الشيخ الوندي.. ايقونة الماضي التي تضيء مستقبل حياتي

منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 10:06
المحور: المجتمع المدني
    

الرجال مواقف، تبتنى على حسابات الومضة، مثل قصائد ترتجل؛ فينشغل الناس جراها ويختصموا.
الشيخ المعمم والعسكري القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية.. بشير الوندي، اخذ بمجامع القلوب.. علما وانسانية وزهدا وقوة.
وقف معي يوم تنكر لي الجميع، اذ خاف من خاف واستنفع البراغماتيون، بالجفاء معي.. يقلبون لي ظهر المجن؛ كي يراهم غريمي وهم ينكلون بي؛ فيقربهم.
الا الوندي.. الشيخ الوندي، هو الرجل الوحيد الذي وقف معي.. يدعمني في عملي، كقاض ادى جهدا فائق الطاقة، جعل من كانوا حولي يخشون افتضاح الفارق تباينهم عني في ميزان القوى؛ راحوا يدبرون المكائد؛ مقنعة اصحاب القرار بالتخلي عني.. بل ساومني المقربون من (القرار) اما ان اتواطأ معهم في فسادهم او يلصقون بي تهما، تظهرني انا المفسد، في نظر اصحاب القرار، وهم المصلحون.
فتجرعت ما يأفكون، اقتداءً بالنبي يوسف (ع) اذ ناجى ربه:
"ربِ السجن احب لي مما يدعونني اليه"
اعتمادا على كون الرب اقرب الى عباده الاتقياء من حبل الوريد، مسببا الاسباب، وكان الشيخ بشير الوندي، القناة الطاهرة التي اسبغت نعمة الله عليَ، فطهرني الرب وعصمني من ان استجيب لاملاءات المفسدين، حين رعاني واضعا اياي في عينيه، من خلال الوندي.
آمن الشيخ الوندي، بقدراتي المهنية، كقاض اعدم صدام حسين، واحتوى انهياراتي عندما لقيت جفاءً ممن خدمتهم؛ لان الله لا يخذل عبده بالحق، بل ينصره حتى على نفسه حين تضعف تحت ضغط الحرج، نحو الباطل.
وجود الشيخ الوندي في حياتي، جزء من رحمة الله بعباده المتقين، اذ قال يوسف لربه:
"رب ان لم تصرف كيدهن عني استجب لهن واكن من الخاسرين"
وحاشى لله ان يخسر عبده؛ فكان السجن بوابة العلياء والسلم الذي ارتقى منه يوسف الى التحكم باقتصاد مصر والعالم كله عصرذاك.
والشيخ بشير الوندي.. بعلميه الفقهي والعسكري، وتقواه وتجربته النضالية معارضا صدام في اوج طغيانه، لم يدخر وسعا في دعم شخصي الضعيف، كلما مالت الدنيا بي؛ لان الرجال تعرف معدن الرجال، وكما تقول الاهزوجة الشعبية:
(تبكي الرجال على الرجال)
وكان بكاء الوندي على شخصي بكاءً على القيم المسفوحة تحت شعار:
(العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق)
هل نشكر الوندي لانه انسان حقيقي، ام نعاتب الذين اسماهم ابو فراس الحمداني:
"ذئاب على اجسادهن ثياب".
لن يتحول الشيخ.. دام عزه.. الى ماض في حياة اي ممن يخطر في حياتهم؛ لانه يتبنى الصالح ويلفظ الطالح، يقصيه في ضلاله تيها؛ لذا فحضوره مستقبل ينبض من ماضي جذر القيم الحي ابدا باسم الروح القدس حيثما حلت وحل.

#منير_حداد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات