الدين هو ما تم الإقرار به من المشرع وفقط .. بلا زيادة يضعها مفسر أو شيخ أو مفكر ولا نقص

غادة عبد المنعم
مفكرة

الحوار المتمدن-العدد: 3794 - 2012 / 7 / 20 - 14:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الدين هو مجموعة محددة من الأوامر والنواهى، فمثلا الإسلام هو الأوامر والنواهى التى وردت فى القرءان وأقوال النبى محمد، وكل ما دون ذلك من أمور يقوم المرء بها تشبه أو تضاعف أو تكرر أو تضيف لأى أمر أو نهى مما هو دين، ليست منه، لكنها مما يرغبه مؤديها، لذا لا يمكن أن نقول أن النقاب أو الرهبنة أو صيام طول العمر أو الاثنين والخميس بشكل دائم من الإسلام؟
ذلك لان النقاب مثلا لم يأمر به لا الرسول محمد ولا القرءان بل أمر بأقل منه وهذا يؤكد أن الأقل هو ما يعتبر دين (أى من أوامر الدين) أما النقاب فقد يكون مكروما، مثلا، وهو ليس إلا رغبة شخصية لمن ترتديه، الأمر نفسه فى الرهبنة (عدم الزواج) وصوم طوال العمر أو الاثنين والخميس بشكل دائم أكد النبى محمد أنهم ليسوا من الدين قطعا فعلا وقولا ، لذا لا يمكن أن يخرج رجل دين ذو فكر صحيح ليحث ولا حتى ليطالب المسلمين بالقيام بصوم الاثنين والخميس بشكل دائم أو بارتداء النساء للنقاب، إن فعل ذلك فهو يدعو لدين آخر غير الإسلام، دين يطالب فيه المتدين بصوم كل اثنين وخميس والنساء بارتداء النقاب.
لابد لرجل الدين أن يدرك دينه وهذا لا يحدث إلا بادراك أن الدين هو وفقط مجموعة النواهى والأوامر التى أمر ونهى عنها المشرع، وليس أكثر بذرة واحدة، حتى ولو كانت هذه الذرة الإضافية هى فى أمر أو نهى ورد فى الدين (موضع النهى أو الأمر) إذا أدرك رجل الدين حقيقة دينه بحدوده الصارمة التى وضعها هى وحدها المشرع ولا أحد غيره، أدرك بالطبع ضرورة الالتزام بها، وعدم تجاوزها طبقا لتصوراته الشخصية، وعدم صحة الادعاء أن هذا التجاوز من الدين.
عليه دائما أن يفهم أن التجاوز عن الأمر أو النهى بالزيادة أو النقصان هو أمر من عنده أو من عند فلان وهو أمر ليس من الشرع الذى يدين به لذا فليس من الدين – بل ضده - المطالبة والترويج والدعوة له وإذا فعل وروج وطالب بزيادة أو نقصان فلابد أن يحسب نفسه خارجا عن شرعه ودينه وداخلا فى شرع جديد يبتدئه ويقره، فمن يروج للنقاب مثلا أو للصوم الدائم لكل اثنين وخميس لا يروج للدين الإسلامى ولكن لدينه الذى يقترحه هو بنفسه، وليسميه اسما آخر إذن لو كانت لديه الجرأة!! حتى لا يحمل أديان تدين بها الملايين بما يخترعه لإرضاء تصوراته الخاصة به.

#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات