أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم سمو - كونفرانس الاكاديميين الايزيدين لُغاتٌ ...وهويات















المزيد.....

كونفرانس الاكاديميين الايزيدين لُغاتٌ ...وهويات


ابراهيم سمو

الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 18:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



انتمى الكونفرانس، وضيوفه ،واهلوه الى لغات عديدة ؛اهمها :الكردية والالمانية والعربية. وهذا التعدد عكس تنوعا ثقافويا ، ذا ابعاد معرفية ،حضارية وقيمية ،واعتبر ـ هو التعدد ـ بحد ذاته ميزة وغنى، لوما ان جلا من الحضور، كان تحتكره لغة واحدة ...وتضيق، وبعضا كان يتسع، لاثنتين من اللغات او ثلاثا ،اتساعا متساويا، متكافئا او مختلفا، غير متكافئ ، وبضعا باقيا ؛كان لديه تحكم عجيب ، بلغات كثيرة ،مما أحدث تفاوتا غير متناسب ،في التلقي ،وخلق بسبب عامل اللغة هذا ،شرخا كبيرا في التواصل ،بل في التعاطي، مع المحاور التي أديرت؛ ففي المحاور الالمانية؛ كان المحاضرون وبعض الحضور في واد ،وباقي الحاضرين في واد آخر، وكذلك كان الحال ، مع المحاور العربية والكردية : فكردية الايزيدي المُرحَّل، عن كردستان تركية ،مَشوبة بالتركية ؛ان لم نقل مغلوب عليها، والايزيدي الذي استقر في المانية، باتت لغته الأم منهوكة، أو مُنتهَكة بفعل الالمانية ..وهَلمَّ جرّا ،بالنسبة للكردية مع العربية ،أو الروسية والأرمنية، وهنا لن أقول: انّا خُضنا حوار"طرشان" ،بل ليس من الانصاف، الذهاب الى حكم، يقطع مٌتعجِّلا بهذا، لكن كانت هناك ـ حيث تجدر الاشارة ـ فجوة سافرة، بين الحاضرين والمُحاضرين، وبين الحاضرين والحاضرين؛ وكلٌّ حسب لغته، أو ما يشوب لغته، وتلك الفجوة اللغوية، لم يكن ـ كيلا أثقل على الكونفرانس وأهليه ـ لـَيُمليها مترجم أو مترجمون مهما بلغ/وا، من البراعة والمعرفة ، فكل بضع من الحضور، كان في حاجة، الى تُرجمان خاص ،من لون لغته، ثم مُتبحِّر ـ هو التُّرجمان عينُه ـ في اللغات الأخرى، التي حضرت مع شوائبها، قاعة الكونفرانس، ودليلي :ان عددا من الأخوة حاولوا ـ مثلا ـ ان يترجموا، عن العربية الى الكردية، كي يفهم الكردي ،غير الضالع بالعربية، الا انَّ تـَرجماتِهم جاءت، مزخرفة احيانا بالصورانية، وحينا بالعربية ؛حتى ظهرت الترجمة ـ دون ان انالَ من كفاءة المترجمين ـ محلية، واحتيجَتْ بذاتها ،الى ترجمة ،هذا عدا ـ وشر البلية ما يضحك ـ عن ان الكردية ؛" الكرمانجية " الفصحى، التي تكلم بها عدد، من الأخوة المُحاضرين، والمُتداخلين، نزلت على آذان طيف كبير، من المتسمِّعين " سنسكريتية " ،غير واضحة ،ذات وقع اشبه ؛بوقع حوار صيني أو ياباني ،على مَرآى ومَسمَع الكردي ، وتلك لم تكن ـ على حد وصف احد الحضور ـ كردية والا ـ والقول لذلك الحاضر ـ

" اضحتْ كـُرديتي، كحال عربية ذلك الكردي، الذي استغاث به جاره، ليفاوض عنه بالعربية، صاحب درّاسة يبتغي بها ،دَرْسَ بيدره فاعتذر ..." لدي حفنة كلمات عربية، وهي بالكاد تكفي بيدري " "

كرديتيه ، كرديتي ،كردياتنا ، كردياتهم لم تعد تكفي، بيادرنا اذاً ،

وكلُّ حاضر مسؤولٌ لجهة اللغة عن بيدره !!



