أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان أحمد الخريسات - هشاشة الاستبداد














المزيد.....

هشاشة الاستبداد


حنان أحمد الخريسات

الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 01:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الاكتشاف المر في عالمنا العربي أن فئة الشباب التي أحدثت الثورة على حكامها بدءا من : تونس ،ومصر، وليبيا ، واليمن ، وسوريا ، وما سيتبعها من تداعيات كثيرة في المجالات الأخرى ، أنها كشفت عن أنظمة من الاستبداد المتكلس في السلطة ، وان هذه الأنظمة تحكم دولا خاصة تتولى حكمها بمساعدة الأعوان ، وهؤلاء ساهموا إلى حد كبير بل وصل إلى الخيال في السيطرة على شعوبهم من خلال استحكامهم في السلطة ، وأخذوا يمارسون دور الأبوة على المجتمع ، وشكلوا في ذلك هرما أبويا سلطويا يلجأ إلى استخدام العنف في تربية شعوبهم ، وهذا ما ولد الشعور بالانهزام النفسي والشعور بالنقص لدى أبناء المجتمع العربي ، وولد لديهم صفة العجز وان الإنسان المهان لا يخرج لصد الغزو إذا وصل إلى باب بيته حتى لو كان هذا الغزو من ابسط أنواع الحشرات ، إلا أن التاريخ الحقيقي لا يصنعه إلا هؤلاء وهم الفئة المهمشة التي تتواجد خارج تاريخ السلطة المستبدة .
هذه الأنظمة سجلت أرقاما قياسية في جلوسها على كراسي الحكم ، ولم ينجح أي منها في إخراج شعوبها من دائرة المألوف العربي سواء كان ذلك في سياسة الإفقار ، والعوز ، وانعدام الحريات ، وتدني الخدمات ، وانتشار البطالة والفساد ، وطبقت السياسة المعروفة حتى تنجح في السيطرة على شعوبها " جوع كلبك يخضعلك " وهذه الشعوب وصلت إلى مرحلة مشبعة من الفقر والجوع بحيث أصبحت غير قادرة على أن تعض أسيادها لأنها منهكة القوى .
ما هو مستغرب أن الهالة التي وضعت نفسها فيها هذه الأنظمة بدأت بالانهيار مع أول هزة وظهر حكامها عراة بلا أقنعة بعد أن ابتعدت عنهم الملايين من شعوبهم التي تعودت الهتاف لهم في كل المناسبات . وكان ظهورهم بهذه الصورة صدمة للشعوب العربية التي لم تصدق أن قدوتهم في السياسة والحكم هكذا تهاوى ، أو هكذا يتعامل مع شعبه ، فأين هم عن الثورة قبل أن يستشري الداء ؟؟
دخل هؤلاء في مشهد فوضوي بعد ثورة الشعب ونأسف كل الأسف أنهم فهموا شعوبهم في لحظات حرجة ، وأنهم ظلموهم ، وفي الوقت الضائع بدأت صحوتهم والاعتذار لهم ، وتوفير الكم الهائل من الوظائف ، وتوفير الخدمات .
هذه الثورات عكست صورة من التوحد لدى فئة الشباب في المجتمع العربي لخروج قيادات جديدة بدلا من تلك البالية التي باتت لا تسمن ولا تغني من جوع ، إن سقوط مثل هذه الأنظمة المستبدة مشهد عبثي مفرط في الغرابة فمن وقع بين أيديهم قتل ومثل به او التصق به لقب المخلوع ، والآخر نفذ بجلده وهرب ، والباقي ما زال على القائمة .. وعلى هؤلاء ان يحمدوا ربهم أنهم إلى الآن أحياء ، لم تلوث بذنبها الأيدي الحرة التي رفضت حمل السلاح في ثورتها الربيعية ، ولديهم الرصيد الكافي من الوقت لإعادة حركة الاصلاح والتجديد والإيمان بأن الشعب مصدر السلطات .
إن هذا السقوط هو تفكيك لظاهرة الدكتاتورية وهي ظاهرة تاريخية اجتماعية ثقافية كشفت لنا أن مثل هذه الأنظمة ورقية هشة آيلة للسقوط دون أن تحدث أدنى أذى لمن رزح تحت الظلم مالا يعد من السنين التي انقضت من أعمارهم . بل زادتهم تصميما بأن يصلوا إلى التحرر من أوسع أبوابه تحقيقا للكرامة الإنسانية والقيم الايجابية التي حرموا منها في ظل أنظمتهم الاستبدادية المتهاوية...



#حنان_أحمد_الخريسات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هشاشة الاستبداد
- ما بعد اخلاقيات الربيع العربي


المزيد.....




- اتفاق جديد أم تكرار لاتفاق 2015؟ .. شاهد كيف وصف ولي نصر محا ...
- سواريز يثير الجدل بـ-محاولة عض- جديدة
- المجر تحظر فعاليات مجتمع الميم العامة بتعديل دستوري
- رائد فضاء روسي يكشف عن توقعاته حول مشروع المحطة القمرية
- مفاجأة مسقط: لدى طهران 7 قنابل نووية!
- أم فلسطينية تودع ستة من أبنائها قتلتهم غارة إسرائيلية في غزة ...
- تقرير إعلامي: ندوة تقديم إصدار أطاك المغرب “الصيد البحري في ...
- مقتل 3 أشخاص في احتجاجات شرق الهند رفضا لإقرار قانون يتعلق ب ...
- الهجمات -الإرهابية- تفاقم الأوضاع الإنسانية شمال بوركينا فاس ...
- معارك في البر والبحر.. هكذا تصعّد بريطانيا المواجهة مع روسيا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان أحمد الخريسات - هشاشة الاستبداد