خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 19:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لايمكن لوم الناس على الشك بوفاة السيد عمر سليمان, نائب الرئيس المصري حسني مبارك, ووزير المخابرات المصرية السابق, والشك هنا لا يحمل اعتراضا على المشيئة الالهية, غير انه يحمل تساؤلات عن الاسباب التي سخرت لحدوث الوفاة, فهل كانت اسبابا مرضية طبيعية, او كانت اسبابا مرضية مستحدثة؟
لقد توفي من قبل الشهيد ياسر عرفات بسبب مرض ثبت ان اسبابه مستحدثة, فهل من الغريب ان لا تكون اسباب وفاة السيد عمر سليمان المرضية مستحدثة؟ خاصة ان الرجل ومنذ فترة تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة, قضى سائقه بها,
ان عمر سليمان لم يكن بحكم موقعه رجلا عاديا, فقد كان من القلة التي على اطلاع واسع على خفايا واسرار الصراع العالمي الاقليمي والصراعات الاقليمية البينية, والصراعات المحلية المصرية, وبالتاكيد فان وفاته التي تغلق الى الابد الصندوق على اسرار كثيرة وكبيرة واساسية وفضائحية, ارتاح لها الكثير عالميا واقليميا ومحليا, في حين تحسر عليها الكثيرين ممن لهم مصلحة في الاطلاع على تلك الاسرار, ولو ضربنا في الفلسطينيين مثلا على ذلك لوجدنا ان الاطلاع على اسرار خزنة صدر المرحوم عمر سليمان يهمنا في كثير من الملفات, كملف اغتيال الرئيس عرفات, وملف المفاوضات الفلسطينية الصهيونية, وملف المصالحة, وملف صفقة شاليط....الخ, فقد كان عمر سليمان قناة اتصال رئيسية بين فلسطين واطراف اخرى, اقلها اطلاعه على خفايا العلاقة مع النظام المصري نفسه,
ان خبر وفاة سليمان سيشكل ولا شك مدخلا لمسار بحث وتدقيق, يحاول استكشاف خفايا هذه الوفاة, بخاصة ان سفر الرجل للولايات المتحدة وطلبه العلاج فيها تم بعيدا عن علم الدولة المصرية؟ وهذا بحد ذاته مدعاة لاثارة الشك, فالرجل حتى مع مقولة الفلول الا انه لم يطلب ولم يحكم عليه قضائيا, مما يبقيه رجلا من رجال الدولة الواجب على الدولة ان تؤدي دورها حياله كما ادى دوره حيالها,
ان العواطف السياسية ليست هي المسالة الموضوعية في واقعة وفاة الرجل, بل الموضوعي في وفاته هي ضرورة قراءة النتائج السياسية التي تترتب عليها, خصوصا في مجال صراع القوى السياسية المحلية المصرية, فمن المعروف ان عمر سليمان كان ركنا من اركان اتجاه سياسي مناهض لاستقواء نفوذ الولايات المتحدة في مصر, وان الفريق احمد شفيق ومجموعة رموز اخرى هي من ضمن هذا الاتجاه الذي كان يستعد لاشهار حزب سياسي, وهو اتجاه سياسي له قوته وحجمه الكبير والواضح في الشارع المصري, وان وفاة الرجل ان لم تعرقل هذا الاشهار فانها ولا شك تعيقه وتؤجله,
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