|
سياسيو العراق هم سياسيو الانتهازية
رافد احمد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 26 - 01:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سياسيو العراق هم سياسيو الانتهازية العراقُ بلدُ الحضاراتِ وبلدُ الشرائعِ السماوية ومهبِطُ رُسُله ومهد الأولياء والصالحين كل هذه العوامل والأسباب قد جعلت العراق من أغنى بلدان العالم إذا لم نغالي بهذه الحقيقة ومن البلدان التي حباها الله بكل شيءٍ ومن المعروف بأن العراقِ كان يعرفُ سابقا ب( أرض السواد) لكثرة أشجاره وخيراته . إلا أننا نعيشُ في القرن الحادي والعشرين والعراقيون لا زالوا يعانون من مرارة العيشِ وقسوة الأيام ،فهذه رسالة مفتوحة من مواطنٍ عراقيٍ ومن كلِّ أبناء العراق موجهة إلى ساسة العراق وزعمائهِ ، فبعد احتلال العراق ودخول القوات الأمريكية الكافرة إلى أرضنا الطاهرة الحبيبة وما خلفتهُ من حجم الدمار والفساد وصل إلى مستويات خطيرة والقتل وإهلاك الحرث والنسل كل هذه الويلات والمآسي يندى لها جبين الإنسانية وجبين الشرفاء في العالم ، ولكننا بعد استعراض هذه الصفحة السوداء من جرائم الاحتلال الأمريكي الفاسد وبعد تشكيل حكومة عراقية منتخبة من قبل الشعب العراقي وتدّعي هذه الحكومة المنتخبة بأنها وطنية وجاءت وتعمل من أجل العراق وشعبه الحبيب ولكننا بعد هذه السنوات التسع لم نرَ من هذه الحكومة التي تزعمُ أنّها تعملُ لمصلحة الشعب العراقي أي شيءٍ من هذا الذي ذكرتهُ يتحققُ على أرض الواقعِ ،وهنا السؤال الذي يطرحُ نفسه هل أنّ ساسة العراق الجديد يريدون خير العراقِ وصلاحهَ وتطورهِ ورقيهِ وازدهارهِ وبنائه وتوفير أمن وخدمات وماء وكهرباء وتوفير فرص عمل للعاطلين والخريجين ؟ فأنا كعراقي أقولُ واعتقد بأن جميع العراقيين يشتركون معي في ما أقولهُ ، لو عملنا استقراء أو استبيانا يشترك به كل العراقيين ومن كافة الشرائح والأطياف عن انجازات الحكومة العراقية وعن انجازات السياسيين العراقيين خلال هذه السنوات التسع ، لكانت الإجابة واضحة وصريحة ومتفقا عليها من الجميع إنّ الانجازات للسياسيين والحكومة العراقية هي فاشلة وصفر بالمائة إلى أبعد الحدود والمستويات ، فنرى ونجدُ بأن الساسة يجتمعون من أجل مصالحهم ومنافعهم الشخصية والحزبية والفئوية الضيقة فكأنما العراق لا يوجد فيه أحدٌ إلا هم وأحزابهم وكتلهم وكياناتهم وهذا الشعب تركوهُ للمفخخات والعبوات والتفجيرات التي حصدت وتحصد آلاف العراقيين الأبرياء ، فسمعنا وشاهدنا أحداً داميا وثلاثاء داميا وأربعاءٌ داميا ووووو كأنما أيام العراق أصبحت كلها دامية وهم يتفرجون علينا وعلى مأساتنا ومعاناتنا لاتهمهم وكأن شيئا لم يكن ولم يحدثْ ألم يراق دم أبناء شعبكم يا ساسة العراق ؟ ! هل أنتم كما تقولون وطنيون وتحبون العراق وشعبه؟! هل أنتم تشعرون بالوطنية والمسؤولية التاريخية والوطنية والشرعية الملقاة على عاتقكم يا ساسة البلد ؟! ومن تساؤلات كل مواطن عراقي أين حقوقي وحرياتي؟ أين الخدمات والكهرباء؟ أين مليارات العراق؟ أين الميزانيات الضخمة والانفجارية؟ أين السكن المناسب لأبناء شعبكم ؟ أين فرص العمل المناسبة للخريجين وأصحاب الشهادات العالية؟ أين المفسدون والسراق الذين سرقوا خيرات وثروات البلد؟ أين مصير أبناءنا الأبرياء القابعين في سجونكم السرية؟ أين العدالة الاجتماعية بين جميع العراقيين؟ أين حرية الفكر ؟ أين حرية التعبير عن الرأي والرأي الأخر؟ طبعا كل هذه التساؤلات التي يطرحها المواطن العراقي لم يتحقق منها أي شيء وأي انجازٍ بل وجدنا انجازات عالية في الفساد المالي والإداري وسرقة الثروات وخيرات البلد وحماية المفسدين والسراق وإطلاق سراحهم وتوفير حماية لهم . أيُّها الساسةُ أيُّها الزعماء العراقيون اتركوا صراعكم واتركوا أحزابكم ومنافعها والتفتوا على هذا الشعب المظلوم المسكين الذي يتأمل منكم العناية والاهتمام وتقديم العيش المناسب له فانه يئن تحت حرارة هذا الصيف اللاهب والكهرباء منعدمة وتقطع لساعات طويلة واتقوا الله بالعوائل التي تنام تحت ظل غرفة طينية وينام فيها ما يقارب العشرين فردا وهي لاتتجاوز البضعة أمتارٍ وأنتم تنعمون بالقصورِ الفارهة حقوق أيتام العراق أين هي؟ بعد أن فقدوا من يعيلهم ، فمن المسؤول عنهم؟ يا ساسة العراق اتقوا الله وقولوا قولا سديداً فإن أرادة الشعوب والجماهير أقوى من حكامها وطغاتها فربما سيأتي اليوم الذي يتوحد فيه العراقيون ويقولون كلمتهم بحقكم ويعلنون ثورتهم ( ثورة الجياع والفقراء والمحرمين) . إنها رسالة العراقيين لكم لعلكم تعقلون لعلكم تتفكرون لعلكم تفقهون لعلكم تعملون لكم ترشدون لعلكم تنتبهون والله من وراء القصد
#رافد_احمد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
-
بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند
...
-
لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
-
قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب
...
-
3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
-
إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب
...
-
مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
-
كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل
...
-
تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|