مصطفى ملو
الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 09:45
المحور:
الادب والفن
إلى أكادير قادتني المقادير,مدينة كل شيء فيها مخالف و مغاير,حاضرة متميزة و فريدة بكل المعايير,إذا أردت أن تشتري شيئا فما عليك إلا أن تبادر,لكن من التزوير و التقليد حاذر,فالبيع و الشراء فيها له طابع خاص ونادر,فبدرهم واحد تستطيع أن تشتري أشياء في مناطق أخرى لست قادر ,وإليك التفاصيل حتى لا تبقى حائر.
نزلت في محطة إنزكان,اللصوص و الشمكارة في كل مكان,الأزبال و الأوساخ تملأ كل الأركان,كذلك بائعو البرتقال و الهندية و أملو بزيت أركان.
قال لنا مساعد السائق,ونحن بين نائم و "فايق",أن اللصوص يفتعلون كل معرقل و عائق,و أضاف"إياكم أن تنطلي عليكم الحيلة,فبين البائع الحقيقي للتذاكر أو للساعات أو للنقانق و بين اللص و المحتال لا يوجد فارق,فإياكم أن تصدقوا كل ناعق",قالها قبل النزول,بينما الكل بتعب السفر مشمول,ثم تابع واصف كلامه بالمعقول"انتبهوا لحافظة نقودكم و لهاتفكم المحمول.قبل أن يختطفه منكم مجهول,فلا تعرفون من المسؤول,ثم تضربون كفا بكف و تتساءلون ما المعمول؟".
لنعد إلى ما قلناه في البداية,قبل أن نختم و نصل النهاية,دون أن ندرك المرمى و الغاية,وهي التعرف على ما يميز عاصمة سوس وربما كل هذه الناحية,قلنا بدرهم تستطيع أن تشتري بعضا مما تريد,فهاتي أذنك وصدق أو لا تصدق,فإننا لن ننقص عليك و لن نزيد وستكتشف أن البيع و الشراء في أكادير حقا فريد.
في أكادير فقط تستطيع أن تشتري درهم زيت أو درهم أملو أو درهم زيتون أو صابون,في أكادير فقط بدرهم تستطيع أن تشتري خوخة "بتقسيط التقسيط" أو برتقالة و لا نقصد الليمون,فذلك موجود في باقي المدن و يمكن أن تكتشفه كل العيون,ولكن نقصد ما تنفرد به أكادير و النواحي مما تعرفون و مما قد لا تعرفون,أشياء نخبركم عنها إذا نزلتم بها كزبون.
في أكادير فقط بدرهم يمكن أن تشتري كأسا من مشروب غازي,هذه حقيقة وليس "تعبيرا مجازي",منظر قد لا ينتبه إليه كل مجتاز,إلا ناقدا أو غريبا إلى تحليل ما تقع عليه عينه منحاز.
مهما ذكرنا فنؤكد أننا لم ننقل لكم سوى القليل,فهل ستصدقون مثلا أنه بدرهم في أكادير يمكن أن تلج الأنترنت لخمس دقائق؟صدقوا أو لا تصدقوا فكل ما ذكرناه حقائق,فهل اكتشفتم أن ما في أكادير مختلف عما في مدينتكم مختلف و مفارق؟
و على كل حال نتمنى أن تكون هذه "المقامة" قد أطلعتكم على بعض الدقائق.
#مصطفى_ملو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