أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - في ذكرى غسان: لمن قرعوا جدران الخزان














المزيد.....

في ذكرى غسان: لمن قرعوا جدران الخزان


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 12:01
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



بحكم العادة سأكتب عن غسان كنفاني، فقط بحكم العادة لا اكثر، تلك هي الحقيقة، سأكتب بحكم العادة بعيداً عن الايدولوجيا والفكر الذي أتشدق به بين الحين والأخر على اعتبار أننا نعيش الاخصاء الفكري وبنسبية ما، وبالتالي لا بأس من الاستعراض بالجمل في واقع لم يعد معني إلا بالقائم من العري الأيدلوجي والسياسي.
تكتب بحكم العادة لا بأس!! لكنك إمام كنفاني والمخيم!! دعك من كذبة البساط الأحمر والأمن والآمان، واحذر من ممارسة الدجل على ذاتك يا هذا، الم تسمع بان حبل الكذب قصير، وانك لا تستطيع أن تضحك على نفسك وعلى الناس إلا بعض الوقت.
لأنك لأجيء حلت عليك اللعنة فأنت لا تخضع للقوانين المتعارف عليها، ولا تستطيع الوقوف على قاعدة من الهواء وتنادي في العدم أنها القاعدة الصلبة، قاعدتك واضحة، أن تصرخ في وجه الصحراء وتلعن الصمت المشبوه الذي يجتاح عالمك، لم يعد مقبولا قرع جدران خزانك، حطم خزانك على رأس أبو الخيزران ومعشر المتكرشين والبساط الأحمر.
كنفاني قالها لك، أنت قضية، تذكر انك لست باضحوكة، استخدم ما شئت من السحر الأسود واستحضر ماضيك وبعضاً من عظام الأجداد، مارس ما شئت من الخيال وقولب التجربة، لست مجرد رواية تستعطف بها الشقراوات، لست مجرد صرخة غضب ترتسم على جبهة طفل يقف على مسرح وينطق بحيفا ويافا واللد وصفد، ولست مجرد صوت في صندوق الانتخابات تختار طريقة الذبح أو سمها ما شئت.
كلام يفترض أن يستند للواقع، عليك أن لا تغرق في النظرية واستحضار الصور لتقنع نفسك انك صاحب رواية، الكل يقول انك صاحب رواية، وخاصة المنافقين من أوساطك الذي ينادون بقدسية قضيتك وحقك في العودة وفي الغرف المغلقة يناقشوا مع الأخر الطريقة الأمثل والأكثر حضارية لذبحك باستخدام آخر ما تفتق به العلم من وسائل القتل الرحيم.
هناك بعض المبالغة، لا تتطرف، فأنت اليوم تتصدر المشهد، لقد اقتحمت التشريعي والوزارات
والأجهزة الأمنية، أنت الرئيس والفصائل من يمينها ليسارها، عن أي موت تتحدث وأنت تتحكم بالرأي العام في البلد، أنت الصحفي والكاتب، وأنت السجين والأسير والمبعد، أنت مقابر الأرقام ومقابر الأحياء، أنت المؤسسات ، أنت الانجزة، وأنت الخيمة والفيلا، عن أي موت رحيم تتحدث ،أنت الاقتصاد والسياسة والتأريخ.
تذكر..... ممنوع عليك إلا أن تسبح عكس التيار يا من لعنتك الآلهة وألقت بصخرة التيه على صدرك، تذكر بعضاً من العيون المتعبة ووجع الشتات وأمك التي هجرتها الأحلام، وأشح بوجهك عن الذي يقودك للمقصلة ليستخر الحلم من الجسد، وابق في وجه الحالة وحدق في المجهول وتحدى رمال الصحراء وامن النظر في سمائك وتزود بما يعينك على ما تبقى من أيامك.
لا تخف وارفض بكل من أوتيت كل ما هو طبيعي، وكن على يقين انك الصيرورة ومياه النهر المتجددة، أنت السبب والنتيجة، وأنت الحتمية التي ستخرج من رحم الحقيقة في يوم ما، وأنت الذي عشت زمن الاشتباك في عين الحلوة وجنين وشاتيلا، وأنت اللحم الغض الذي احتضن الأرض واحتضنته قبل اكتمال القمر بدراً، لا تخف لأنك الثابت في زمن المتغير، والفنيق الذي يخرج على اللة مع شروق الشمس يخترق السماء سهماً من حنين.
احمل وجع أصحاب الخزان وأم سعد، وحلق في الزمان والمكان، وتعمد في رمل حيفا، واعد صياغة الرواية، وابصق في وجه العدم وأبو الخيزران، واحذر أن يلوث عالمك ويقودك للتيه، التيه أن تنسى انك قضية، والتيه أن تختصر قضيتك في المخيم وتنسى أن المخيم محطة على طريق الخلاص، تناغم مع التراب الذي هو كنفاني، وتذكر أن كنفاني لا زال حاضراً في زمانك ومكانك.
أربعون عاماً مضت على الرحيل، رحيل يحكي جدلية الحياة والموت، جدلية أن يعمر غسان كنفاني أكثر من قاتلة، وصدى صوته لا زال يتردد في الصحراء، أيها الناس قالها في أيام التيه اقرعوا جدران الخزان، وبشروا الأموات الذين يعتقدون أنهم أحياء بقراءة الحكاية مرة بعد المرة.
هذه الأيام يخرج غسان للقاء المخيم، يلقي التحية على عين الحلوة، ويمسح ما لحق من تعب عن جبين اللاجئين في مخيم جنين، ويحكي لنا من جديد قصة الولد وزمن الاشتباك، ويعرج على الفتيان المعذبين في سجن المسكوبية، فتيان مخيم الدهيشة الذين فهموا جدلية الاشتباك مع الواقع، عرفوا أن التجربة لا تقاس بالسنوات، فامتشقوا الرواية وراحوا يبشرون الناس بالفجر القادم رغم ظلم ذوي القربى، سلام عيك غسان يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث إلى عكا، سلام عليك ممن قرعوا جدران الخزان وحملوا الرواية، سلام عليك ممن لا زالوا يشتبكون مع المخيم ورددوا صدى صوتك ....... الإنسان قضية.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسان حال الموظف: أنا مش كافر
- قناة الميادين: أول ما شطح نطح
- هل هي أجهزة امن.....
- التطبيع الإعلامي: اغتيال شعب
- يا أخي: اربط الحمار....
- قصة مخيم الدهيشة مع الجندي اندريه
- عندما كرمت بيت لحم جعارة وزعول
- لا تنتمي للقطيع: حتما سنعود
- عن الانتفاضة القادمة واللحم المقدس
- إعدام عميل: ماذا بعد
- الانقسام الفلسطيني: أفعى برأسين
- نصف التفاحة الأخر: أقرئكم السلام
- بشار الأسد: سأدخل بك الجنة!!
- اقتصاد الجوع الفلسطيني والرواتب
- هناء الشلبي: وليمة التنين
- عن الذبيح وزمن العطايليه
- عن السوبر ماركت وموقف اللاموقف والمفتاح
- القرد الذي في داخلي يتحداني
- ماكو شي ماكو انتخابات
- جورج حبش: جرده حساب


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - في ذكرى غسان: لمن قرعوا جدران الخزان