ما أريد الوصول اليه، من خلال ما مهدت له، هو ان كل لغة

مع دخائلها، تُعتبَر حاملة ُ ثقافة، مستقلة ومغايرة ،ان لم نقل مُناقضِة للأخرى، فاللغة العربية، تحمل معالم اسلامية، وقبل ذلك عروبوية ،واللغة الكردية ،ذات صبغة كرداوارية؛ بمعنى ايزيدية ؛ان قبل بالامر الكردي غير الايزيدي ،وكلتاهما ـ اي العربية والكردية ـ وان تناقضتا، في الرؤى والمضامين، تعبيرٌ عن ثقافة شرقية ،محافظة، في حين ان اللغة الألمانية والروسية، تُبرزان طابعا غربيا، منفتحا ،اما اللغة التركية، فهي حاملٌ لثقافة، خليطة بين اسيواوروبية؛ بمعنى " مُحافِظة على مُنفتِحة ".

وتلكم اللغات جميعا، لفـَتْ اما بصورة مباشرة ،او غير مباشرة ،بحواملها الثقافية والحضارية، وما تُضمِره هذه الحوامل ،من تقارب أو تباعد ،ومن تجانس أو تعارض، الكونفرانسَ ،ودمغت ان قليلا أو كثيرا،عقولَ حاضريه ،بطابعها غير المتوافق، وكشفت اللثام عن تناقضات، داخل ومع الجماعة الايزيدية ككل؛انـّى كان أبناؤها وايانَ: بين اجيالها من ناحية، وداخل الجيل الواحد، في مكان بعينه، أو في أمكنة مُختلـَفة جغرافيا، من ناحية ثانية ،وبين هذه الجماعة، ذات الأصول الهندواوروبية ،اينما استقرت، ومُحيطها المُختلـَف أو المُتعار ِض، من ناحية ثالثة، وهذا التخالف ـ كان ولايزال ـ من حقه ان يعكس ـ طبعا ـ تخالفا ،أو على الأقل اختلافا، في التواصل ؛اي في التفاهم ،ومن ثم في الثقافة ،وصولا الى الاختلاف او التخالف في الهوية ، لذا فان اللغة؛ سواءأالأم أم الرسمية ،أم لغة المَهاجر ، التي يخوض بها الايزيدي ؛أبصورة تجتمع فيها تلك اللغات ام تنفرد، أمورَه الحياتية، وأعمالـَه اليومية، وهواياتِه وسائرَ شؤون تواصله ، مع محيطه والآخرين ،حتى نصلَ الى مُسلـَّمة تفيد :ان الايزيدي ،وتبعا لدور اللغة في التنميط ، ليس واحدا ،بل متعدد والقرينة ُعلى ذلك ُانه كثيراما يروى: ان.... "دوريش"ـ مثلا ـ من ايزيدي العراق أو سورية و.."أورهان" من ايزيدي تركية ...و" كرابيت " من ايزيدي أرمينية (روسية )وكذلك ودون ان نبعد عن هذا الكثير الذي يُِِِِِِِِِِِِروى وقرينته ؛ عندما يغادر من يعيش في المهاجرـ ولو للزيارة والاستجمام ـ الى المَواطن الأ ُم ، يُنعَت هناك بحسب مُغترَبه ب" ايزيدي... ألماني او بريطاني امريكي " .

