أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هذا الخلل في -طريقة التفكير-!














المزيد.....

هذا الخلل في -طريقة التفكير-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3798 - 2012 / 7 / 24 - 17:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا الخلل في "طريقة التفكير"!

ثمَّة خلل كبير في "المنطق"، أو من "طبيعة فلسفية"، في النَّظر إلى الأمور، يعتري عقول بعض المثقَّفين مِمَّن وَطَّنوا أنفسهم على معاداة "الربيع العربي"، أو بعضٍ من ساحاته، أكانت تلك المعاداة صريحة سافرة مكشوفة، أم مستترة ضمنية مموَّهة.
وهؤلاء جميعاً يشتركون (في خطابهم الفكري والسياسي والإعلامي المعادي) في عبارة "نَعَمْ..؛ ولكن.."؛ فـ "الإصلاح (على وجه العموم)" يؤيِّدونه، ويَدْعون إليه؛ على ألاَّ يأتي من طريق "الشعب يريد إسقاط النِّظام (نظام الحكم الدكتاتوري، الفردي، العائلي، الشمولي)"؛ فَمِن هذه الطريق لا يأتي "الإصلاح"، وإنَّما "الفوضى"، و"الاقتتال"، و"الحرب الأهلية"، و"انهيار الدولة"، و"تجزئة الوطن"، على ما يزعمون.
"الربيع العربي"، ومن "وجهة نظرهم السوسيولوجية الرصينة المُحْكَمَة"، لن يُنْتِج (حتى في نهايته واكتماله) دولة ديمقراطية مدنية، تَصْلُح للقرن الحادي والعشرين؛ أمَّا السبب الذي يستلُّونه من غمد فكرهم، ويُعاملونه على أنَّه "حقيقة مُطْلَقة"، هُمْ سَدَنتها، فهو "الشعب (أو المجتمع) نفسه"، الذي، بأفراده وجماعاته، جُبِل على كل ما هو منافٍ للديمقراطية، ومتصالحٍ مع الاستبداد، بدركاته وصوره كافَّة؛ فكيف (على ما يتساءلون في دهشة واستغراب) لأُناسٍ لا أثر للقيم والمبادئ الديمقراطية في فكرهم وتفكيرهم، في سلوكهم وتصرُّفهم، وفي مناحي عيشهم كافَّة، وتستبدُّ بهم كل عصبية هي في حدِّ ذاتها نفيٌ للديمقراطية، أنْ يؤسِّسوا، من طريق ثوراتهم المُسمَّاة "الربيع العربي، للدولة الديمقراطية المدنية؟!
في بعضٍ من زعمهم هذا، أرى شيئاً من "الحقيقة"؛ فليس من "وَهْمٍ خالصٍ"، أو "خطأ خالص"؛ وهذا النَّزْر من "الحقيقة" أُعبِّر عنه قائلاً لا حرِّيَّة، ولا ديمقراطية، في مجتمع يَنْدُر فيه وجود الأحرار والديمقراطيين.
وأقول، أيضاً، إنَّ الديمقراطية لا تنتصر إلاَّ من طريق إطاحة نظام الحكم الدكتاتوري بثورة شعبية؛ لكنَّ هذا لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أنَّ كل صراعٍ (ولو خاضته فئة واسعة من الشعب) ضدَّ نظام حكم دكتاتوري لا بدَّ له من أنْ يكون ثورة ديمقراطية، أو أنْ ينتهي، ويُتوَّج، بقيام نظام حكم ديمقراطي؛ فإنَّ العاقبة يمكن أنْ تكون إحلال نظام حكم دكتاتوري جديد محل القديم، أو جَعْل البلاد في حالٍ (وأحوال) أسوأ (وربَّما أسوأ بكثير) من تلك التي كانت عليها إبَّان الحكم الدكتاتوري البائد.
لكنَّ رَفْع منسوب "الحقيقة الموضوعية" في ذاك الزَّعم يَسْتَلْزِم من أصحابه أنْ يُحْسِنوا فَهْم "الصِّلة السببية" بين "هذا الافتقار الديمقراطي للمجتمع (أو الشعب)" وبين "نظام الحكم الدكتاتوري"؛ فإذا كان "نظام الحكم الدكتاتوري"، في نشوئه وبقائه، نُتاجاً لمجتمعٍ يَفْتَقِرُ أفراده وجماعاته إلى قيم ومبادئ الديمقراطية، فإنَّ "الحكم الدكتاتوري نفسه" هو "مَصْدَر التغذية الدائم" لهذا "التصحُّر الديمقراطي" للمجتمع؛ فـ "الحاكم الفَرْد" لا يبقى، ولا يستمر، إلاَّ بجعله الشعب كله "أفرادا"، تلاشت فيهم "الرُّوح