أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - صوم وصلِّي رزقك يُوَلِّي















المزيد.....

صوم وصلِّي رزقك يُوَلِّي


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 12:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نقرأ في كتاب الغزالي : الاقتصاد في الاعتقاد (http://shamela.ws/browse.php/book-9217)
"اعلم أن صرف الهمة إلى ما ليس بمهم، وتضييع الزمان بما عنه بد هو غاية الضلال ونهاية الخسران سواء كان المنصرف إليه بالهمة من العلوم أو من الأعمال" (ص 12).

سئلت يوما في محاضرة عن سبب تأخر العرب والمسلمين، فذكرت لهم قول والدي الفلاح البسيط: "صوم وصلي رزقك يولي". فأحد اسباب تأخر المسلمين هو كثرة صلاتهم وصومهم. فعند الإنسان طاقة محدودة، فإما ان يصرفها على العمل، أو في الصلاة والصوم. بطبيعة الحال هذه ليست دعوة للإلحاد، ولكن لتصرفات اكثر عقلانية تتطلب في الواقع قلب ما اعتاد عليه المسلمون حتى الآن.

صلاة ام صراخ وازعاج لله وللناس؟
---------------------
يقول القرآن: "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" (50 : 16). وفي آية اخرى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" (2 : 186). فما معنى الصراخ يوميا من على المآذن خمس مرات في اليوم؟ هل القصد هو ازعاج الله أم ازعاج الناس؟

كنت يوما في بيت لحم جالسا امام كنيسة المهد التي ولد فيها السيد المسيح. وامام الكنيسة تماما بنى المسلمون مسجدا كبيرا. وفجأة اخذ الشيخ يصرخ من فوق المأذنة وصراخه لا يسمح التكلم مع جار قريب. كان صوته مزعج الى درجة اني سألت جاري: ليش بصرخ؟ في واحد عاص على خصواته؟ فنهرني جاري وقال لي: صبرك يا سامي. كن مأدبا! واذكر اني كنت في احدى القرى المسيحية جالس مع معارف. وفجأة أخذ الشيخ بالصراخ من جديد. وهنا ايضا لم يكن بأمكان الحضور سماع بعضهم بعضا من كثر الصراخ. وقد فهمت من أهل القرية أن الشيخ لا يكتفي بخمس دقائق صلاة، بل يزيد على خمسة عشر دقيقة، وسماعات الصوت موجهة خاصة الى الحارات التي يسكنها المسيحيون. وكل يوم في الصباح الباكر، يأخذ الشيخ بالصراخ فيستيقظ الصغار من السرير مفزوعين.

وقد كنت في القاهرة لمدة سنة. وفي وقت الصلاة يصرخ الشيوخ من فوق المآذن فتمتلئ المدينة بالضوضاء وتتشابك الاصوات بعضها ببعض فلا يمكن ان تفهم كلمة واحدة مما يقولون. وهذا الأمر يتجدد خمس مرات في اليوم وعلى مدار السنة. وقد اقترح البعض بقطع اسلاك الكهرباء وقت الصلاة حتى تخف الضوضاء، فهدده الشيوخ بقع لسانهم. وفكرت ماذا يفعل المرضى والاطفال. أليست هذه جريمة في حقهم؟ وقد كتب زكي نجيب محمود، الفيلسوف الشهير، مقالا يقول فيه انه ان كان يجب اضافة مادة جديدة في وثيقة حقوق الانسان، فسوف يقترح ان تضاف مادة حول الحق في السكينة والهدوء.

وعندما طالب المسلمون في سويسرا ببناء مآذن، عرض الأمر على الشعب السويسري لمعرفة رأيهم. وكان القرار وضع مادة في الدستور تمنع بناء المآذن في سويسرا. وقد صوتُّ انا ضد المآذن. وعندما سئلت عن سبب تصويتي ضد المآذن، قلت ان الدستور يضمن الحق في الصلاة وليس في الصراخ، وذكَّرت مستمعي بأن القرآن يقول: "وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ" (31 : 19) (مع المعذرة للحمير).

وأشير هنا الى ان الجزائر قررت بناء جامع ضخم في الجزائر العاصمة يكون ثالث أكبر جامع في العالم بينما هناك في تلك المدينة 39876 مكان عبادة وفقا لاحصائيات عام 2006، من بينها 14659 جامع. وتكلفة هذا الجامع قد تصل الى أكثر من تسع مليارات دولار، والقائمون على البناء صينيون والمهندسون المان. وسعة الجامع 120000 مصلي، وله مأذنة بارتفاع 300 متر. والغريب في الأمر ان علماء الجيولوجيا الجزائريين نبهوا بأن المنطقة التي سوف يبنى فيها الجامع معرضة للزلازل. فتصور سقوط هذه المأذنة على المصلين! أليس هذا قمة الغباء؟

صوم ام سادية ومراءاة وكسل؟
------------------
سابقا قال المتنبي
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ

كل سنة يدير المسلمون رؤوسهم نحو السماء لترقب ظهور قمر رمضان مؤذنا ببدأ الصيام. وصيام شهر رمضان، مثله مثل الصلاة، هو احد اركان الاسلام. وإن كان القصد منه الامتناع عن الأكل والشراب والعلاقات الجنسية من مطلع الشمس الى مغيبها تعبدا، فإنه أكثر الأشهر بعدا عن التعبد. ففي هذا الشهر يصرف المسلمون أكثر من أي شهر آخر على الأكل. فما ان تدق ساعة الافطار حتى يهجموا على الأكل والشرب مثل المشروهين. مما ينتج عنه امراض في المعدة أكثر من أي شهر آخر. أنظر هذا الشريط حول مضار صيام رمضان على الصحة: https://www.youtube.com/watch?v=GJ1lUA0tegk&feature=player_embedded

وفي هذا الشهر يزيد عدد حوادث السيارات والعراك بين المواطنين ويسقط الانتاج الى ادنى مستوياته ويرتفع سعر الغذاء مما يمثل حملا كبيرا على العائلات الفقيرة. وتشير بعض الاحصائيات بأن المسلمين يرمون في هذا الشهر 40% من طعامهم المتبقي.

أضف الى ذلك ان من يتجرأ على الأكل خلال مدة الصيام في الاماكن المفتوحة يتعرض للعقاب. فعلى سبيل المثال، تقول المادة 220 من القانون الجنائي المغربي:
كل من عرف باعتناقــــه الديــــن الإسلامي، وتجاهر بالإفطار في نهار رمضان، في مكان عمومي، دون عذر شرعي، يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من اثني عشر إلى مائة وعشرين درهما.

وحقيقة الأمر هذا لا يقتصر على المسلمين، بل يتعداه الى كل من يفطر في الأماكن العامة، مهما كانت ديانته. وفي الجزائر يُقبض سنويا على مواطنين مسيحيين ويقدمون للمحكمة لأنهم ضبطوا وهم يشربون ويأكلون خلال شهر رمضان. فتثير هذه القضايا جدلا واسعا واستنكارا عالميا.
وقد زرت يوما فيتلدا فأخبرني أهلها ان اللاجئين السياسيين الصوماليين في تلك البلد يقومون بجولات في المطاعم خلال شهر رمضان وكلما وجدوا شخصا يشتبهون أنه مسلم، يتحرشون به ويضربوه. وفي فرنسا هناك حوادث مماثلة.

أود ان اذكر هنا ما يقوله السيد المسيح فيما يخص الصلاة والصوم في انجيل متى 6 : 1-18

"ومتى صليت فلا تكن كالمرائين، فإنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع، لكي يظهروا للناس. الحق أقول لكم: إنهم قد استوفوا أجرهم!‏وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك، وصل إلى أبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية.‏ وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم، فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم. ‏فلا تتشبهوا بهم. لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه.
فصلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك. ‏ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. ‏خبزنا كفافنا أعطنا اليوم. ‏واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا.‏ ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير. لأن لك الملك، والقوة، والمجد، إلى الأبد. آمين.‏ فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي. ‏وإن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم أيضا زلاتكم.‏
ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين، فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم: إنهم قد استوفوا أجرهم. ‏وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك،‏ لكي لا تظهر للناس صائما، بل لأبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية".

لا ادعو المسلمين الى ان يصبحوا مسيحيين، ولكن ان يتصرفوا بحكمة بعيدا عن المراءاة التي تقتل الدين وتخرب المجتمع وتزرع الفساد فيه.

يمكنكم تحميل
--------
كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان (24) : الخصيان في ترانيم الكنيسة
- مسلسل جريمة الختان (23) : الكنيسة بين الختان والخصيان
- مسلسل جريمة الختان (22) : تكريم ختان المسيح وغلفته
- مسلسل جريمة الختان (21) : موقف المسيحيين الامريكيين المعارضي ...
- مسلسل جريمة الختان (20) : موقف المسيحيين الامريكيين المؤيدين
- هوس الاعجاز الحسابي والعلمي والغيبي عند المسلمين
- مسلسل جريمة الختان (19) : ختان الاناث عند مسيحي مصر
- نبوءة القديس شربل: انتهاء الاسلام عام 2047
- مسلسل جريمة الختان (18) : ختان الذكور عند مسيحي مصر
- لماذا يا سامي تكره محمد والاسلام؟
- علموا فكر احمد القبانجي
- مسلسل جريمة الختان (17) : رأي مارتن لوثر
- مسلسل جريمة الختان (16) : رأي توما الأكويني
- أحمد القبانجي – فهم جديد للقرآن: القرآن ليس من الله
- مسلسل جريمة الختان (15) : رأي اوريجين وكيريلوس المصريين
- مسلسل جريمة الختان (14) : رأي يوستينوس الفلسطيني
- مسلسل جريمة الختان (13) : موقف المسيح ورسله من الختان
- مسلسل جريمة الختان (12) : الختان في الكتب المقدسة المسيحية
- مسلسل جريمة الختان (11) : اليهود وختان الاناث
- مسلسل جريمة الختان (10) : الختان الدموي والختان الرمزي عند ا ...


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - صوم وصلِّي رزقك يُوَلِّي