أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراعُ المحورين والثقافة الديمقراطية














المزيد.....

صراعُ المحورين والثقافة الديمقراطية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3791 - 2012 / 7 / 17 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صراع محور الدول العربية ومحور إيران سوريا دخل لحظات حاسمة في بؤرة مركزية له، وغدت المذبحة في سوريا تعرية رهيبة لثقافة فاشية ليست لديها أي رحمة بالإنسانية.

الدول الشمولية الكبيرة والحركات السياسية التابعة لها في قارة آسيا حيث الدولة والجيش والمخابرات في نسيجٍ واحد تباينت بين المحورين، ثم تركزَ أغلبُها في المحور الإيراني السوري مع دعم قوي من روسيا.

ميراثُ الثوراتِ الشعبية انتكس وصعد ميراثُ الإصلاح الليبرالي الديمقراطي، وثوراتُ روسيا وإيران والصين وسوريا ارتدتْ عباءات أنظمة عسكرية ذات قوميات وطوائف مقهورة وعجزتْ هذه الأنظمة عن تفكيك هذه الكيانات السياسية الاجتماعية المعقدة.

مقاربة الليبرالية والديمقراطية والتسامح والشفافية وتعاون القوميات والطوائف وزحزحة الدولة الكلية ذات الصوت الشامل، لم تقم بها، وقامت ببعض مهماتها بعض الدول العربية، وعبرتْ الثوراتُ العربية عن تصعيد هذا الجانب.

فثمة ثوراتٌ فشلت وتحولتْ لدكتاتوريات وثمة اعتدالٌ تحول لثوراتٍ واعدة بديمقراطية وصفحة مختلفة عن شموليات آسيا الفظيعة.

حدث المفصل الناري في سوريا، وتوزعت الجهتان توزعاً حاداً يكاد يقاربُ حرباً شاملة. لكن دولاً كبرى لا تريد مثل هذه الكارثة الكونية وهي واقعية في هذا.

ويكفي تفاقم المجازر في سوريا ليوضح الطابع الفاشي الذي تغلغل في بعض هذه الدول والحركات، فأصبحت إرادةُ الانتصار لنهجٍ فاشل متدخل توسعي هي الهدف في حين لا يهملا سحل شعب.

نهجُ الإمبراطورية الشمولية العنيفة كما هُزم في الغرب يُهزم في الشرق، وآلةُ الدولةِ الاقتصادية الكبيرة الربحية المتداخلة مع جيش اقتصادي مخابراتي، في مجتمع القوميات والطوائف المضطهدة، نهجٌ لم يُحلْ عبرَ انفراج ديمقراطي تدريجي ونشر ثقافة تنويرية عقلانية إنسانية بين شعوب هذه الدول.

ولهذا فإن محورَ إيران سوريا يتمدد والثقافة الدموية في روسيا والصين باسم الثورة تتماهى مع ثقافة السحل في إيران وتتوهجُ وتتوجُ في سوريا.

غدا المحور ليس مناطقياً بل عالمياً يعبر عن صعوبات التطور في شموليات آسيا الكبرى، وحيث الجماعات الخاصة الحكومية لا تستطيع فك الارتباط مع أجهزة الحكم.

وهذا الملمح يدخلُ حتى في تكوين بعض الدول العربية التي لا تستطيع أن تقوم بالمهمات الليبرالية والديمقراطية بعمق، مما يجعل المحور الآخر يستغلُ موادَ الهياج الشعبية ويمحو بها الحدودَ السياسية والفكرية الفارقة بين المحورين.

