اسراء الجزائري
الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 09:12
المحور:
المجتمع المدني
الوحشية البشرية ....موروثة,,كامنة او مكتسبة
غالبآ ما تتعارض افكارنا,مبادئنا,انتمائتنا,وعاداتنا,مع الاخر المختلف وكذلك احكامنا على الامور وردود افعالنا تختلف بختلاف سعة ومرونة مداركنا,وتقبلها للاختلاف,لاننا مختلفين ولان سياسة الوجود تقوم على الاختلاف والتباين,فاننا من الطبيعي ان نجد اشخاص يختلفون عنا,لايؤمنون بمعتقداتنا ولايمتثلون بعاداتنا,الا ان الهوة لاتكمن هنا بل تكمن بردت الفعل عندما نجد شخص يختلف عنا,فالاختلاف لايعني التصادم او الاحتدام,او سبب للاقصاء والنفي,لانه فلسفة من فلسفة الكون واساس من اسس التعايش...
لذا ان الانماط السلوكية البشرية لاتكون مبررة غالبآ عندما ماتتخذ من الاختلاف صفة عدائية مكللة بالعنف والمواجهة,وذخيرة تتجه لها عند ضمور سائر اسلحتها,بتوظيف آليات الدمار واتخاذ من الذكاء الانساني وسيلة لتغلب على الخصم ودحره,فالعنف هو الاستخدام الغير عادل للقوة من قبل الافراد,وهوكل فعل او لفظ يحمل بطياته قسوة مفرطة والايذاء متعمد تجاه الاخر,ربما يخيل للبعض ان العنف والعدوانية والقدرة على القضاء على الاخر المختلف,نوع من انواع الفطنة وشكل من اشكال تطور الجنس البشري,حيث يعتقد احد الفلاسفة ان اصعب الجرائم يرتكبها اشخاص غاية في الذكاء والابداع لانهم يمتلكون قدرة على خلق نوع من المبررات والدوافع لافعالهم,وبطرق مختزلة للوصول لغاياتهم,ولهذا فان الحمقى والاغبياء لايرتكبون الا الجرائم التي تتناسب مع حجم افكارهم ونموهم العقلي,وهذا ما توصل له احد المفكرين (ويلز),حيث كان يؤمن بشدة ان الجنس البشري يمكن هدايته بالاقناع والذكاء,لان البشر لايقدمون على افعال الا اذا امتلكوا لها دوافع كافية تدفعهم للاقدام على هكذا سلوكيات شائنة وبالبحث عن هذه الدوافع ومكنوناتها يمكن ردعهم او هدايتهم.........
فالعنف المتمثل بالاجرام موجود على مر العصور البشرية ولاسباب قد تتشابه وتتباين لحدما,الا انه لايخلو بكل الاحوال منها,فالعنف جانب من جوانب الفطرية عند الكائنات الحية,حيث تعتبر فلسفة العنف احدى الوسائل الدفاعية لدى الحيوانات بل اغلب الكائنات,حيث لكل منها اساليبه ومسبباته,لذا اعتقد ان السبب الرئيس لعنف الجنس البشري يكمن بعودته لطبيعته البدائية الاولى عن طريق انغماس بذاته الفطرية للبحث عن بقايا الارث الحيواني الكامن فيها,فكلما كان الكائن البشري منغمسآ بذاته كان اعتى عنفآ وظلمآ ووحشية يمكن ان تصلها الذات الانسانية من الموروث الحيواني,حيث يرى بعض المفكرين الذين اتجهوا بأرائهم نحو دافع اخر لجريمة ووالوحشية البشرية,بنظرية الميول الطفولية للانسان,حيث يعتقد فرويد ان المجرم هو شخص تغلبت ميوله الطفولية على عقله وادراكه لذا سعى للاختزال والاختصار للوصول لمقصده ومبتغاه من دون تقدير محكم لعواقب الامور,او تخطيها حسب الطرق المعتاد بنسبة للاشخاص الطبيعين,حيث ذكر في احدى اعماله ان الطفل يمكن ان يدمر العالم لو اتيحت له فرصة لذلك,فيمكن ان يبقى الشخص حتى بعد البلوغ يعيش بدوافع طفولية تتجهه به لانتزاع كل ما يرغب ولو لم يكن له الحق بذلك,فأعتى الطغاة بحقيقتهم هم اشخاص انغمسوا في كيانهم الذاتي دوان اعتبار لاي احد من حولهم,حتى بلغوا الذروة وكانوا محل دراسة وتحليل من قبل العلماء والمفكرين,حيث كيف يمكن لبني البشر التعدي على حدود ذواتهم الانسانية والاستسلام لمكنون رغباتهم بهواجسها الغريزية المتمثلة بجموح رغبتهم بتسلط او التملك او الاستعباد,حتى تصور احد الفلاسفة منذ قرن من الزمن ان البشر اذا بقوا يتصرفون بهذه الوحشية والقسوة والعنف المفرط مع بعضهم البعض فانهم حتما سيسيرون لامحالة لابادت ذواته جذريا ولن يبقى لهم اثر يذكر على وجهه الارض,وان الوحشية النازية هي دفعت به لهذا الاعتقاد كونها اهم منعطف تاريخي تعدى حدود التصور لما وصلت له من بشاعة,اعتقد ان هذا الفيلسوف لو عاصر وقتنا الحالي لكنت متأكدة حد اليقين انه سيعلن تغيير اراءه وافكاره جذريآ ولربما ايد النازين كذلك من يدري؟؟؟؟