. كما أنهم يمتلكون تيارا طلابيا نشيطا، يضم حوالي 400000 عضو. مما يشكل قوة هامة بجميع المقاييس.
إذن من الواضح أن الماويين النيباليين يشكلون حقا قوة جماهيرية، و يمكنهم أن ياخدوا السلطة – إذا ما أرادوا ذلك!
لكن جيش التحرير الشعبي يفكر بنفس طريقة الدرب المضيء (sendero luminoso) خلال بداية التسعينات في البيرو. إنهم يأسطرون دور الفلاحين، و ينكرون أي دور مستقل للبروليتاريا في المدن. كما أنهم يفتقدون كليا لأي تصور أممي، مما يعني أنهم لا ينظرون إلى الثورة النيبالية كحلقة في سلسلة من الثورات. إنهم لا يرون كيف يمكن مد " الثورة " نحو الهند و باكستان و غيرهما. وهذا يعني انه و بالرغم من الشروط الرهيبة التي تعيش فيها الجماهير النيبالية، و الرغبة الواضحة لهذه الجماهير في القيام بتغيير ثوري، فان الماويين لا يعرفون كيف يتقدمون إلى الأمام وكيف يستغلون الفرصة التي سنحت لهم.
في شهر يناير من سنة 2003، أعلن الماويون سنة من الهدنة، بهدف إجراء المفاوضات مع الحكومة النيبالية. و لقد انتهت هذه الهدنة منذ بضعة شهور. و قد عمل الماويون على الانسحاب الأحادي الجانب من هدنة السبعة شهور، يوم 27 غشت 2003، بعدما عجز الطرفان عن الوصول إلى اتفاق حول دور الملكية النيبالية. حيث أن مطالب الماويين النيباليين لم تستجب.إنهم يدعون إلى إقامة جمهورية ديمقراطية و مجلس مستقل لحقوق الإنسان و دمج المغاوير الماويين في صفوف الجيش النيبالي كما سوف نرى لاحقا.
هنا نرى التناقض الهائل بين الإمكانيات الثورية التي تقدمها الأوضاع في البلد، و بين المطالب الجد محدودة التي يرفعها الماويون، و التي تعتبر بعيدة على أن تشكل مطالبا اشتراكية ثورية.
بالرغم من منظورهم المحدود لثورة وطنية ديمقراطية – و التي هي أقصى ما يؤدي إليه موقفهم – فان متمردي الح ش ن – م دخلوا في صراع غبي مع الحكومة النيبالية. بحيث أنهم يطالبون بان لا يتم تصنيفهم كمنظمة إرهابية، و يطالبون بإطلاق سراح قادة الحزب المعتقلين لدى الحكومة، و بإلغاء الملكية.
و بالنظر إلى فشل محادثات السلام 2003 يعتبر من المستبعد العودة إلى طاولة المفاوضات بين الحكومة و المتمردين في المستقبل القريب إلا إذا أبدى الماويون تنازلات قد تغير موقف الحكومة. إن هذه الأخيرة تؤكد على ضرورة أن يتخلى المتمردون عن مطلبهم بإلغاء الملكية. إلا أن إصلاحا بسيطا من فوق – إشارة ما - يمكنه أن يشكل المبرر للماويين لإعادة فتح محادثات السلام.
و يصر الماويون على ضرورة تشكيل جمعية خاصة تقوم بصياغة مشروع دستور جديد للبلد، يقدم إمكانية إلغاء الملكية. في الواقع إذا ما تم القبول بهذا المطلب فعليا فان القادة الماويون سيكونون جد سعداء، و يمكنهم أيضا أن يخفضوا مستوى المواجهة. إنهم يعتقدون أنه إذا ما تحققت صفقة من هذا القبيل، و تم القبول بهم كحزب سياسي من طرف السلطات النيبالية، فان إمكانات وضع منظمتهم على" اللائحة السوداء" الأمريكية للمنظمات الإرهابية سوف تتناقص.
لقد شكلت مسالة وضع دستور للبلاد مخرجا. نحن الماركسيون لانتجاهل مثل هذه المسائل التي يمكنها فعلا أن تستخدم في تعبئة الجماهير، كما أن الماركسيين لا يختلفون حول مسالة الملكية. إذ أننا نطالب بإلغاء الملكية و نتبنى أقصى المطالب الديمقراطية. لكن بالرغم من ذلك فان ما لا نقوم به هو جعل تلك المطالب محور برنامجنا.
إننا نموقع مطلب إلغاء الملكية كنقطة ضمن برنامج أعم، لانجاز التغيير الاشتراكي في النيبال،لا نفصل هذه عن تلك. في الواقع يمكن أن يصير إلغاء الملكية، دون إضافة المسائل الاجتماعية والاقتصادية الملحة، مسألة بدون معنى، في نظر جزء كبير من الجماهير.
إن الجماهير ترى في إلغاء الملكية وسيلة لتحقيق غاياتها و ليس غاية في حد ذاتها. فإذا ما تم القضاء على الملكية بينما بقي الرأسماليون و الملاكون العقاريون في السلطة، ما هي الفائدة التي سوف تجنيها الجماهير الفقيرة في النيبال؟ لهذا يتوجب ربط مطلب القضاء على الملكية، بقوة مع مطلب القضاء على كل الطبقة المستغلة. ويجب طرح مسالة حسم السلطة من طرف الطبقة العاملة المستندة إلى الفلاحين.
إضافة إلى باقي الأحزاب السياسية الكبرى، عمل الماويون فعلا على معارضة محاولة الملك جيانندرا (gyanendra)، ليتحول من ملكية دستورية إلى الملكية تنفيذية خلال 4اكتوبر2002. و لقد عادت الحركة التي قام بها الملك ببعض الفوائد على الماويين، إذ ضغطوا للدفاع عن المكاسب التي تحققت بعد إعادة الديمقراطية البرجوازية سنة 1990، و تكريسها و عملوا على أن يجعلوا منها مطلبا سياسيا عاما. إن هذا مكنهم من جمع المزيد من الدعم، حيث رأت الجماهير في أن اغتيال المعارضين السياسيين للملك انقلابا، و هو ما كان عليه الأمر.
ما هي السياسة التي يجب على الشيوعيين النيباليين تبنيها ؟
إن معارضة مناورات الملك شيء جيد جدا، لكن المشكلة الحقيقية تتمثل في أن ذلك لا يتم بالشكل الكافي. إن الماويين يمتلكون برنامجا، لكنه برنامج يفتقد لأي مضمون اشتراكي. و السبب في ذلك يكمن في كونه مؤسس على الفكرة الستالينية القديمة، التي تقول أن الثورة في النيبال يجب أن تمر عبر مراحل، قبل أن تصل إلى مرحلتها الاشتراكية. إنهم يحصرون نظرتهم في حدود قومية ضيقة، تقتصر على النيبال. بالنسبة إليهم تعتبر النيبال بلدا متخلفا، و من تم فان المنظور الاشتراكي لا يمكنه أن يصلح لها. و هكذا يعملون على البحث عن "جناح تقدمي" للبرجوازية. والمشكلة تتمثل في انه لا يوجد أي جناح من هذا النوع في النيبال. فالطبقة السائدة في النيبال ليست سوى أداة طيعة في يد الامبرياليين. وليس هنالك أي مكون من مكونات الطبقة السائدة يمكن الاعتماد عليه لكي يقوم بالنضال ضد الامبريالية.
إن برنامج الماويين عبارة عن خلطة هزيلة من المطالب الفضفاضة المعادية للامبريالية ممزوجة ببرنامج حد أدنى، يرون انه ممكن على أساسه التحالف مع بعض الأجنحة، على الأقل من النظام. مبني مرة أخرى على فكرة وجود " جناح تقدمي" للبرجوازية.
أهم مطلب يطرحونه يتمثل في بناء جمهورية برجوازية ديمقراطية. و كما رأينا إنهم يتحدثون علانية عن دمج قواتهم في الجيش النيبالي بعد مرحلة من " التجديد " الوطني. إن هذا المطلب يتجاهل كليا مسالة الطبيعة الطبقية للجيش النيبالي. إذ ليس هذا الجيش مؤسسة مستقلة فوق الطبقات،انه يخدم مصالح الطبقة السائدة، ولا يمكنه أن يخدم أية مصلحة أخرى. ليس من المعقول أن يقوم الماويون النيباليون حتى بطرح مسالة دمج قواتهم المسلحة بالقوات التابعة للدولة البرجوازية.
إن هذا ينسجم مرة أخرى مع نظرتهم إلى أن ما يجب بناؤه خلال " المرحلة" المقبلة في النيبال، هو دولة برجوازية ديمقراطية. إنهم يعتبرون أن الفقر الذي يعيشه البلد نتيجة لسياسات الامبريالية العالمية. و هذا صحيح، لكنه لا يفسر كل شيء. إن الماويين يعتبرون إن ما يجب توفره هو رأسمالية محلية قوية، قادرة على الدفاع عن مصالح النيبال عموما، بما فيها مصالح العمال و الفلاحين. إن ما يجب توفره في المستقبل القريب- حسب تصورهم- هو مرحلة طويلة من التصور الرأسمالي. فقط بعدها يصبح من الممكن طرح منظور نضال الطبقة العاملة، و التغيير الاشتراكي في النيبال. وهذا يفسر لماذا لا يعطون أي دور للبروليتاريا في الصراع الحالي. و بالرغم من أنهم يمتلكون فدرالية نقابية فان مهمة العمال تقتصر فقط على دعم مطلب البرلمان الجديد و الديمقراطية البرجوازية، و ليس السير ابعد من هذا. و هذا ما تعكسه وثائقهم و بياناتهم. ففي نشرتهم مؤخرا حول الحصار نجدهم يقولون ما يلي:
« إن الماويين يعتمدون على حرب الشعب لإسقاط الدولة الحالية و ليس على الإضرابات. و هم لا يتوقعون- كما يدعي بعض الصحفيين الأغبياء- أن يثير هذا الإضراب و الحصار إلى تمرد في العاصمة في الوقت الحالي. إن هذه الأشكال جزء من مسلسل يعمل من خلاله الحزب على إضعاف النظام الرجعي و يحضر الجماهير المدينية للانتفاض عندما سوف يقرر الحزب أن الوقت قد حان للانتفاضة المدينية بالارتباط مع التطويق الناجح للمدن من البوادي » (A world to win .news sewice. August 30/04).
لدينا هنا باختصار كل إستراتيجية الماويين النيباليين. و في نفس المقالة يدعون أنهم قادرون عبر ممارسة الضغط على إغلاق أهم الشركات و الصناعات في النيبال: soaltee hotel .surya nepal ltd. Elit oil.store.tankeshwar garment industry. Pashupati spiring mill… اغلب هذه المصانع تعود للأسرة المالكة.
إن واقع كون أهم المصانع في النيبال تعود ملكيتها للأسرة المالكة، يؤكد ما سبق لنا أن قلناه أعلاه من أن إلغاء الملكية يشكل جزء من التحويل الاشتراكي في البلد. إذ يمكنك أن تنزع شكليا اللقب " الملكي" عنهم، لكنهم سوف يظلون نفس الأشخاص الذين يضطهدون و يستغلون العمال و الفلاحين النيباليين. إنه من المنطقي جدا أن يضاف إلى مطلب إلغاء الملكية، مطلب مصادرة أملاك الأسرة المالكة.
و مشكلة الماويين هو أن طرح المسالة على هذا النحو يعني الانتقال بمسلسل متواصل نحو انجاز مهمات الثورة الاشتراكية. و هذا يعني طرح مهمة الثورة الدائمة، كما فسرها تروتسكي. و يعني تطبيق دروس روسيا خلال أكتوبر 1917. إذ أن روسيا أيضا كانت بلدا متخلفا، لكنه لم يخطر أبدا للينين أن يحد أفق الثورة الروسية في انجاز المهام البرجوازية. يتوجب على الماوييين النيباليين أن يتعلموا من هذه التجربة.
إن عمال الصناعات المذكورة أعلاه لا يجب أن يعاملوا كمكمل لجيش المغاوير. بل يتوجب أن يكونوا في مركز إستراتيجية الشيوعيين. يجب ألا يستعمل هؤلاء العمال كصنبور ماء يفتح و يغلق على هوى قادة الحزب. أما الآن فإنهم يستدعون للقيام بالإضرابات عندما يريد الحزب ذلك، ليتركوا بعد ذلك يعانون التبعات عندما يتراجع المغاوير نحو الجبال.
إن مهمة حزب شيوعي حقيقي أي حزب ماركسي لينيني، هي تنظيم الطبقة العاملة في مراكز الإنتاج، في المعامل و في الأحياء العمالية. و يجب أن يوضعوا في مقدمة صراع الطبقات في النيبال. إذ يمكنهم أن يصيروا عامل مد للثورة نحو عمال مناطق أخرى عبر كل جنوب آسيا.
لقد لعب تصور الماويين دورا جد ضار، لأنه يدفع الطبقة العاملة إلى موقع سلبي في الثورة. بينما الطبقة العاملة في المدن- حسب تصور ماركس و لينين- هي الطبقة التي يجب على الحزب الشيوعي أن يستند عليها. لكن الماويين النيباليين و بالرغم من امتلاكهم لنقابة (ANTUF-R) يرفضون تنظيم العمال في أي شكل ديمقراطي ذو معنى. فهم من يقرر متى على الطبقة العاملة أن تتحرك، و متى عليها أن تصمت. أما إذا تحرك العمال من دون موافقة الحزب " الكلي الجبروت" فإنهم قد يتعرضون للاعتداء الجسدي من طرف المغاوير، أو في أحسن الأحوال يتم تركهم لمصيرهم.
هذا يضعف عمليا موقع " الشيوعيين". فلو أنهم عملوا بوعي على بناء قواتهم بين صفوف الطبقة العاملة المدينية، لكانوا الآن في وضع أقوى. و لصاروا الآن على مشارف حسم السلطة. لكنهم بدل هذا أداروا ظهورهم للعمال الصناعيين. مما يمكن النظام من هامش اكبر للمناورة. و حيث أن الطبقة العاملة حائرة، بل و منقسمة على نفسها. إذ أنها ترى حزبين " شيوعيين"، احدهما يراهن على حرب عصابات القرى المستندة على الفلاحين ليس لديهم فيها أي دور حقيقي يلعبونه، بينما الآخر متورط في التعاون مع النظام البرجوازي الملكي في المدن. و لا احد منهما يقدم البديل بالمفهوم العمالي. و كلاهما بطريقة أو بأخرى يساهمان في تأبيد الرأسمالية.
إن المشكل الذي يواجه الماويين النيباليين يتمثل في أن الثورة لا يمكن حصرها في حدود المرحلة البرجوازية الديمقراطية. فإذا ما تم حصرها هكذا فلن تكون سوى ثورة مجهضة.
إن مهمة إلغاء النظام الملكي الملكية و استئصال الملاكين العقاريين، وغيرها من مهمات الثورة البرجوازية ، لا يمكن لأي قسم من الطبقة السائدة النيبالية أن تتبناها. فمهام الثورة البرجوازية لا يمكن أن تتم أي على يد الطبقة العاملة. لكن وبمجرد ستبدأ الطبقة العاملة بالتحرك، سوف تمضي ابعد من " المرحلة" البرجوازية، كما هو شان مهمة مصادرة ملكية الأسرة المالكة. مما يعني أن الثورة لا يمكنها أن تنجح إلا إذا صارت ثورة اشتراكية.
ليس من الممكن بناء سلطة العمال-الديمقراطية العمالية-على قاعدة حرب عصابات الفلاحين. طبعا لا ينكر الماركسيون دور الفلاحين. و هم في البلدان المتخلفة لا يزالون يشكلون قوة يمكنها أن تلعب دورا هاما إذا ما تحالفت مع الطبقة العاملة في المدن. إلا أن النضال من اجل سلطة العمال يعتبر صيرورة اجتماعية يجب أن تقاد من طرف الطبقة الأكثر تقدما في المجتمع، أي الطبقة العاملة. لا يتعلق الآمر هنا بنقاش مجرد، إذ يشكل هذا قضية حياة أو موت بالنسبة للثورة النيبالية. إذ أن الثورة الاشتراكية الظافرة، هي الطريق الوحيد لانتصار النضال ضد الامبريالية.
إن التجربة الصينية، التي تشكل نموذجا للماويين النيباليين، تتضمن العديد من الدروس الهامة جدا. فقد تمكن جيش المغاوير المستند إلى الفلاحين من إسقاط الرأسمالية الصينية و الملاكين العقاريين فعلا. لكن دعونا لا ننسى أن منظور ماو لسنة 1948 لم يكن مبنيا على إسقاط الرأسمالية. إذ أن منظوره كان مشابها لذلك الذي نجده اليوم عند الماويين في النيبال. لقد كان يرى أن مرحلة ما بعد اخذ السلطة سوف تكون مرحلة لتطور علاقات رأسمالية حديثة ديمقراطية. بينما لن تطرح المهام الاشتراكية إلا بعد مائة عام على الأقل من التطور الرأسمالي. لكن الأمور لم تسر على هذا المنوال. إذ بهزمه لشيانغ كاي تشيك و جيوشه، كان ما و قد دمر عمليا الدولة البرجوازية القديمة. و لترسيخ حكمه عمل على السيطرة على الاقتصاد أيضا، إذ لم تكن هناك أية برجوازية " تقدمية" لتسيير الاقتصاد.
لكن ليس هذا هو الدرس الوحيد الذي يمكن استخلاصه من التجربة الصينية. إذ بما أن الطبقة العاملة الصينية سنة 1949 لم تلعب، في أفضل الأحوال، سوى دور سلبي في هذا المسلسل. فانه لم يكن هناك أي سلطة عمالية حقيقية. فالنظام الذي تم بناؤه ( و بالرغم من كونه أكثر تقدمية مقارنة مع الرأسمالية التي أطيح بها ) لم يكن نظام ديمقراطية عمالية. بل كان نظاما مشوها منذ بدايته. فالسلطة كانت في يد بيروقراطية الدولة، و ليس في يد العمال. الشيء الذي جعل من إمكانية ظهور التفاوتات داخل المجتمع، ونشوء فئة محظوظة مسالة حتمية. اليوم وبعد أكثر من خمسين سنة، ها نحن ذا نرى نفس الفئة تقود الصين نحو إعادة الرأسمالية. فلأنه لم تكن الطبقة العاملة هي التي حسمت بشكل واع السلطة في الصين، يعتبر خطر عودة الرأسمالية مسالة غير مستبعدة. و هو ما نراه اليوم بوضوح. لهذه الأسباب تعتبر التجربة الصينية حافلة بالدروس لشيوعيي النيبال اليوم.
إن النيبال حلقة في سلسلة العلاقات الدولية
لقد كان من بين أخطاء القيادة الصينية سنة 1949، نظرتها القومية الضيقة. إذ أن منظوراتهم لم تتجاوز حدود الصين. و هذا لأنهم كانوا يرون أن الثورة الصينية ثورة وطنية برجوازية ديمقراطية. إن هذه المقاربة تقف على طرف النقيض مع التقليد الماركسي الحقيقي. لكن و بالرغم من ذلك كانت للصين ميزة أنها بلد جد شاسع و هكذا أمكنها تحقيق مستوى معين من التطور، بالرغم من التشوه البيروقراطي. بينما النيبال بلد صغير جدا و محاط بالأنظمة المعادية.
لا يمكن بالنسبة للماركسي تبرير النظرة القومية الضيقة، إلا أنها في النيبال تشكل النقطة المركزية لفهم ضعف الموقف الماوي.
إن الطبقة العاملة في النيبال اليوم، مثلها مثل جميع عمال " الأوطان" الأخرى، ليس لها وطن. ليس هذا راجع لكون ماركس قد قال ذلك. بل لان مصالح العمال في النيبال هي نفسها مصالح العمال في باكستان و الهند و البانغلاديش و فنزويلا . إضافة إلى مسالة أهم، هي أن الطبقة العاملة يمكنها أن تحسم السلطة، و تبدأ في انجاز التحويلات الاشتراكية للمجتمع ،لكن إذا لم تنتشر الثورة إلى بلدان أخرى، إذا لم تصبح الثورة أممية، فسوف تنهزم إن آجلا أم عاجلا، أو ستحتوي إمكانيات التبقرط. إذن تعتبر المهمة الأولى هي وضع الطبقة العاملة النيبالية على رأس الوطن. و للقيام بهذا يجب أن تمتلك منظماتها المستقلة الخاصة بها. و يجب كذلك أن تنتظم الطبقة العاملة عبر مجالسها المنتخبة ديمقراطيا في جميع أماكن العمل، في كل المناجم و المصانع.
إلا أنه للثورة النيبالية العديد من الأعداء : الطبقة السائدة في الهند، البيروقراطية الصينية، الامبريالية الأمريكية...الخ. و الحليف الوحيد للفلاحين الفقراء و العمال النيباليين هم مضطهدو العالم. يجب حمل راية أممية للدفاع عن الثورة. و هو ما لن ينجزه برنامج الوحدة الوطنية ضد الامبريالية- أي الوحدة بين العمال و الفلاحين و بين الرأسماليين و الملاكين العقاريين - إذ لماذا على العمال الهنديين و الباكستانيين أن يدعموا النضال الدائر في النيبال إذا لم يكن هدفه سوى حمل احد أجنحة الطبقة السائدة الحالية إلى السلطة ؟.
أما إذا كان النضال في النيبال ضد أرباب العمل، ضد المستغلين، من اجل إقامة سلطة العمال، فسوف يفهم عمال باقي البلدان الأخرى بسرعة ضرورة دعم ذلك النضال، و سوف يسارعون بشكل غريزي إلى تقديم دعمهم له. انه و بدون فهم طبيعة التأثير الذي سيكون لهذا النوع من التحرر الاجتماعي على كل شبه القارة الأسيوية، لا يمكن للمرء أن يطور سياسة ثورية منسجمة.
العلاقات الدولية و الحرب على الإرهاب
اكتشف الجيش الهندي مؤخرا في إحدى عملياته العسكرية قرب الحدود الهندية النيبالية، قواعد ل(Naxalites) المحليين ( ماويين هنديين مرتبطين بالمغاوير النيباليين) حيث يقوم ماويون من حزب التحرير الشعبي بتقديم تدريبات عسكرية. هناك علاقات جلية بين مختلف قوات المغاوير في هذه المنطقة إن هذا يعني أن ( ح ت ش) يلعب دورا في رقعة الشطرنج في هذه المنطقة، و التي تتشكل من عدة قطع أخرى كما انه يشكل جزءا مما يسمى " باللعبة الأسيوية الكبرى"
إن الطبقة السائدة في الهند تعيش أزمة خانقة، كما دلت على ذلك الانتخابات العامة لهذه السنة، و سوف تكون جد مسرورة لو وجدت أي شيء تعمل به على تحويل الجماهير الهندية عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية. لقد لعبت الطبقة السائدة في الهند دائما دور قوة امبريالية جهوية، وهي ترى أن النيبال تشكل جزء من " مجال نفوذها". من تم فإنها ستكون جد مسرورة لمد نفوذها نحو النيبال، خاصة و أن الملكية النيبالية قد ارتمت في أحضان الامبريالية الأمريكية لضرب المغاوير الماويين. و سوف يستخدمون مبرر " الحرب على الإرهاب" لإخفاء حقيقة ما سيقومون به.
هناك انشقاق داخل الطبقة السائدة الهندية حول مسالة النفوذ الامبريالي في المنطقة. إذ هناك من يؤيد تطوير تحالف مع الصين كقوة موازنة ضد النفوذ المتزايد للامبريالية الأمريكية، ذات الحضور القوي في أفغانستان و بعض من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة التي لديها حدود مع المنطقة. بينما هنالك آخرون يمتلكون مقاربة أكثر إذعانا، يرون أن تنامي قوة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة مسالة حتمية، و شيئا لا يمكنهم وقفه، و يؤيدون الانفتاح أكثر على الامبريالية الغربية و التحول إلى شريك تجاري جيد للغرب.
إلا أن الجماهير الهندية غير راضية إطلاقا عن هذا الموقف الموالي للولايات المتحدة. ومن تم فان التلاقي مع الصين يمكن أن يبدو أفضل. لكنه بالنسبة للبرجوازية الهندية ليس خيارا سهلا، إذ أن الانفتاح كثيرا على الصين لديه هو أيضا مشاكله، لأنه سوف يعني انفتاح السوق الهندية على المنتجات الصينية الرخيصة.