والتعدد الذي يرمي اليه النص هنا،هو ليس تعدد المكان، كمساحة من جغرافية، بقدر ما هو تعدد لغوي، يختلف باختلاف هذا المكان أو ذاك ،ويحمل تبعا لكل مكان، منظوماتٍ قيمية ً واخلاقية ً وسلوكية ً،

ويصنع؛ بمعنى يفرزـ من ثم ـ ركائزَ فكرية ً وذهنية ً، لشخصية صاحبها، ويؤطرهويته، بناء على لغته الأم، أو اللغة الرسمية ،التي تنافس لغته ،على موقعها ـ لاسيما في المَهاجرـ في ذاته ك" ضُرّة " كيما نصل الى نتيجة مُفادها: ان الهوية ـ وهو ماغاب عن الكونفرانس أو حضر تلميحا ـ مُنتـَج لغوي؛ بالدرجة الأولى، وان الاشكال الذي يمكن ، ان يعتري هذا المُنتـَج؛ لجهة الاندماج والانصهار ،او لجهة الرفض والامنتاع، اشكالٌ لغوي بامتياز؛ حتى تـَستقر بنا نتيجة المُفاد :ان كينونة الهوية ـ كمُنتَج لغوي ـ مرتبطة " معرفيا بالحقل الثقافي الذي يُشكـّلها تقاطعُ مجموعة من المجالات ويفرض من تلك المجالات مساحة انتماء مختلفة تحدد بشكل مؤثر سمات الهوية " وتسعى تللك السمات المؤثرة كي " تُنتظـَم الهويات الفردية والجماعية " بعد ان كان تم تحريزها ، على شكل نمط / انماط ثقافية ، مُلازمة للشخصية؛ بل مُوجِّهة ـ بناء على تحكمها، بالميول والاهتمامات والنوايا والدوافع والرغبات ـ لها على المستويات الفردية والجماعية.

ولان الأفرادَ والجماعاتِ؛ في هذه المجموعة البشرية، ينتمون الى لغات عديدة، فانه ـ وكما ترتب فيما تقدم ـ من الطبيعي؛ ان تتعدد هوياتهم وتختلف ،لكن المُلفِت ان هذا الاختلاف ـ كان ولايزال ـ يحوم حول الهوية الايزيدية،" الكامنة" ولا يخرج عن دلالاتها، التي ترسخت بفعل دوال ٍ كثيرة ،وعبر سياقات تربوية، ودينية ،واجتماعية،وتراثية/طقوسية ،لا تُحصى؛ حتى تـُظهر هذه "الهوية الكامنة" والقائمة على مبدأ،" الثقافة الدينية وطـُهوريتها " من جانب، وعلى بعض التقاليد والآداب والسلوكيات ،بل النزعات البدائية ، التي راكمها او قـُلْ ؛أصّلها الدين في المِخيال الايزيدي من جانب ثان ٍ ،بمظهر المركزية .

هنا واتصالا بمظهر المركزية هذا، يطفح على السطح، سؤالٌ مركزي ـ رمى اليه بطريقة أو بأخرى الكونفرانس ـ يتعلق بمدى قـُدرة" الهوية الكامنة" ،التي انتزعت بفعل الدين ،" مرتبة " المركزية، من الكينونة الايزيدية ،على المتابعة والمحافظة على جاذبية تلك ،القوة الدينية، وما حول هذه القوة ؛كوقود لديمومة مركزيتها، في مواجهة العولمة ،التي باتت تفترض، لا. بل تـُلحّ على كل الهويات ، ذات الخصوصية، بالتحسّب من انقلابات هــا... تبرق، ومن تحوّلات كبيرة ،واسعة ،هائجة ،بل فالقة ها تبتغي ذا ان تـُعدِّل، لا.لا. ان تصوغ من جديد، في البنى ؛كل البنى: من اقتصادية ،اجتماعية ، سياسية ،فكرية ، وقيمية في العالم كله، وتوجب عبر خيار، بلا بدائل، ممارسة التأصيل والتحول معا، بآليات جديدة، وفي اطار شفـّاف ،من خطط جادّة ،واستراتيجيات فاعلة، تعتمد المرونة َ والانفتاحَ وانتهاجَ التغييّر والتثاقف، التي قد تلبي ـ كلها ـ الحاجة وتسد الثغرات في الواقع المُعاش،

والاّ فبصواعقها ـ كما يحذ ِّر الواقع ـ تمضي العولمة نحو الخصوصيات وذويها....ونحو ...نحو كل من لا يواكبها .



#ابراهيم_سمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم سمو - كونفرانس الاكاديميين الايزيدين لُغاتٌ ...وهويات