أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد














المزيد.....

باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 21:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد
كتب مروان صباح / ألبير كامو الكاتب الفرنسي قال ذات يوم أنه تعلم الإشتراكية من الفقر وليس من ماركس أي بمعنى أن الفقر هو الجامع بشكل قسري لفقراء العالم بسبب الهموم المشتركة رغم تنوعها والتي تدفعهم في الحقيقة إلى إجتراح أساليب مختلفة في إيجاد معالجات تداوي مشاكلهم وجدت قبل أن يأتوا إلى هذه الحياة لكنها تبقى ضمن المساحات المسموحة لجغرافيا تتوزع فيها الفقراء .
رغم الحداثة والتنامي على صعيد التكنولوجيا والرخاء المفرط الذي يشهده الإنسان من نعم باتت في متناول يديه إلا أنها تبقى الحكاية ذاتها منذ الحدث الأعظم لوجود الإنسان على هذه الأرض لم تتغير بل تفاقمت وأصبحت أشكالها مؤذية بالإضافة أنها مخجلة لكن لم يحرز الإنسان تقدم ملحوظ في معالجة جذورها التي تشابكت إلى حد التعقيد رغم وضع نظريات تصدرت في مختلف الأزمنة بأنها قادرة في تخفيف حالات الفقر ، وبخلال فترات قصيرة ضمن أطر الإحتواء بحيث تُدّرج المجتمعات تحت رؤية التأهيل والتدريب كي تتمكن في معالجة من بلا مأوى ومتشرد وجائع لكنها جاءت عكسية تماماً لما خُطط لها حيث تعاظمت أعداد الوجيعة في العالم وبشكل فظ ليتحول الإنسان أين تواجد عاجز عن تحريك هذه المياه الراكدة في قنوات متعددة لإصابتها بتصلب من نوع غريب جعل البقية في الجانب الأخر أن يكدحوا ليلاً نهاراً بالسعي لتأمين لقمة العيش والمأوى خوفاً من الجوع والتشرد بعد أن أصبحت فوبيا الفقر التي هي أشد تنكيلاً بالبشر من الفقر ذاته .
المسألة لا تقف عند جمعيات خيرية مثل الأم تريزا أو محاولات فردية تصحو عند الشدة ثم تتراخى مع المدة حتى تتناسى بل هي مسؤولية الدولة التي من خلالها تُنّتج مجتمعات قادرة على إحياء تربويات تكبح الغرائز وتقلل الأنانية المتوحشة داخل الذات ، لكن أغلب الدول التي سارت على طريق الديمقراطية ووعدت شعوبها بالرخاء وصرفت أموال لا تعد ولا تحصى على صناعة التسلح بما يكفي لخوض حروب كونية لكنها أغلبها لم تستخدم وصدأة ، بينما كان الأجدر أن تُرشد بقنوات تساعد في مساهمة إنتشال الفرد من القاع الذي وصل إليه بفضلها بل تحوّل إلى ماكينة يعمل دون إنقطاع وفي النهاية يفتقد إلى أدنى الخدمات من التعليم والصحة وأولويات الحياة العادية رغم أن جميع هذه العناوين متواجدة لكنها بصورة فلكلورية لتصبح اليافطة أكبر من الموقع الخدمي فالشعارات التي تتكرر في كل إحتفال سنوي هي ذاتها وقد عبرت وتعبر عن أن المفاتيح التي جربت ولم تفتح الأقفال بل تكسرت فيها تباعاً أوصلتنا إلى هذا الحال بأن فاتورة المياه أصبحت عبئاً والكهرباء شيء من الخيال ليتحول الفرد في البيت شرطي مرور وظيفته ملاحقة أفراد المنزل لتقنين الصرف كي يتفادى صدمة أخر الشهر .
علاقة الحاكم بالمحكوم مازالت داخل النطاق السلطوي وهي في جوهرها غير ذلك تماماً مما يتطلب من أشخاص يمتلكون القدرة الذاتية أولاً كي يؤهلوا المحكومين حضارياً ومدنياً وينشروا تربويات تحررهم من نزعة الاحتكار المتوحش ومن عبادة الذات إعتبارها محور الوجود لأن من يُمارس عليهم القهر لا تنتظر منهم غير المزيد من التأقلم والخضوع بل ينعكس ذلك على من هو تحت سلطته ليصبح القفز طموح لمن يتاح له القفز من سفينة غارقة بعد أن طفح الكيل وتحولت الحياة إلى جحيم وشقاء وتساقطت الأوراق وانقطعت أمطار السماء وحُبس الأوكسجين لصالح قلة تتحكم بشكل غرائزي في مقدرات العالم دون أن تلامس حاجات البشر التي أصبحوا معدومين وتحول الرغيف مطلب والمأوى فردوس من الخيال والجهل مؤكد لسلالتهم القادمة .
لا بأس أن يصاب العالم بزلزال يقلعه من الجذور إذ كانت هناك ضمانة لسلامة تكوين دول فاضلة مضادة إلى ما نحن عليه اليوم من رذيلة أو شقاء مستفحل التي بات الإنسان يشعر بأنه كل شيء ما عدا أنه إنسان ، هذه المجاعات لملايين الناس يبيتون على أمل أن يأكلوا في اليوم القادم رغم أنهم لم يظفروا إلا قيلاً من الخبز كي يغرزوه بكوب من الشاي الساخن بيد أن لهم أخوة يتقلبون طيلة الليل على الجنبين لفرط ما تناوله من وجبات يصعب هضمها كأنهم اعتقدوا بأنها الوجبة الأخيرة ومن بعدها الحرمان الممكن .
لا بد من إعادة النظر في توزيع ثروات العالم كي نصل إلى حيث أدرنا ظهورنا عنهم فهناك من حملوا قبورهم لشدة وقسوة الظروف التي تحيط بهم كالسلاحف وداروا بها الأرض شرقاً وغرباً بحثاً عن حفرة ينامون فيها إلى الأبد .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه
- المعرفة المجزوءة
- اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا
- عجلات لن ترحم
- أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه
- نقدم العزاء لروح ستيفن جوبز
- الموت السريري والنبض الكاذب
- عناق تحت الأرض
- قد يكون المحذوف هي الحقيقة ذاتها
- لم يعد متاح لمن يسبح على الرمل أن يفوز بقطع النيل
- المياه العميقة تمشي ببطء
- مصطلحات موسمية
- سجان توحشت روحه
- خبر ناقص أعرج
- تواطؤ يتغذى من الذات
- من شروط نهوض الدولة نهوض القضاء
- يعيش خارج التقويم
- محكمة ذاتية أقامها لنفسه
- الطرف لثالث
- مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد