سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 15:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من سمات مجتمعاتنا تعاملها مع الحدث فى سخونته ثم ما تلبث أن تهدأ الأمور ليطل حدث آخر تتفاعل معه لتنسى الحدث الأول ثم تعاود الكَره والسقوط مرة أخرى لتستمر المسلسلات الدرامية فى التكرار - فهل يرجع هذا إلى أننا شعوب تحب الدراما ومشاهدة المسلسلات القديمة مرة ثانية دون أن ينتابها الملل , أم لأننا لم نعالج القضية وإكتفينا ببعض الضمادات ليبقى الجرح على حاله مُتقيحاً , أم أننا كائنات بلا تاريخ , أم أن مثقفينا يستهويهم التعامل مع الأحداث الطازجة الساخنه لتُختزل قضايانا فى إطلالات على برامج التوك شو , أم نحن شعوب تدفن رؤوسها فى الرمال لتبحث عن أى شئ يخرجها من أزمتها فلا تفضح هوانها فنحن أصحاب أخلاق وتراث عتيد وكل الأمور تمام يا ريس وماحدث ما هو إلا سلوك شاذ من فئة ضالة منحرفة فدعونا نذهب للنوم اللذيذ .
يأتى هذا التشخيص على خلفية مقتل الشاب "أحمد حسين عيد" على يد جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بمدينة السويس فى أول حادثة قوية تتناولها وسائل الإعلام كوجبة مثيرة تقدمها للجمهور الذى أدمن التسلى بمسلسلات درامية من هذه النوعية .. دعونا نتعرف على تفاصيل قصة مقتل الشاب أحمد حسين عيد وسنستقى أحداثها من رواية القاتل نفسه حتى نرى الصورة كم هى بشعة مهما حاول القاتل ان يخفف من وطأتها - ففى البيان الذى حمل رقم 10 عن جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بمدينة السويس جاء فيه : أنه فى ساعة متأخرة من فجر أمس، وأثناء استقلال عضوين من أعضاء الهيئة لدراجة بخارية، وأثناء تفقدهما لقطاع "بور توفيق" بمدينة السويس، لاحظا وجود أحد الشباب كان يقف مع إحدى الفتيات على جانب الطريق ، بالقرب من موقف سيارات أجرة، مما استدعى نزولهما لسؤاله عن سبب تواجده فى تلك الساعة المتأخرة من الليل مع الفتاة، وعن العلاقة التى تربطه بها .!
وزعم البيان أيضا أن الشاب فى البداية عرف نفسه بأن اسمه أحمد حسين عيد طالب بكلية الهندسة، والفتاة خطيبته، "أى أنها أجنبية عنه والعياذ بالله"، وبسؤاله عن ما يثبت ارتباطه الرسمى بتلك الفتاة أشار لهما الشاب بدبلة من الفضة فى يده "لا تغنى ولا تسمن من جوع"، ولا تفيد بشىء، مما أقنع أعضاء الهيئة الكرام بضرورة إنقاذ شعيرة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى ذلك الشاب الذى تواجد مع امرأة أجنبية عنه، بغير ذى حق ولا عقد وفى ساعة متأخرة من الليل.
وذكر البيان "أن أحد أعضاء الهيئة قام بإخراج عصا من الخيزران الخفيف، وكان ينوى ضرب الشاب بها ضربة خفيفة لا تؤذى، ثم نهره ونصحه بعدم الإتيان مرة أخرى بمثل ما أتى من مخالفة لشرع الله ومعصية لأوامره... وتابع البيان أن الشاب ثار وارتفع صوته، وقام بدفع عضو الهيئة على الأرض، وحاول الاعتداء عليه، فما كان من العضو الثانى إلا أنه أخرج العصا الكهربائية، وقام بمحاولة ردع الشاب، ومحاولة حمله على التراجع عن عدوانه، إلا أن الشاب استمر فى ثورته، وقام بتوجيه السباب بأقذر الألفاظ لأعضاء الهيئة، وسخر من زيهم الإسلامى وارتدائهم الجلباب القصير، فاضطر بعد ذلك أحد أعضاء الهيئة لإخراج سكين كان يحمله معه لأغراض الدفاع عن النفس، وقام بضربه بها فى قدمه ضربة خفيفة لم يقصد منها إيذاءه.!!