موادُ الكذبِ والتزييف وثقافة غوبلز وزير الدعاية النازي تُنفَّذ الآن: (اكذب واكذب حتى يصدقك الناس). فلم تقم هذه الدول بمعالجات عميقة لتمركز سلطة المال والعسكر، وغدت مسائل الدعاية الصاخبة هي السائدة بدلاً من ثقافة النقد الذاتي والمراجعة والقبول بالآراء الأخرى، والتعصب المتشنج ويتم تغذية العامة بها ودفعها لروح حربية خطيرة على مستقبل الشعوب، وفيما روسيا والصين بارعتان في البحث عن مكاسب والتخلي عن الخاسر، فإن الحكومتين في إيران وسوريا وضعتا نفسيهما على حافة البركان جارّتين ذيولاً حركية وسياسية ودعائية إلى حومة التشنج، مستغلتين روابطهما وتباين مواقف الدول العربية ومستويات تطورها ومشكلاتها وعدم تجذر الإصلاح فيها، واختلاف مصالحها لمواصلة المجزرة في سوريا.

لهذا ستكون المشكلة اكبر غداً في وضع النظام الإيراني وتأزمه التاريخي، كما ستكون مشكلة روسيا الاتحادية أكبر بكثير، فغدت مسائل معالجات التاريخ الآسيوي الشمولي مطروحةً بقوة على جميع هذه البلدان مما يجعل القرن الواحد والعشرين هو قرنُ تفكك الدول الكبيرة عبر حروب وثورات داخلية رهيبة إذا لم تقم القوى السياسية الاجتماعية بمراجعة ذلك التاريخ الطويل من أسر الطبقات والقوميات والأديان والمذاهب.

ولا شك أن وقف مأساة سوريا هي البداية لمعالجة ظروفها، وإذا لم تقم بذلك وتوقعت الانتصار على الشعب السوري وساهمت في ذبحه فسوف تُوضع هي كذلك على أجندة شعوبها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقارباتُ الديمقراطيةُ مطلوبةٌ
- بين قطبينِ اجتماعيين مختلفين
- الدينُ والاشتراكية (٢-٢)
- الدينُ والاشتراكية (١-٢)
- ديمقراطيةٌ من دون برجوازية
- الطريقُ الجنوني للديمقراطية
- التنويرُ الاجتماعي
- مشكلاتُ الفوائضِ الاقتصادية في الدول الخليجية
- تداخلُ الاشتراكياتِ الخيالية
- التثقيفُ الذاتي والحقيقة
- تفكيكُ وحدةِ العمال
- تدويرُ رأسِ المال الوطني
- اشتراكيةُ الفقرِ واشتراكيةُ الغنى
- التحركات الاجتماعية والاقتصاد
- الثورةُ السوريةُ.. بطولةُ شعبٍ
- تحولاتُ العاملين بأجرٍ في الخليج (٣-٣)
- تحولاتُ العاملين بأجر في الخليج (٢ - ٣)
- تحولاتُ العاملين بأجرٍ في الخليج (١)
- القرنُ السادس عشر والسابعُ عشر العربيان
- انتقالُ الصراعِ المصري داخل الدولة


المزيد.....




- مصدر يُعلق لـCNN على تصريحات روبيو حول أوكرانيا: يُعبر عن -إ ...
- الاستخبارات الأمريكية تفرج أخيرا عن 10 آلاف صفحة حول قضية ا ...
- ذعر في جامعة فلوريدا بعد حادث إطلاق نار خلّف قتيليْن ومعلوما ...
- -هل يمكن أن يتعرض المواطن الأمريكي للترحيل تحت إدارة ترامب؟- ...
- تقلص مساحة قطاع غزة وازدياد الاستيطان في مراعي الضفة الغربية ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تسعى إلى وقف كامل لإطلاق النار بأوكرانيا خ ...
- موسكو تستعد لموسم السياحة الجديد لعام 2025
- مصر.. الداخلية ترد على مزاعم الاعتداء على محتجين داخل السجون ...
- مصر.. هيئة سكة الحديد تكشف حقيقة اندلاع حريق في قطار روسي
- إعلام: ويتكوف عقد اجتماعا غير معلن مع رئيس الموساد بشأن إيرا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراعُ المحورين والثقافة الديمقراطية