لاننا في وقتنا الحالي نواجهه اعداء للبشرية من طراز يفوق حد الخيال ويخرق جميع الموازين فكل ما ذكر سابقا لم يكن الا شكل طبيعي لجريمة الفطرية المنظمة وفق القوانين الطبيعية بل حتى الوضعية,ف الجاني طرف واضح والمجني عليه الطرف المقابل يكون بحكم قانون الجريمة الجاني مجبول بفطرته المشوهه على السير باتجاه رغباته فاقد السيطرة على ذاته مستسلما لها للوصول بشتى الطرق لمبتغاه,اما في وقتنا الحالي فالموازين ليست مختلة فحسب ولكنها مبهمة كليآ ويكتنفها الغموض بسائر الاحوال دون الركون لنتيجة حتمية قطعية يمكن الاستناد عليها بشكل يقيني,فنحن نعاصر مجرم متخفي بأهداف غير معلنة,يبحث عن عدو مبهم؟من يحارب ولمصلحة من؟؟لااحد يعلم ولكن كل مايمكن ذكره او التوصل اليه انها ابلغ واعتى مستويات الاجرام البشري التي وصلت اليها الذات البشرية وذلك بقتل الجاني نفسه قبل المجني عليه وقبل حتى محاسبته او السؤال عن دوافعه او حتى بلوغه لغايته من القتل,لاشيء يتحقق مما ذكر فمسالة تفخيخ النفس هي اعلى مراحل تطور الجريمة وابشعها على الاطلاق لكونها تحدث دون علم بغدر ومن دون مواجهة اوالمسببات يقيينة واضحة,ولكنها مع ذلك لاتخلو من كونها موروث حيواني,فما اثار دهشتي حقا ان هناك مجاميع من الكائنات الحية تقوم بعمليات اجرامية مماثلة لمجرمي البشر,وبالطريقة ذاتها لعل البشر الذي اكرمه الله بخلافة الارض ومنُة عليه بنعمة العقل بات الان يتبع الحيوانات وبقية الكائنات بأساليبها الدفاعية,غاض البصر عن كل ما يميزه عن سائر الكائنات الاخرى من ملكية ذهنية ووعي وقدرة على تمييزوتطوير والاستمرار,حيث تمتاز احدى الكائنات الحية بقدرتها على مداهمة مستعمرات اعدائها خلسة بعد افرازه مادة سامة من غدد واقعة بدماغ ثم يقوم بتفجير نفسه بدقة متناهية بعد علمه بانه محاطة بشكل شبه كامل بجيش العدو,,,,ويعرف هذا النوع من الكائنات الحية ب(بنمل الماليزي)واتخاذ مثل هذه الاساليب في القتال بالغ الوضوح وشائع في الوقت الحالي,خصوصا ان اساليب الصراعات البشرية بدات تخرج من طور الطبيعي والمحدد له خارقة كل معايير والمقاييس والايهام بتحديد هوية العدو والهدف من الاعتداء,كأن يقوم المجرم بتثبيت حبوب شبه مخدرة بين اسنانه تعمل على خروج مادة رغوية كثيفة من فمه توهم المقابل بأنه مات او اوشك على ذلك حتى يطمئن منه ثم يبدأ بالانقضاض عليه او اظهار اسلحته وهذه طريقة شائعة يستخدمها اغلب مجرمين حاليا,وهي ذات اساليب الدفاع المودعة فطريا بحيوان (الابوسوم),,(احدى الحيوانات المنتشرة بامريكا الجنوبية),,ان صيغة العدوانية وسمة العنف امر وارد بسائر التجمعات البشرية,فالعنف والاجرام عبارة عن نظرة شمولية لمجموعة اختلالات وتناقضات كامنة بالهياكل الاجتماعية والاقتصادية والدينية والسياسية,التي ينتج عنها غياب التكامل الوطني داخل المجتمع وسعي بعض الاقليات للانفصال,او غياب العدالة الاجتماعية,والتي ينتج عنها بأي شكل من الاشكال صورة للاجرام البشري, فالحيوانات تصبح شرسة كوسيلة لدفاع اوالنجاة,بينما البشر يتقلدون العنف غاية للمكاسب ووسيلة للقضاء او التلذذ,وعلى هذا الاساس يتم التعامل مع هذه المشاكل ووضع تدابير علاجية لحلها او وقائية لتفاديها,فتبدأ الفلسفة القضاء على العنف والاجرام من البحث في مكنون اهدافه ونوازعه,فالمصيبة العظمى تكمن ان كانت دائرة العنف الجرمي تدور بومضات مبهمة وتتمسك بهواجس مشوشة,متشظية وقابلة لتأويل وتحوير نظرآ لارتباطها بعالم من خيال!!!!!لتكون بآخر المطاف دائرة اجرام من دون اهداف,سوى هدفها الساطع وهو القضاء على الجنس البشري,فالقضاء على العنف بات من اهم اهداف المستقبل لان المنظومة البشرية قد ادمنة اللجوء اليه او ممارسته.
#اسراء_الجزائري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