جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 17:21
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كلما اترك البيت او اشاهد التلفزيون او اسمع الاخبار في الصحف و المواقع ارى نفسي و كانما ادخل مباغي اسواق الدعارة مفتوحة ليل نهار تختصر فيها الانسان و الحيوانات و النباتات الى سلعة كما اختصرفيها جسد المرأة الى لحم. فهناك سياسي تركي يدوس حقوق الانسان بالاقدام في بلده و لكن هذا لا يمنعه من ان يبكي على حقوق الانسان في سورية و يتاجر بمصائب الاخرين في كل مكان خدمة لمصالحه و هناك تاجر اخر همه الوحيد نقودك بغض النظر عن نوعية السلعة و هناك سياسي اخر يغشك و فوق ذلك يريد ان يقنعك بصحة سياسته لا لسبب اخر غير صوتك. اينما تذهب لا تستطيع الخلاص من المباغي العديدة الا البقاء في البيت و غلق الابواب و الشبابيك و كسرالتلفزيون و الراديو و الكومبيوتر ومزق الصحف.
تحولت المجتمعات تدريجيا و منذ تدوال العملة الى جسد يعرض للبيع و الشراء بسبب طغيان سوقيته بعد فراغه من جماله و وظيفته و التلاعب بعمره فمثلا نزل عمره الطويل (اثاث البيت) على ارصفة و رفوف المخازن و المحلات shelf life الى اقصر مدة لكي تشتري من جديد و تعيد الشراء باسرع وقت ممكن او تقوم الشركات بتميد عمره القصير (المواد الغذائية) الى اطول مدة بالتلوين و التبريد و المواد الكيمياوية.
تحول كل شيء الى عمليات حساب الربح و الخسارة bottom line و العلميات الحسابية بعكس التفكير شفافة كبيوت الدعارة هدفها هو الاضافة و الزيادة لان التفكير وفق الفيلسوف الالماني هيغل يمر بمرحلة سلبية ايضا اي بخبرة و لكن اسواق الدعارة سريعة االخطى لا تسمح لخبرة ان تتكون وتفقد السلعة فيها رونقها بسرعة.
www. Jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