أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - دمار سوريا دمار والشعب السوري يدفع الثمن















المزيد.....

دمار سوريا دمار والشعب السوري يدفع الثمن


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 18:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنا نتمنى والتمني غير الواقع أن يقوم النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد بتنفيذ إصلاحات جذرية يعالج فيها تداعيات الأزمة وينقل البلاد إلى فسحة من الديمقراطية والتي تكون في مقدمتها إلغاء حالة الطوارئ وتعديل الدستور وتشريع قانون للأحزاب بدون توصيات أو قيادة حزب السلطة وقانون انتخابات تشريعية ورئاسية عادلة تعتمد الأسس الديمقراطية والحريات العامة ونقل سوريا من النهج المخابراتي التسلطي القمعي إلى اعتماد المواطنة ودولة القانون وان تجري إصلاحات جذرية لصالح المواطنين السوريين الذين يعانون من الفقر وصعوبة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والسكنية مقابل الثراء الفاحش لقلة من الذين يستغلون وجودهم أو من يدعمهم من المسؤولين في الدولة، ومثلما يقال ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فقد سارت الأمور على طريقة النظام البعثفاشي في العراق الذي كان يعرف حق المعرفة انه سيدمر العراق ويجعله خراباً وهو عين المثل الذي سيدمر سوريا ويجعلها خراباً، ولم يستفد لا النظام السوري ولا رئيسه بشار الأسد من تجارب الماضي القريب على الرغم من اختلاف الواقع بين احتلال العراق وإسقاط نظام البعث العراقي وبين الصراع السلمي في البداية والمسلح بعد ذلك الذي يجتاح سوريا داخلياً، وعلى ما يبدو أن نهج إسقاط نظام بشار الأسد يختلف كل الاختلاف عن تونس ومصر وليبيا التي تدخل طيران حلف الناتو بالضد من نظام القذافي، ومثلما اشرنا فان التجارب القريبة والبعيدة لم تسعف ذاكرة بشار الأسد ولا نظامه ولا استفاد منها وتصور نفسه انه فوق المعادلة وفوق التطورات والتداعيات التي اجتاحت العديد من الدول العربية وهي مازالت تتفاعل ليبرز في نهايتها التغيير وبأي ثمن والتي تقول انتهى عهد الصمت والخوف والانكفاء الذاتي، عهد الإرهاب المخابراتي والسجون والمعتقلات وتقييد الحريات العامة والخاصة، وبدأ التغيير بعد التراكمات والاحتقانات الشعبية مهما ستكون نتائجه، وها هو الشعب السوري يدفع ثمن البطش واللامبالاة بهدف الحفاظ على الكرسي مهما كان الثمن.
لا يمكن نسيان ما قدمه الشعب السوري من تضحيات جسيمة في سبيل القضايا القومية والوطنية، ولا يمكن نسيان ذلك التضامن مع شعبنا العراقي وقواه الوطنية والديمقراطية عندما لجأ الآلاف من المعارضين العراقيين وغيرهم منذ أواخر السبعينات ولم يكن حينذاك إي شعور بالغربة أو أية حساسية بل العكس فقد احتضن الشعب السوري العراقيين بشكل دافئ وقدمت الحكومة السورية حينذاك جميع التسهيلات المهمة للهاربين إلا من تثبت القضايا الأمنية عليهم ، فلقد أرسل النظام العراقي حينذاك العديد من مخابراته ثم ما خلفه من تفجيرات وفي مقدمتها تفجيرات شارع بغداد الذي راح ضحيتها العشرات من المواطنين السوريين الذين كانوا يراجعون مركزاً للتجنيد وكذلك بينهم باص مدرسة لنقل للأطفال، وكما يتذكر الكثير من المعارضين والعراقيين آنذاك العشرات من المؤتمرات والفعاليات التي أقيمت بالضد من السياسة الإرهابية التي كان يتبعها النظام العراقي السابق لكن ذلك لا يمنع من سماع العديد من الشكوى والاعتراضات حول قمع أفواه المعارضين أو الحملات القمعية التي تشن بين فترة وأخرى ضد تنظيمات معارضة وما جرى في حماه من تدمير وقتل راح ضحيتها الآلاف حتى من بينهم مواطنين سوريين أبرياء لم تكن لهم علاقة بين الأطراف المتصارعة إلا وقوفهم بالضد من الإرهاب والتطرف.
ان الوضع السوري المأساوي لا يحتاج إلى تحليلات فلسفية ومراهنات بين معسكرين مؤ يد أو معارض ما بين التأكيد " لن يسقط النظام وسيبقى ونراهن على ذلك " وهو رأي أيضاً السيد نوري المالكي والبعض من مستشاريه والمقربين إليه والبعض من التحالف الوطني العراقي وحزب الله اللبناني وحكام إيران وروسيا والصين، ولكن الجانب الثاني الذي يعلن بين فترة وأخرى بأن أيام بشار الأسد وحكومته معدودة وهم المعارضة السورية بكل أنواعها تقريباً السلمية والمسلحة والكثير من الدول العربية وتركيا والغرب بكل ثقله، والأخير وعلى رأسه الولايات المتحدة لها مواقف واضحة فيما يخص الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية وأمن إسرائيل وهؤلاء يؤكدون ويرون أن لا محالة من السقوط ونصحوا في البداية بشارالأسد بضرورة إجراء إصلاحات جذرية لا سطحية منعاً لحقن الدماء وعندما تعنت النظام السوري اخذوا يطالبون بشار الأسد بالتنحي على أثر اشتداد المعارك المسلحة التي تجري في جميع أنحاء سوريا تقريباً مما أدى إلى قتل وحسب التقارير الدولية والداخلية وحقوق الإنسان أكثر من(20) ألف مواطن سوري وآلاف الضحايا بين أفراد الجيش السوري فضلاً عن المعوقين والجرحى والهاربين من مناطقهم إلى خارج سوريا وغيرهم، ولم يكتف نزيف الدم عند هذا الحد بالتوقف بل هو مستمر ويتصاعد مما يزداد القلق على مصير مئات الآلاف من المواطنين الذي يقعون بين كماشتين من النيران، وعلى ما يبدو ان الحالة تزداد من سيء إلى أسوأ وبدلاً من القتال بالأسلحة التي استعملتها المعارضة المسلحة والأسلحة التي في حوزة الجيش وما يسمى بشبيحة النظام وهي ميليشيا مدنية كما يذكر فضلاً عن المدرعات والدبابات فقد دخل قصف الطائرات التابعة للنظام السوري دمشق وضواحيها ومحافظات ومدن وقرى بالصواريخ والمدافع الرشاشة، وعلى مدى حوالي (17) شهراً زحف الخراب والدمار على عشرات الأحياء والمناطق السكنية ودمرت مدن بالكامل وأدى إلى إزهاق أرواح كان المفروض بالنظام الشعور بمسؤوليته تجاه البلاد ولكن على ما يبدو ان حزب البعث لا يختلف من حيث توجهاته وطرقه العنفية ولا يأبه بأرواح المواطنين ويرديها دمار وخراب ودماء والتاريخ شاهد على سياسة هذا الحزب الذي استلم السلطة في بلدين مهمين بثروتهما الطبيعية والبشرية ومواقعهما الجغرافية المهمة وبدلاً من البناء ووفق شعاراته "وحدة وحرية واشتراكية!!" فقد دمر العلاقات العربية وأضر القضية المركزية حسب شعاراته وشنت الحروب الداخلية والخارجية، وفقدت الحريات العامة والشخصية والغي إي هامش للديمقراطية أما قضية الاشتراكية فقد أصبحت مسبة لأن الفقر وصعوبة العيش وغلاء الأسعار والبطالة وأزمات السكن وسوء الخدمات... الخ هي التي تصدرت المشهد الاقتصادي .
اليوم وقد وصلت سوريا إلى هذا المنحدر الخطير ألا يجد بشار الأسد وحكومته ان الفرصة ممكنة لإنقاذ البلاد من اندلاع حرب أهلية أوسع وأكبر مما هي عليه الآن لا تبقي ولا تذر وذلك بتسليمه السلطة والاتفاق على قيام مرحلة انتقالية وبهذه الخطة ينقذ على الأقل ما تبقى من لم يدمر أو يخرب ويكفي الشعب السوري ويلات اشد مما مر بها، أم أن يستمر في تصوره بأنه يستطيع إعادة الأمور على ما كانت عليه ويبقى ومن حوله على رأس الحكم وكأن شيئاً لم يكن فتلك الطامة الكبرى لان الوقت ليس كما يتصور والمواقع ليست مثلما كانت حماه في الثمانينات، وقد بينت الاحتجاجات والمظاهرات وتخلي المئات من الجنود والمراتب المختلفة عن النظام ومما يدل على أن هناك رفض واسع لسياسة النظام وسلوكه ونهجه وكراهية للحزب الحاكم الذي واصل ومنذ حوالي (49) عاماً الحكم بالأساليب القديمة على الرغم من دعوات الإصلاح وما جاء في بيان الحركة التصحيحية التي قادها بانقلاب حافظ الأسد ولو راجعنا الفترة السابقة ما قبل هذه التصحيحية وفي عهد صلاح جديد والاتاسي وغيرهم لوجدنا
أولاً: التخلص من نهج وتوجهات ميشيل عفلق والحرس القديم المعادي للحركة الشيوعية في المنطقة والاشتراكية الحقيقية والديمقراطية
وثانياً: الحقبة قبل الحركة التصحيحية كانت أفضل ب (100%) مما صار بعدها وبخاصة في قضايا التشريعات والقوانين لصالح الطبقات الكادحة والعاملة وصغار الموظفين وغيرهم، ففي عهد الرئيس حافظ أسد ألغيت على مراحل جميع القوانين والتشريعات أو عدلت بالضد من الطبقات الكادحة والفقيرة ولصالح القوى المتسلطة والقريبة من العائلة التي أخذت تتملين وهي الأقلية.
ملخص ما نريد التوصل له ليس الشماتة لان الشعب السوري بريء إنما إنقاذ سوريا والشعب السوري الشقيق من هذه المجزرة المتداخلة ومنع المصير المجهول للجميع تقريباً، إنقاذ سوريا والشعب السوري من الويلات القادمة بما فيها الاعتداءات الإرهابية التي سوف تقوم بها منظمات إرهابية سلفية أو أصولية كما حدث ويحدث في العراق، فأعداء سوريا ليسوا بالقليلين وهم معروفين والمخططات القديمة والحديثة مازالت تسعى ليس لتقسيم سوريا فحسب بل الكثير من الشعوب العربية ودولها على الطريقة اليوغسلافية المعروفة، وتقسيم سوريا والحرب الأهلية الواسعة إذا استمر الوضع بالتعنت وعدم الحكمة والتعقل وارد ونراه على الأرض في هذه البداية، ومن هنا باعتبار بشار الأسد وحكومته صاحبي القرار فعليهم أن يقدموا على حل يجنب البلاد الانزلاق أكثر كخطر التقسيم واستمرار نزيف الدم، والحكيم من يرى الحقيقة عارية لا غطاء عليها وعليه أن يضعن لها ويؤمن أن العالم يتغير ولن يبقى على حاله.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلما تشتاق ظنوني
- إخطبوط المحاصصة في جميع مرافق الدولة
- شجرة تبدو واقفة
- الحزب الشيوعي العراقي واللقاء مع نوري المالكي
- عيد الصحافة العراقية أم عيد.....!
- الإصلاح الجذري أو الانتخابات المبكرة
- أسف في محله عبادة
- إلغاء القوانين والقرارات لنظام البعث والحاكم الأمريكي بريمر
- متابعات غزلية
- التصريحات والإعلام المأجور والسيئ وعملية سحب الثقة
- استفسار عن الشهيد سليم إسماعيل
- ثمة ألوان مخفية
- هل سحب الثقة من المالكي نهاية العراق!!
- حرب المياه القادمة وجفاف بلاد مابين النهرين
- عداء طبقي متواصل ضد الحركة النقابية العراقية الحرة
- أين لجنة التحقيق من تهريب النفط في الجنوب و الإقليم ..؟
- آفاق دعوة الكتل السياسية في بيان رئاسة الجمهورية
- مسؤولية الحكومة العراقية عن انتشار الأدوية والمواد الغذائية ...
- بيوت لوائح الطين
- لمصلحة مَنْ تصعيد حدة التوتر وتعميق الأزمة في العراق!


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - دمار سوريا دمار والشعب السوري يدفع الثمن