مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 10:09
المحور:
الادب والفن
نص
في المساء المعتدل
تبدو جرش القديمة مستلقية في التاريخ
تظهرُ أشجارها
قرب ملعبها القديم
شذراتٌ من الزيتون المتنوع
وبقايا من شجر الصفصاف
الصنوبر المتناثر على سفحها
بقايا ثلة الحرس الروماني
المدجج بالسلاح الأبيض
قرب أسوار حدائقها
خلف بابٍ من العوسج
يتسللُ حراس ملونين..
من أزاح رماد السنين؟
من اخفض رنين الأصوات؟
من أشاع أن التاريخ لا ينطق إلا للأباطرة؟
المموهين خلف الرياح.
شجرةٌ..
تقف عازمة كالصاعقة
في آخر خريف
سقطتْ كل أوراقها
وتعرتْ ببطء
هزلتْ بعدما لفها البرد
عاريةٌ
مثل امرأةٍ ناحلةْ
لها نهد ثلجي
ووجه معجون بزيت الزيتون الجبلي.
شجرةٌ
وحيدةٌ بجانب السور الحجري
عند سقوط الثلج الكثيف
حزنتْ في آخر الشتاء
كما تحزن مرضعة فقدت وليدها
وما بعد الشتاء، ثم شتاء ما بعد الشتاء
تبكي الليالي الطويلة
كما تبكي النساء بعد انتهاء وليمة العزاء
كما تعقم امرأة في انقطاع الحيض
لكنها تتمنى قدوم آخر ربيع
كي تلبس حلتها الجديدة
وتتدفأ بالشمس.
شجرةٌ
في ازدحام الثلوج على سنةٍ من نفوس
وحيدةٌ طوال الخريف والشتاء يجر شتاء
والربيع يبيض ربيع
وحيدة لا تزورها إلا الرياح القاسية.
جرش القديمة
ذات الأسوار الحجرية
وملعبها الروماني
تستفيق عندما يطل الربيع
تتجمل لأصابع الطيور القادمة من الجنوب
شجرةٌ عازمة كالصواعق
على البقاء عاريةْ.. ووحيدة
جذورها تمتد في الأرض الصخرية
لكنها ميتة وان لا يتخيلها الحطاب
مجوفة بالفراغات الاسطوانيةْ
في آخر ربيع
ماتت بصمت وحيرة
كانت واقفةً عازمةٌ على البقاء
لكن.. جوفها النمل الأصفر
الأردن
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