أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تحديثٌ عربيٌّ جديدٌ














المزيد.....

تحديثٌ عربيٌّ جديدٌ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3798 - 2012 / 7 / 24 - 19:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



فشلَ التحديثُ العباسي بسببِ هدر الأموال العامة على الشؤون الخاصة. الأمةُ العربيةُ المقسمة الدولِ؛ ذات المستويات المختلفة والهموم المشتركة والمسار التاريخي المتعرج الواحد تجدُ نفسَها في حالاتٍ من البحث والتيه والاختلافات العميقة والتطور المشترك.

لكن اليمينَ الديني وضعَ نفسَهُ على العتبة الأولى، عتبة الديمقراطية التحديثية ذات المضمون الغربي العالمي.

هناك رجالٌ متخلفون يعانون مشكلاتهم الشخصية وهيمنتهم الأبوية.

هناك أنظمةٌ لم تفهم بعد الحراك الديمقراطي التحديثي العميق.

الأمةُ العربيةُ تستعيدُ بعضَ حراكها التحديثي، وفصائلها الأساسية منقسمة بين قوى دينية محافظة مقتربة من الليبرالية، وقوى يسارية متجمدة في هياكلها النصوصية القديمة.

اليسار القديم الشمولي، والطائفية القومية المضادة للعرب، والهيمنة الغربية الساحقة لتميز الأمة العربية، هذه كلها منفية، مرفوضة، لكن البديل القادم غامض ومتذبذب وغير ذي ملامح واضحة.

الدور الموضوعي لليمين الديني المتعقل هو الاقتراب من الأجندة العالمية للديمقراطية، لكنه مشدود كذلك لجذوره الشمولية ولشهوة السلطة ومكاسبها.

الأجندة العالمية للديمقراطية تعطي لمختلف القوى أنصبتَها وأدوارَها وحراكها المستقل، وتنمي مختلف التيارات، ولا تشكلُ جماعات التابعين والمتزلفين التي هي أكثر القوى خطراً على التطور السياسي العربي.

مثل هذه الأجندة سوف تنمي في روحِ الرؤساء الجددِ التواضعَ الاجتماعي السياسي، وتركَ الهيلمان والغرور، وصرف الملايين على الأجندة الخاصة والمظاهر الكاذبة، وهي التي لا تنقذُ سلطةً من هاوية، ولا رئيساً من الفشل السياسي.

إننا إذ نغادرُ الاحتفاليات الفارغة والبهارج للعصر العباسي ويظهرُ رؤساءٌ متواضعون، يكرسون أنفسَهم للشأن اليومي الجماهيري، لا يجعلون أتباعَهم وأحزابهم في مرتبةٍ عليا، لكي يتخذوا منهم سلالم للبقاء، وهذا ما يجعل كافة الفرقاء المختلفين مع توجهات الرئيس الديني المحافظ المعبر عن طبقة وسطى غائبة الملامح الحديثة، يعملون من أجل ما هو موضوعي، وما يطورُ الحكمَ والبلد، ويكشفونَ كذلك قصورَهُ وإخطاءه للمزيدِ من التطور للبلد ولإدائه السياسي ولتطوير برامجه السياسية الشخصية أو الحزبية.

لابد أن تتكون طبقةٌ مستغلةٌ مسيطرة في الدولة والحكم والمجتمع، فهذا قانونُ التاريخ والتطور، فثمة ثرواتٌ تجمعت، وثرواتٌ أخرى في سبيلها للنمو، والأحزاب السائدة القوية مشروعاتٌ لقوى جتماعية وليست طيوراً في الفضاء الاجتماعي، ولكن الطبقةَ السائدة لابد أن تتعاون مع الطبقة المُسودة، في بناء وطني نهضوي ديمقراطي مشترك، ولا أن تستغلَ الأتباع والخدم من أجل طبقة شمولية تجعل من العمال والمستخدمين بلا صوت سياسي، وتجعلُ خيوطَ المشروعات الاقتصادية الاجتماعية الثقافية كلها في يدها، لتكرس شمولية جديدة غير تعددية ولا تبادلية للسلطات.

ويتيح النمو الديمقراطي للطبقة السائدة أن تُبعدَ عن الحكم، عبر إزاحةِ حزبها في تصويتٍ برلماني جديد، وأن تتقبلَ النقدَ والمعارضة وتكتشفَ أخطاءها وقصورها في تنفيذ البرامج الاجتماعية الوطنية.

هذا يجعل شخصياتها القيادية تتطور ليس من الناحية الأخلاقية بل من الجوانب السياسية والاقتصادية وهي المحورُ المعيشي الذي ترصدهُ الجماهيرُ بقوة ولا يهمها كثيراً سلوك الرؤساء الشخصي رغم مناقبيته.

هذه بداياتٌ جديدة مشرفة تحرك من لا يتحرك، واليسار الجامد واليمين الليبرالي الانتهازي، وجماعات التطرف الديني، كلها مدعوة في برلمان الأمة العربية غير المنظور والرمزي، لكي تتطور وتتجدد، فالتعلم من الخصوم ضرورة، والبقاء في حلة واحدة في التاريخ كله هو جمودٌ صخري لم يعد له قيمة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقدُ المغامرةِ التاريخية(٢-٢)
- نقدُ المغامرةِ التاريخية (١-٢)
- بدأَ بالصراخ وانتهى بالصمت
- الحريقُ
- الإخوان المنشأ والتطور
- صعوباتُ التراكمِ في الخليج بالقرن ال ١٩
- صراعُ المحورين والثقافة الديمقراطية
- المقارباتُ الديمقراطيةُ مطلوبةٌ
- بين قطبينِ اجتماعيين مختلفين
- الدينُ والاشتراكية (٢-٢)
- الدينُ والاشتراكية (١-٢)
- ديمقراطيةٌ من دون برجوازية
- الطريقُ الجنوني للديمقراطية
- التنويرُ الاجتماعي
- مشكلاتُ الفوائضِ الاقتصادية في الدول الخليجية
- تداخلُ الاشتراكياتِ الخيالية
- التثقيفُ الذاتي والحقيقة
- تفكيكُ وحدةِ العمال
- تدويرُ رأسِ المال الوطني
- اشتراكيةُ الفقرِ واشتراكيةُ الغنى


المزيد.....




- -لم يكن من النوع الذي يجب أن أقلق بشأنه-.. تفاصيل جديدة عن م ...
- نجيب ساويرس يمازح وزيرة التعليم الجديدة بالإمارات: -ممكن تمس ...
- كسرت عادات وتقاليد مدينتها في مصر لترسم طريقها الخاص.. هبة ر ...
- من هو جيه دي فانس الذي اختاره ترامب نائباً له في رحلة ترشحه ...
- حرب غزة: قصف لا يهدأ على وسط القطاع وجنوبه وإصابة جنود ومستو ...
- ألمانيا تحظر مجلة -كومباكت- اليمينية المتطرفة
- مكتب نتنياهو ينفي تلقي إسرائيل رفضا من -حماس- بخصوص مواصلة ا ...
- -حماس- تنفي وجود خطط لعقد اجتماع ثنائي مع -فتح- في بكين
- -روسكومنادزور- تطالب Google برفع الحظر عن أكثر من 200 حساب ع ...
- علاج واعد يوقف الشخير نهائيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تحديثٌ عربيٌّ جديدٌ