أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - لماذا أنا غير إرهابي؟














المزيد.....

لماذا أنا غير إرهابي؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3794 - 2012 / 7 / 20 - 10:42
المحور: كتابات ساخرة
    


طوال حياتي وأنا بيني وبين نفسي أسألُ نفسي هذا السؤال,لماذا أنا رجل غير إرهابي؟ رغم أنني أعاني كثيرا من الناس ومن الاضطهاد غير المبرر؟ لماذا مثلا لم أفكر يوما بقتل رجل دين أو بما معناه لماذا لم أفكر بإطلاق الرصاص على شيخ مسجد أو إمام مسجد أو مفتي أو قاضي شرعي أو داعية إسلامي أو سلفيا إسلاميا؟ ولماذا لم أفكر يوما بتفجير نفسي بين مجموعة من المصلين فقط لأن فكرهم غير مطابق لفكري وعقيدتهم غير مطابقة لعقيدتي؟.

ولماذا أنا على غير استعداد لتنفيذ أي عملية انتحارية أو تهديد أحد بالتلميح وبالتلويح من بعيد بدون قتل حقيقي, لماذا مثلا لم أفكر يوما بتهديد رئيس جماعة إسلامية أو بتهديد خطيب يخطب يوم الجمعة خطبة الجمعة من على المنبر؟ لماذا مثلا لا يخاف مني شيوخ الإسلام؟ لماذا لا يخاف مني الشيوخ ورجال الدين فيعلن أحدهم التوبة النصوحة بسبب تهديدي له كما حدث معي في شهر (2) الماضي في بداية هذا العام سنة(2012)؟ حين هاجم منزلي مجموعة من الناس لأجل إجباري على الصلاة وبصق التوبة ونطق الشهادتين,عدى عن ذلك نسخ مقالاتي وتوزيعها في الشوارع وداخل المساجد من أجل الضغط عليّ من قبل الشارع العام ومن أجل كسب رأي الشارع العام ضدي؟ولماذا يهاجمنا الإسلاميون بدون أسماء مستعارة ويضعون عناوينهم وأرقام تلفوناتهم على بضاعتهم علنا دون خوفٍ منا بينما المثقفون والمثقفات يضطرون للكتابة بأسماء مستعارة؟, لماذا أنا مثلا لا أفعل كما فعلوا معي فأحمل تهديداتهم على محمل الجد وأقوم بنشرها بين الناس لكي أجبرهم على تغيير قبلتهم التي يصلون إليها خمسة أوقات؟ لماذا مثلا لا أهدد الناس بأن لا يصموا شهر رمضان وبأن لا يصلوا؟ لماذا أنا لست إرهابيا ولا أفكر بالإرهاب.

لماذا مثلا لم يكتب أي شيخ إسلامي مقالا مطولا عن توبته النصوحة خوفا مني ومن تهديداتي له؟ هل مثلا لأن شكلي غير مرعب أم لأنني ضعيف القلب أو جبان؟ لماذا أنا مثلا أعلنت التوبة خوفا من التهديدات التي كانت تصلني وما زالت تتواصل معي؟


الجواب:

أولا :لأن ديننا الحر هو دين الرحمة الحقيقي ودين الانسانية والمشاعر الرقيقة والحس العالي بالكون وبآلام الناس,ولم أسمع يوما بمفكر ديني أو اجتماعي أو سياسي أو فلسفي يوما بأنه قام بتهديد خطيب يخطب على المنبر أو رجلا يعطي درسا دينيا في إحدى القنوات التلفزيونية,ولم أسمع عن ملحد أو علماني ديمقراطي سياسيا ومفكرا اجتماعيا يوما بأنه قام بتفجير نفسه في حافلة ركاب صغيرة أو متوسطة الحجم,ولم أسمع عن شاعر مرهف الحس والوجدان أنه قام يوما بإطلاق الرصاص على شيخ مسجد يسب على الشعراء ويعتبرهم غاوون ويقولون ما لا يفعلون وفي كل وادٍ يهيمون,ولم أسمع كذلك بكاتب في الفلسفة وعلم الاجتماع بأنه مثلا قام يوما بملاحقة شيخ مسجد وإجباره على التوبة, ولم أسمع أبدا بأن هنالك عصابة من العلمانيين تُكفر جماعة أخرى وتعتبرها خارجة عن المِلة وتطاردها حتى تعلن التوبة.

نحن معشر الكتاب لا نهدد أحدا ولا نُرهب أحدا ولا نجبر أحدا على بصق التوبة ولا نفكر بإقامة الحد على أحد, لأننا رضينا بالعلم الذي هو عندنا,العلم الذي نور قلوبنا وعقولنا ونعتبر الناس أحرارا لذلك وجود العلمانيين والديمقراطيين في هذا الزمن ضروري جدا كي ينتشر النور مكان الظلام والحرية مكان الديكتاتورية ومن المستحيل على رجل مُتشرب لربات الفنون السبعة أن يقتل قسا أو شيخَ مسجدٍ أو يحمل مسدسا ليهدد به كل من يشتم بالمفكرين وبالسياسيين وخصوصا المفكرين الاجتماعيين,رغم أننا نسمع مسبة أمنا وأبونا ونمشي في الشارع وكأننا لم نسمع شيئا, ونحن لسنا مصدر تهديد لأمن الآخرين ولا نقبل بقتل دجاجة أو حتى صرصورا إلا بعد أن نراجع أنفسنا مليون مرة ومره لنتخذ قرارا بقتل نملة أو فراشة, ونحن لا نجبر الآخرين على بصق التوبة والعودة للعلمانية والديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر, ولكننا مصدر شد وجذب لتهديدات الآخرين الذين يطالبوننا بالتوبة ليلا ونهارا لكي ندخل الجنة على حسب رأيهم رغم أننا لا نتدخل بأعمالهم.
وأنتم, هل أنتم معي؟ هل قرأتم لي مقالا أهدد به إماما لجماعة من المسلمين؟ وهل قرأتم لي تعليقا أشتم به أحدا؟ إن تصرفاتنا لا تنبع من مصدر ضعف بل تصدر من مصدر احترام للآخرين ولا نتدخل بهم ولا نعتبر الآخرين مصدر إرهاب لنا إلا حين يصبح تهديدهم بالنسبة لنا حقيقيا وليس نابعا من مجرد كلام.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاتورة الكهرباء والمواد التموينية
- طوال عمري
- الحماس الديني عن غير علم
- الفادي
- المسيحية والاسلام نظرة عن كثب
- علاقتي بالمسيحيين وباليهود
- المسيح,نظرة من الأفق
- مللتُ
- نظرة جانبية للمسيح
- شكرا للرب
- خلق الكون والقرآن
- الحظ لعب مع المسلمين دورا كبيرا في مواجهة الفرس
- عدت مبتسما
- مقال الاعتزال
- الثقافة والبراءة
- شرب القهوة
- كن عربي الدين عيسوي الأخلاق
- ما معنى كلمة دير وكَفر؟
- اللهجه العاميه جميله
- اللغة العربية يرحمها الله


المزيد.....




- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - لماذا أنا غير إرهابي؟