من الواضح أن راسمي الإستراتيجية الأمريكية لا يريدون رؤية نشوء حلف هندي – صيني، و سوف يحاولون الحيلولة دون ظهور مثل هذه القوة. لكن المعادلة أصعب من هذا، فالولايات المتحدة قدمت دعمها للنظام الباكستاني في محاولة منها لتحقيق نوع من الاستقرار في أفغانستان و ما يجاورها. وإذا ما حافظت الولايات المتحدة على دعمها لباكستان، فإنها سوف تخلق مشاكل في بناء علاقات وطيدة مع الهند، التي يريدون إبعادها عن الصين.
لقد أعلنت الولايات المتحدة فكرة انه على الحكومة الهندية أن تساعد في نشر قوات عسكرية في النيبال في إطار "الحرب على الإرهاب". فإذا ما سمحت الطبقة السائدة في الهند بأي مرور للقوات الأمريكية أو قدمت أي مساعدة لهم بأي طريقة كانت لإدخال المعدات العسكرية إلى النيبال، فان هذا سوف يصب الماء في ناعورة الماويين النيباليين و جميع تيارات اليسار و الإسلاميين و القوميين المعارضين للحكومة الهندية.
إن الطبقة السائدة في الهند ليست قادرة على القيام بهذا الآن. إن النخبة الحاكمة في النيبال لا تفتأ تبحث عن أصدقاء في كل مكان. و تتصرف كما لو أن أميرة شابة تبحث عن الفارس المنتظر: يمكن للجميع أن يقدم عرضا. لقد سبق للوزير الأول النيبالي السابق سوريا باهدور ثابا surya bahadur thapa أن قال بان حدوث تفاهم مع الهند يشكل السبيل إلى القضاء على التمرد الماوي. إن هذا يعني أنهم قد يحتاجون مساعدات عسكرية هندية في المستقبل القريب للتمكن من وضع حد للتمرد.
الصين بدورها منهمكة في بناء شبكة من العلاقات تحضيرا لأي مواجهات مستقبلية( أكثر حدة من المواجهات الحالية) مع الولايات المتحدة. إن مثال تايوان واضح و كذلك مثال كوريا. و من تم فان البيروقراطية الصينية اليوم ليست جد راغبة في نشوء حكومة ماوية راديكالية في النيبال. في الوقت الذي يعملون هم فيه على حصار ماوييهم الصينيين، و يتقدمون بسرعة نحو الرأسمالية. سوف تكون إمكانية تقديمهم للمساعدة للماويين في النيبال نوعا من التناقض من جانبهم.
إن هذا يعني أن الماويين معزولون فيما يخص الدعم الدولي. و سوف يبدو وصولهم إلى السلطة باعتباره عامل اضطراب في المنطقة و هو آخر ما يريده بيروقراطيو الصين و الطبقة السائدة في الهند و جميع الأنظمة الأخرى في شبه القارة الأسيوية، خلال هذه الفترة.
في الوقت الذي يدور فيه هذا الصراع من اجل مناطق النفوذ بين مختلف القوى في المنطقة، نجد الولايات المتحدة سعيدة بالتسلل إلى موقع أي واحد منهم. إن الدفاع عن " الديمقراطية" و حكومة متعددة الأحزاب هو ما تعتبره الولايات المتحدة الوسيلة للتغلب على الماويين و الترويج للملكية النيبالية .
لقد لخصت مساعدة سكرتارية الدولة لجنوب أسيا، كريستينا روكا، شهر ابريل الماضي الإستراتيجية الأمريكية قائلة : « إن حماية النظام الملكي الدستوري في النيبال، و ديمقراطية التعددية الحزبية هو السبيل إلى هزم التحدي الماوي. يجب أن يتوحد القصر مع الأحزاب – بصورة مستعجلة – في ظل حكومة متعددة الأحزاب كخطوة أولى نحو إقامة الديمقراطية و بناء جبهة موحدة ضد التمرد الإرهابي».
إن هذا التصريح مثله مثل غيره من التصريحات الصادرة عن البنتاغون، تحتاج إلى شيء من الترجمة انه يعني أساسا : واصلوا يا شباب ! فسوف نساعدكم في حربكم ضد " الإرهابيين"، لكن هذه المساعدة سوف تكون بالمقابل. حافظوا على الواجهة الديمقراطية و سوف نقدم لكم المواد الضرورية لكم في" حربكم". وهكذا ستصبح مصالحنا التجارية و امتيازاتكم مضمونة !.
هذا ما يفسر أسباب ضغط الولايات المتحدة و قوات عظمى أخرى على الملك جيانندرا للتصالح مع أحزاب المعارضة. و خلال بدايات شهر ماي، انعقد منتدى التنمية النيبالي بمشاركة عشرين بلدا مانحا و منظمات مثل البنك العالمي. أسفر عن بيان يدعو إلى القيام بخطوات مستعجلة " لإعادة المسلسل الديمقراطي". في نفس اليوم الذي نصب فيه دوبا وزيرا أولا، وافق البنك العالمي على منح مساعدة مالية من 40 مليون دولار. نحن نعرف من يسير البنك العالمي و نعرف الأسباب التي تجعلهم يقدمون مثل تلك المساعدات.
إن هذه التجاذبات الدولية تحتم على الماويين بشكل مستعجل أن يراجعوا مجمل إستراتجيتهم. إذ أن طرقهم و منظوراتهم سوف تجعلهم، بالرغم من نضج الشروط، يضيعون الفرصة التي سنحت لهم . إن فكرتهم حول تحقيق نوع من الثورة الوطنية الديمقراطية صارت يوتوبيا.
فإذا لم يعملوا على الارتكاز على الطبقة العاملة النيبالية و الارتباط بالحركة العمالية في الهند و الصين و غيرها فإنهم سوف يعزلون أنفسهم. يتوجب عليهم أن يطوروا مقاربة أممية. فثورتهم لن تنتصر إلا إذا شكلت جزءا من الثورة الاشتراكية في كل جنوب أسيا . إن مصيرهم مرتبط بأوثق الأواصر مع مصير الحركة العمالية في الهند و باكستان.
كما يتوجب عليهم أيضا أن يتوجهوا بالنداء الاممي إلى عمال الولايات المتحدة و اروبا و اليابان الخ . إن مشكلة الماويين النيباليين تتمثل في كونهم لا يتوجهون بالنداء إلى الطبقة العمالية المتقدمة في أي من هذه البلدان، لان طرقهم لا علاقة لها تذكر مع أفضل تقاليد البروليتاريا – النقابات الجماهيرية و النضال السياسي.
ما هو المخرج ؟
لقد وصلت الأزمة الحالية إلى مأزق. فطرق حرب العصابات أبانت عن محدوديتها. كما أن السياسة الإصلاحية التي ينتهجها الحزب الشيوعي النيبالي- الماركسي اللينيني الموحد، في المدن قد أبانت بدورها عن محدوديتها. و لهذا نجد أن نفوذ ( ح ش ن – م ل م ) قد بدا يتقلص لصالح الماويين في العديد من مناطق البلاد. كل هذا في الوقت الذي نجد فيه النخبة الحاكمة - والملك في مقدمتها- غير راغبين أو عاجزين عن تحقيق أي تطور للبلاد.
إن ما تحتاجه النيبال بشكل مستعجل هو أن يقوم كل من ( ح ش ن – م ) و (ح ش ن – م ل م ) بمراجعة برنامجهما و إستراتجيتهما و تكتيكاتهما و منظوراتهما. انه من الضروري الرجوع إلى التقاليد الحقيقية للماركسية و اللينينية. و من خلال هكذا صيرورة يمكن لحزب ماركسي حقيقي ببرنامج ثوري أن يقدم للعمال النيباليين و الفلاحين الفقراء بديلا طبقيا واضحا. سيكون هذا هو السبيل إلى القطع مع العزلة و الارتباط مع القوى الثورية في شبه القارة الجنوب أسيوية.
إذا ما تم هذا سوف تصبح الثورة النيبالية الشرارة التي ستشعل كل شبه القارة، و ستسير بكل آسيا حقا نحو الثورة الاشتراكية. و ليس هنالك مخرج آخر.
شتنبر 2004
#بابلو_سانشيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر
...
-
تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول
...
-
ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن
...
-
ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب
...
-
-الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب
...
-
أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد
...
-
البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي
...
-
موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
-
-شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو)
...
-
ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|