أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نوري الدجيلي - في ضيافة الزعيم …… نبل يتحدى الزمن














المزيد.....

في ضيافة الزعيم …… نبل يتحدى الزمن


نوري الدجيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 23:46
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في ضيافة الزعيم …… نبل يتحدى الزمن
من منا نحن العراقيون الأوائل ,جيل حقب التحولات لم تأسره الجمهورية الأولى جمهورية 14 تموز بسنواتها الأربع المفعمة بالأمل والأماني تلك السنوات التي لم تزل تستوطن الذاكرة بملامستها الصادقة لهموم الناس حقبة ذهبية من تاريخ العراق السياسي كما أطلق عليها .ولا اعتقد أن هناك أحدا" يستطيع أن يفصل بين تلك الجمهورية وشخص قائدها . فما من حديث يدور عن الجمهورية والثورة ألا وطل وجه الزعيم فيها بازغا"كشمس ساطعة.
كانت صورة متفردة لرحلة العشق الأزلية …رحلة ذوبان الذات في حب الوطن والشعب ,فلأعجب أن نرى الشعب وقد تحول حبه للزعيم إلى أسطوره وتراث وجداني زاخر بحكايا وقصص جميلة ملهمة ممتلئة بالنقاء والانتماء الإنساني الصميم ,ليستحوذ الزعيم (عبد الكريم قاسم ) على قلوب كل العراقيين وضمائرهم .
لقد نسي العراقيون في زمن الجدب والقهر السياسي وحطام الحروب الثورة والجمهورية لكن صورة الزعيم بقيت عالقة في ذاكرتهم تابى المغادرة .
ذلك الزعيم الذي كان نسيج ذاته متفردا"في صفاته سابقا" لزمانه متقدما" على اقرأنه يحب الناس على أساس الانتماء العراقي فبادلوه الحب بحب اكبر وبشكل استثنائي وان اختلفت أحزابهم ومشاربهم . كان وجدان الإنسانية وسراج المضطهدين وأبا للفقراء وابن للمحتاجين نزيها" صادقا" نبع الإيثار والتواضع الجم . يرنوا إلى صرائف الفقراء وكان ساكنيها هم أهله وأحبته فنذرا نفسه للدفاع عن حقوقهم المنهوبة حتى انه اقسم على أن لاينزع بدلته الخاكي حتى يرى أبناء شعبه مرفهين ولقد صدق على قسمه فاثر الحياة الزاهدة البسيطة فكان يتغذى على طريقة أصحاب الحرف والعمال (بالسفرطاس) الذي كانت ترسله أخته ويأخذ قيلولته على هواء مروحة منضدية .
ولا أنسى ذلك اليوم الخريفي من عام 1962 كنت وقتها مع جمع من أقراني عند حزام المدينة نقرا ونتذاكر عند منتزه قيد الإنشاء عندما توقفت سيارة (جيب)عسكرية ترجل منها الزعيم دون حماية .ذهلنا ثم تحول الذهول إلى شيء من الصدمة لكننا سرعان ما أفقنا وبدأنا نصفق ونهتف وأخذتنا نشوة الفرح والاغتباط وكلمات الزعيم تعانق أسماعنا (شلونكم .اشدتقرون وتحضرون )ولا ادري كيف تكاملت حشد الناس وهم يلتفون حول الزعيم بالهتاف والتصفيق استمع إلى همومهم ومطالبهم باهتمام كبير وعندما هم بالمغادرة خلع صديقي (خالد) جلد كتابه وكتب بقلم الرصاص طلب للزعيم ثم ركض باتجاه السيارة التي استدارت للمغادرة توقف الزعيم لأخذ الطلب ويواصل طريق العودة إلى بغداد . وفي صباح اليوم التالي حضر نفس السيارة إلى ثانوية المحمودية لتصطحب خالد لمقابلة الزعيم . كان لذلك الخبر وقعا" كبير في المدينة حتى أن الكثير منا انتظر عودة خالد حتى المساء وحين عاد روى لنا قصة لقائه مع الزعيم في وزارة الدفاع كنا نستمع له بشغف وهو يحكي كيف جلس بالانتظار حتى الساعة الثانية ظهرا في غرفة الاستعلامات حتى انفض الاجتماع الذي كان يرأسه السياسيين والعسكريين .فأدخلوني إلى غرفته حيث كان يرتدي قميص عسكري ويحمل خاولي استقبلني بكل تواضع معتذرا عن تأخره علي ثم اصطحبني إلى غرفة كل أثاثها سرير حديدي وخزانة وشماعة ملابس وهو يقول (انت جوعان واني جوعان وسفرطاس مااجة لي هسة راح اندز على صينية كباب من الكاظمية ولبن وياها ونتغدة سوة) تناولنا الغداء وشربنا الشاي معا" وحدثته عما تعانيه عائلتي ووالدي عامل الخدمة فاخرج من قمصلته العسكرية 50 دينار وقال هذا ما تبقى من راتبي خذه ودبر حالكم بيه ومن تنجح راح أقبلك بدار المعلمين . نجح خالد لكن الزعيم كان قد استشهد في المؤامرة رقم 39 في سلسلة مؤامرات الغدر الدنيئة التي استهدفت قتل الحقيقة .ها نحن اليوم وبعد كل هذه السنين ننحني أما تلك الطيبة ونركع لتلك الوطنية نبتهل إليك فأنت الولادة الصحيحة والرحيل الخطأ يا أمام الشرفاء وقديس الشهداء يانبض خواطر الفقراء والحزن المعتق فيهم نبقى نصون ذكراك وستذكرك بالحب والعرفان مدينة العامل وزيونة والشعلة والمشتل واليرموك والبياع والحرية ومآذن مدينة الثورة في آذان كل طلوع .وتظل نخيل قناة الجيش باسقة تعانق شمس حبك هي وأزهار مدينة الطب وتظل صورتك مرسومة في قلوب مزارعي وفلاحي قرية اللطيفية . أما أنا والفقراء لا نملك غير قلوبنا العامرة بالحب ودموع الوفاء نسكبها وجدا على ذكراك لكن الذي يشفع لنا في حزننا ويجبر خواطرنا .أن المؤامرة لم تدم والذئاب المجدورة بالخزي والعارولت مذعورة تلاحقها لعنة الله والتاريخ والشعب ويبقى أريج وطنيتك يعبق كل الأزمنة والعصور .






نـوري الدجيلـي



#نوري_الدجيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل بلا حداد


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نوري الدجيلي - في ضيافة الزعيم …… نبل يتحدى الزمن