هذه هى القصة على لسان القاتل الذى لم يفلح تجميله وتبريره من تخفيف حدة جريمته البشعة لتغرق أجهزة الإعلام والمثقفين وقوى المجتمع المدنى بالتنديد والإستنكار والبكاء أمام هذه الجريمة النكراء التى أتت على هذا الشاب الجميل ليُقتل غياً ولكن الأمور ما لبست أن هدأت ليبقى الجرح غائراً فى جبين مصر ولننصرف فى التعاطى مع حادثة أخرى مثيرة.!
تعمدت ان أنتظر هذا المسلسل بعد أن بردت سخونته لأراقب ردود الفعل وأراء المُثقفين والمُنددين والمُبررين لأجد ان الأمور لم تزيد عن الإستنكار والتنديد وتبرئة الدين الحنيف من هذه الفئة المتعصبة الشاذة ليبقى الجرح كما هو يتقيح ويفرز صديده بل يمتلك القدرة على إنتاج نفسه مرات عديدة لنمارس البكائيات التى إعتدناها فى كل مرة لنصل فى نهاية المطاف إلى حالة من التبلد سيصبح فيها التعدى على حرية وكرامة الآخرين شئ مألوف لنرسخ وجودنا كمجتمع متخلف بين الأمم لاتعتنى بالحريات و القانون .
سأنصرف عن مقتل الشاب المصرى والذى سبقه مقتل موسيقيين بالشرقية على يد نفس الجماعة ولكن فرع محافظة الشرقية .. فمن الأهمية بمكان تناول الفكر الذى ينتج هذا بدلا من من التوقف عند المشاهد والغرق فى صورها وهذا ما يستحى مثقفينا وكتابنا التعاطى معه فيديروا ظهورهم إما جهلاً أو خوفاً أو نفاقاً ليحركوا بعدها إسطواناتهم المشروخة بصب اللعنات على هؤلاء المتزمتين المتعصبين الذين يشوهون سمعة الدين وينتهكون الوطن دون أن يقتربوا من ينابيع الفكر الذى أنتجه .!!
لم يسأل احد نفسه هل جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بدعة ابتكرها هؤلاء المتزمتون أم أنها فى صميم الدين بل هى حق وواجب على كل مسلم أن يُفعلها , فهذا النهج مُطبق وله مؤسسات فاعلة ونشيطة فى المملكة السعودية وأفغانستان والسودان والصومال تمارس حضورها وفعالياتها فى الشارع بشكل علنى ومقنن وتتقاضى رواتبها على ذلك .
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو من صميم النهج الإسلامى وليست شئ طارئ وقد أسس نهجه نبى الإسلام بقوله : "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ". رواه مسلم - ليأتى تفسيره من أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ بقوله : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقُولُ: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ)) يا مَعْشَرَ المُكَلَّفِينَ ((مُنْكَرًا)): شَيْئًا أَنْكَرَهُ الشَّرْعُ وَمَنَعَ عنهُ، وَمَعْرِفَةُ المُنْكَرِ وَمَرَاتِبِهِ وَمَرَاتِبِ الإِنْكَارِ عَنْهُ يَحْتَاجُ إلى عِلْمٍ كثيرٍ. ((فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ)) إنْ كانَ مِمَّا يُمْكِنُ تَغْيِيرُهُ باليدِ؛ غَيْرَةً للهِ تَعَالَى، وَقِيَامًا بِحَقِّهِ، ((فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ)) إِنْكَارَهُ بِلِسَانِهِ لِعَجْزِهِ، ((فَبِقَلْبِهِ))فَلْيُنْكِرْهُ بِقَلْبِهِ، وَلْيَكْرَهْهُ كَرَاهَةً شَدِيدَةً مِنْ حيثُ إنَّ فِيهِ مُخَالَفَةَ رَبِّ الأَرْبَابِ، ((وَذَلِكَ)) الرَّجُلُ الذي لا يَقْدِرُ إلاَّ على الإنْكَارِ بالقَلْبِ، ((أَضْعَفُ)) أَهْلِ((الإيمانِ)) إِيمَانًا، حيثُ لَمْ يُمَكِّنْهُ رَبُّهُ مِنْ وَظَائِفِ أَرْبَابِ الْكَمَالِ..وقَدْ زِيدَ في بعضِ الرِّوَايَاتِ: ((وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ حَبَّةُ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ)).
يأتى هذا الحديث وماتلاه من تفسير ليعطى الحق فى تغيير المنكر باليد للمسلم , فلا يتوهم أحد ان هذا خاص بالدولة بتنفيذه كما يروج لذلك المخففون من وطأة الحدث فى المجتمع المدنى , فيحق لأى مؤمن أوجماعة مؤمنة تفعيله وممارسته والذى يؤكد هذا هو الحديث نفسه الذى يعطى تصريح وواجب عام بالقول " من يرى " فهو موجه لعامة المؤمنين ثم تحديده دفع المنكر باللسان، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان والدولة كجهة مخولة بتطبيق النهى عن المنكر لن تمارس فعلها بالقلب واللسان !!.. وتزداد حجة وحماس المهووسون فى تنفيذه عندما يرى الدولة تتقاعس عن تنفيذه .
* دفع المنكر كمنهج وصاية ينتهك إنسانيتنا وكرامتنا ويدفعنا نحو التخلف .
لا أميل فى نقدى لتناول ظاهرة والغرق فى ملابساتها وصورها ليأتى الصراخ والعويل بعدها وكأن هذه القصة سقطت علينا من السماء فلا يوجد لها فكر وجذور انتجها ,, لذلك سنعتنى بالفكر والنهج الذى ينتج الظاهرة والحدث ولن يعنينا جدالات حول هل النهى عن المنكر امر تُنفذه الدولة بأجهزتها أم يحق لأى جماعة مؤمنة ان تُطبقه حتى لا نغرق فى مستنقع التبريرات والتفسيرات مثلما غرق المثقفين الذين توقفوا عند إستنكار قدوم نفر من جماعة الأمر بالمعروف بقتل الشاب المصرى لتتميع القضية وتفقد بوصلتها فتدور معارك غبية وسط دخان كثيف تصرف النظر عن منهج فكرى ينتهك حرية وكرامة الإنسان فلا يُدان ولا يُطالب بعزله وتجريم من يفعله .
فكرة النهى عن المنكر منهج أصيل فى مجتمعاتنا العربية لم يفارقنا على مر التاريخ , والصور التى نجدها فجة فى ضرب المطوع للمارة فى الشارع لحثهم على الصلاة أو جلد إمرأة تلبس بنطلون أو تحطيم محلات الأدوات الموسيقية هى صور تظهر عندما يتصاعد الموروث الثقافى الدينى ولكن جين الوصاية متغلغل فى أجسادنا وله ممارسات عديدة منذ القدم فلا يترك أى تمظهر فى حياتنا إلا ومارسنا فيه الوصاية على أطفالنا وأفراد اسرتنا وعلى المرأة الأم والأخت والزوجة والإبنه , وعلى الجيران والعشيرة والقبيلة وكل ما تطوله يدنا , ليمارس القوى دور الوصاية والقهر لمن تحت يده فى منظومة مجتمعية تمارس هذه الوصاية بفاعلية قوية كالسمك يلتهم فيها الكبير الصغير فلا تتوقف عند هذا الغى ولا تلفظه بل تحتضنه وتعتبره من سمات ثقافتها التليدة التى تتفاخر بها بين الأمم .!
نحن شعوب تعيش تحت نهج الوصاية فلا تعرف معنى وقيمة للحريات العامة والخاصة والمصيبة أننا تعودنا وتأقلمنا مع هذا النهج بل المصيبة الأفدح أننا إعتبرنا أن من حق الآخرين ان يخترقوننا ويدسوا أنوفهم فى حريتنا ويهيمنوا على سلوكنا !!.. الكل يمارس منهج الوصاية فيمن تطوله يده غير محترم الحق فى الحرية فلا يوجد هذا الهراء الذى ينعوته بالحرية فى قاموسنا العربى بل منهج وصاية وإقحام وإقتحام ودس الأنوف فى الحرية الشخصية للآخرين .. لنجد انفسنا فى النهاية أمام منظومة إجتماعية يضربها السوس من كل جانب والطريف أنها ترى ان هذا النسق الثقافى متميز فلا تُدرك مدى إنتهاكه .!
دوائر الوصاية فى نهج "النهى عن المنكر" تمتد ليمارس الكل إقحام أنفه فى الشأن الداخلى للآخرين فها أنا أراقبك أنك لا تصلى فإن لم تذهب للصلاة فيحق لى ان أضربك بالعصا .. وها أنا اريد التأكد من هوية المرأة التى تسير معها فى الطريق فلتبرزوا بطاقات هويتكم فإذا كانت أجنبية فلتنصرفوا بعد أن الهب ارجلكم بالسياط .. وها أنت تفكر بصوت عال لتبوح بالكفر فلأدق عنقك , وها هأنت تعارض شريعة وأمر الله والحاكم فلأصلبك من خلاف بعد أن أفقع عيونك .
منهج الوصاية الذى تأسس على " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده " سمح بكل دوائر الوصاية والتحكم لإنتهاك حرية وكرامة الآخرين لتبدأ الدوائر من سطوة الأب على أبنائه لتمر بوصاية الجيران على بعضهم البعض لسطوة كبير العائلة والعشيرة إلى الحاكم فالكل رعية يلزم ان نهيمن عليهم وندس أنوفنا فى حياتهم ونراقب سلوكهم ونفرض ما نراه صالحا لذا إنقردنا بأكبر نسبة بصاصين فى العالم تمارسه فى الغالب بلا مقابل .!
منهج " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده " يجد صدى فى داخلنا ليس لكونه توصية من نبى الإسلام لنموذج الإنسان المسلم فهذا الأمر لا يعنى أكثر المسلمين تزمتاً وتعصباً بل لأنه يحقق متعة السادية فى الهيمنة على الآخرين وتفعيل العنف فيهم قولاً وفعلاً , فلا تقل أن الذين قتلوا الشاب المصرى لأنه كان برفقة فتاة أجنبية لم تقنعهم الدبلة الفضة التى يرتيدها فسارعوا بضرورة إنقاذ شعيرة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر على حسب زعمهم .. إنها الرغبة القميئة فى السادية وفرض الهيمنة والسطوة على الآخرين والتلذذ بإذلالهم وممارسة العنف عليهم .
لا يقول أحد أننا يجب أن نكون جزر منفصلة فلا نتفاعل ولا نمارس دورنا فى التوجيه ولكن فليكن باللسان والقلب الذى يعتبر أقوى الصور الحضارية فى التعبير وليس أضعفها كما يرى نبى الإسلام فأنا من الممكن أن ألفت انتباه إنسان على خطأ محاولاً إقناعه وله كل الحرية أن يقبل به أو لا يقبل لأنصرف لحالى بعدها كما يحق لى ان أتوقف أمامه ولكن شريطة أن تنال حريته من حريتى , كما أن هناك ثوابت فى الحريات الخاصة يكون الخوض فيها بالقول أمر خطأ تنتهك فيه حرية الآخر لتعتبر تطفلا لا يحق التدخل فيه كأن يكون لأحد علاقة مع إمرأة لنتدخل نحن فى رفض هذه العلاقة محاولين ردعها أو تخطيط مسارها .
لا تسأل لماذا ابتلينا ومازالنا نُبتلى بحكام مُستبدين وطغاة فنحن تعودنا على منهج الوصاية بل تلذذنا بوصايتهم فعبد الناصر وصدام والقذافى وتلك القائمة الطويلة كانوا يمارسون سطوتهم ووصايتهم ودفع المنكر باليد كما يرونه فلم نتمرد عليهم بل وصل بنا الحال سوءاً اننا كنا نحبهم ونعشقهم ونغنى لهم ونتمرغ تحت نعالهم بل تباكينا مراً على رحيل جمال عبد الناصر فمن بعدك سيكون الوصى علينا ونحن من احببنا التمرغ فى وصايتك .!
الأديان لا تقوم لها قائمة بدون منهجية الوصاية فهى ليست فكر وفلسفة لك ان تقبلها أو ترفضها بل نهج حاد فى التعاطى الفكرى فإما تكون مؤمناً أو كافراً , إما معنا أو علينا , وعليه سيكون هناك موقف منك .. ولا تكتفى الأمور بهذا الحد لتمارس الوصاية على التابعين من خلال المؤسسة الدينية لتتدخل فى السلوك والحرية الشخصية للإنسان وتحاسبه لنجد الشريعة كنهج وصاية يعضدها سلطة الكهنوت والشيوخ وما لهم من تأثير وفقا لما يتاح لهم من ظروف مجتمعية تسمح بتصاعد حضورهم وهيمنتهم فى حالات تأزم الأمم وإنهيار مشروعها الحضارى , لتبقى الخطورة دوماً فى حراس المعبد سواء من المسجد أو الكنيسة فى قهر المجتمع وتزداد الخطورة عندما تفتح المجال لمليشيات وأفراد أن تدس أنفها فى الآخر نافية حريته وكرامته ممارسةً قهره .
يوجد جين خطأ فى أجسادنا .. جين ممتد من ألف وربعمائة سنه أو يزيد إعتدناه ولم نفهمه وبالتالى لم نحاول أن نعالجه بل كرسنا لوجوده ومنحناه الغذاء الكافى لينمو ويترعرع ليتواجد من خلال ممارسات وصاية نمارسها على كل من تطوله يدنا وتحت سطوتنا , لنقحم انفسنا عليه ونلغى حريته وكرامته لنبدأ بقهره تحت عباءة الدين التى تمنحنا فرصة ذهبية لممارسة السادية ومتعة القهر وممارسة العنف ليجد المعقدون نفسيا غايتهم وسلواهم لممارسة بشاعتهم بدم بارد ولذة يتم تأمينها .
عندما تنتهك حريتنا وكرامتنا فى أمور خاصة بنا لنجد من يقتحمنا فى كوننا لا نصلى أو نرتدى البنطلون أو نستمع للموسيقى أو من تعزف عن لبس الحجاب والنقاب فهل يمكن أن نتصور بأن الإنسان بعدها ستكون لديه توقف عمن ينتهك حريته الفكرية وحقوقه السياسية أم أنه تعود الإمتهان والإختراق فالأمور لا تستحق فقد فرط فى حريته كإنسان فليس من المعقول أن يقف أمام من يمسك بالعصا الغليظة .
هل أدركنا لماذا نحن مُنتهكون إنسانيا ولماذا التخلف يرعى ويجد سبيله لدينا .. إنه فى داخلنا .. فى جينات الوصاية التى نتجرعها ونمارسها .. فى منهج حياتى إستمد ثقافته من الماضى متشبثاً به لا يريد أن يفارقه .. منهج لا يعتنى بحرية الإنسان وكرامته .
دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)