الجماعية"، واستعصت عليهم رؤية "المصالح المشترَكة". وهذا إنَّما يعني أنَّ "المجتمع الديمقراطي الحر" لن يُوْلَد إلاَّ من طريق القضاء على نظام الحكم الدكتاتوري؛ فإنَّ الوهم بعينه أنْ يُقال لشعبٍ كالشعب السوري إنَّ عليكَ أوَّلاً أنْ تصبح ديمقراطياً، متعلِّماً أصول الديمقراطية، متمثِّلاً معانيها وقيمها ومبادئها، وممارِساً لها؛ أمَّا طريقكَ إلى ذلك فليست الطريق التي تسير فيها الآن؛ لأنَّ "الإصلاح الديمقراطي" للمجتمع يبدأ (ويجب أنْ يبدأ) بالفَرْد، وأنْ يسير صعوداً في سُلَّمٍ، درجته السُّفلى هي الفَرْد والعائلة؛ وينبغي للشعب الذي نزل إلى الشارع أنْ يتوقَّف عن السعي إلى إطاحة نظام الحكم الذي لو جادله الشعب بالتي هي أحسن لَوَجَد فيه من حُبِّ الإصلاح، والحرص عليه، ما ينبغي له أنْ يأتي (ولو آجلاً) بـ "الازدهار الديمقراطي" للطرفين معاً (أيْ للشعب ولنظام الحكم نفسه).
"المجتمع" ليس بـ "جَمْعٍ من الأفراد" حتى يُنْظَر إلى إصلاح كل فرد من أفراده على أنَّه الطريق إلى إصلاح المجتمع نفسه؛ إنَّه، أيْ "المجتمع"، يتألَّف من "أفراد"؛ لكنَّه، ولجهة ماهيته وخواصِّه، ليس بـ "جَمْعٍ من الأفراد"؛ وهذا إنَّما يعني أنَّ "الأفراد" يتغيَّرون بتغيُّر المجتمع نفسه؛ وتَغَيُّر المجتمع ديمقراطياً لا يأتي إلاَّ من طريق إطاحة أنظمة الحكم الدكتاتورية؛ فلتتوقَّفوا عن السعي إلى تبرير وجود وبقاء نظام حكم دكتاتوري كنظام الحكم السوري بقولٍ من قبيل إنَّ الشعب الذي يَفْتَقِر أفراده وجماعاته إلى القيم والمبادئ الديمقراطية لا يمكنه أبداً أنْ يؤسِّس لنفسه دولة ديمقراطية مدنية!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نفهم الموقف السعودي من الثورة السورية؟
- -الولاء اليساري- للحُكْم السوري!
- قُطِعَت -الرَّقَبَة-.. وبَقِيَ -الرأس-!
- حديث -المؤامرة-!
- في -البيروقراطية-!
- .. وبينهما أمورٌ مُشْتَبِهات!
- -وابشَّاراه-!
- مصر.. أهي -ولاية الفقيه الدستوري-؟!
- بشار الذي يحبه شعبه!
- نتحاوَر وكأنَّ الرُّعونة حوار!
- عندما تُنْذِر -الغارديان- ب -أُفول- الديمقراطية في بريطانيا!
- عرفات قُتِلَ ب -الشَّارونيوم-!
- -أُمَّهات الحقائق- في الصِّراع السوري!
- مِنْ -سجين طرَّة- إلى -سجين طنطاوي-!
- مرسي الذي أصبح للثورة مرساةً!
- لا شرعية في مصر تَعْلو -الشرعية الثورية-!
- حتى يكون مرسي مرساةً للثورة!
- قَوْلٌ عظيم لرَجُلٍ عظيم!
- هذا الإنكار- ل -شعبية- الثورة في مصر وسورية!
- مصر ثَوْرَة على -الوثنية الدستورية- أيضاً!


المزيد.....




- -تاس-: السفير السوري لدى موسكو يطلب اللجوء في روسيا
- سلوتسكي يعلق على تصريح ميرتس بشأن تسليم صواريخ توروس إلى أوك ...
- نائب روسي: مقاطعة أوروبا لموارد الطاقة الروسية استنفدت غرضها ...
- لافروف: لولا الولايات المتحدة لما خرجت الصواريخ الأوكرانية ا ...
- تعثّر محادثات القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة، والاتحاد الأو ...
- في هولندا بهجة غامرة بعيد الحزب
- إسقاط طائرة مسيّرة .. واقعة تؤجج التوتر بين مالي والجزائر!
- البرلمان الألماني يعلن موعد التصويت على انتخاب ميرتس مستشارا ...
- الاتحاد الأوروبي يستعد لحزمة العقوبات السابعة عشرة ضد روسيا ...
- ليبيا.. العثور على جثث مجهولة الهوية بالجفرة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هذا الخلل في -طريقة التفكير-!