أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي أحمد - لماذا يحتفل الشيوعيون العراقيون بثورة الرابع عشر من تموز














المزيد.....

لماذا يحتفل الشيوعيون العراقيون بثورة الرابع عشر من تموز


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3787 - 2012 / 7 / 13 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من أن ثورة , أو انقلاب 14تموز كما يحلوا لمعارضيها أن يسموها , كانت ثمرة نضال طويل لعدد كبير من الأحزاب السياسية ذات الأيدلوجيات المختلفة إلا أن الشيوعيون العراقيون ظلوا أوفياء لهذه الثورة .
لقد كانت الثورة رد فعل طبيعي على الأوضاع السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية للغالبية العظمى من الشعب العراقي .فسياسيا سيطرت حفنة من السياسيين الذين كانوا يمثلون الطبقات المستغلة – بكسر السين – عن طريق تزييف الانتخابات سواء عن طريق التزوير أو بإرهاب المعارضين مرشحين كانوا أم ن كرى ثورة 14 تموز
اخبين لمنع وصول هؤلاء إلى مركز القرار .
أما من الناحية الإجتماعية فقد كانت العلاقات الأنسانية مشوهة بسبب سيطرة الإقطاعيين على الريف العراقي بحيث كانت حفنة قليلة من هؤلاء تملك النسبة الأعظم من الأراضي الصالحة للزراعة في كانت الغالبية العظمى من سكنة الريف تعاني أوضاع غاية في السؤ من حيث تردي أحوالهم المادية و الاجتماعية و الصحية من حيث انتشار الأمراض المتوطنة و الوافدة التي كانت تفتك بالمواطنين مع قلة عدد المستشفيات و الكوادر الطبية و الصحية مما دفع المواطنات و المواطنين إلى الالتجاء إلى الغيبيات بسبب ضعف الحالة المادية لهم .
أما من الناحية الإقتصادية فقد كانت الثروة الأساسية للعراق – النفط – تسرق من قبل شركات النفط الاحتكارية التي كانت تمارس أبشع أنواع الاستغلال تجاه الطبقة العاملة العراقية . هذا بالإضافة إلى اهمال الطبقة السياسية للصناعة الوطنية بحجة أن العراق بلد زراعي و لكي يبقى الاقتصاد العراقي استهلاكي أكثر منه انتاجي بالشكل الذي يمنع تراكم رؤوس الأموال لتحقيق تنمية شاملة تؤدي في النهاية إلى تحسين الواقع المعاشي للطبقات الكادحة بشكل خاص .
كل هذه العوامل و غيرها ساهمت في حدة التذمر الشعبي مما سهل على الأحزاب الوطنية تعبئة المواطنين للنزول إلى الشوارع للدفاع عن مصالحهم . و بدل أن تتفهم الحكومات المتعاقبة مطالب الجماهير و تعمل على تحقيق النزر اليسير منها , عملت على إعتماد الاجراءات القمعية في التعامل مع الاحتجاجات الجماهيرية عن طريق توسيع جهاز الشرطة و تجهيزه بمختلف أنواع الأجهزة القمعية و اللجوء إلى اصدار القوانين القمعية مثل فانون نزع الجنسية العراقية عن المواطنات و المواطنين بتهمة الشيوعية .
و لضمان سيطرة الطبقة السياسية على مقاليد الحكم و الوقوف حجر عثرة أمام أي تغيير مهما كان بسيطا في موازين القوى لصالح الأحزاب السياسية التي تمثل مصالح الطبقات المهمشة عمدت إلى تزييف الانتخابات عن طريق التنكيل بمرشحي المعارضة و منع مرشحيهم من الادلاء بأصواتهم بحيث كانت نتيجة آخر انتخابات أن فاز أغلب النواب عن طريق التزكية .
و نتيجة لعجز الأحزاب السياسية المعارضة للنظام من احداث التغيير سواء عن طريق الانتخابات أو من خلال تعبئة الجماهير للقيام بثورة شعبية فقد قرر العسكر أخذ زمام المبادرة بايديهم لتحقيق هذا الهدف .
و كان لموقف الجيش هذا عدد كبير من الأسباب نذكر بعضها :
1- ينتمي معظم الضباط الشباب إلى الطبقات المسحوقة .
2- لم يكن أفراد الجيش بعيدين عن الأفكار الثورية التي كانت تروج لها الأحزاب الثورية فهم إما منتمين لاحداها أو متأثرين بطروحاتها .
3- التذمر الواسع بين أفراد المؤسسة العسكرية بسبب التنكيل الواسع الذي قامت به الطبقة السياسية بعد فشل حركة مايس 1941 ضد من شاركوا بها من عسكريين و قد زاد في حدة هذا التذمر الهزيمة المنكرة التي حاقت بالجيوش العربية , و منها الجيش العراقي , في حرب فلسطين 1948 .
وهكذا فقد أستبدل الحكم المدني بآخر جمهوري عن طريق الانقلاب العسكري الذي تلفى الاسناد الكبير من لدن الجماهير و قواها التحررية بمجرد أن أذيع البيان رقم واحد .
ان الانجازات التي قامت بها الثورة و إن أكسبتها حب الطبقات المهمشة لكنها في نفس الوقت جلبت لها عداوة القوى المحافظة المحلية و الاقليمية اللتان تحالفتا مع الدوائر الغربية للعمل سوية لاسقاط حكومة الثورة كونها بدأت تهدد المصالح الاستعمارية في العراق و المنطقة .



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي بين سطوة الاسلام السياسي و ضعف اليسار


المزيد.....




- ماكرون يدعو نتانياهو لإنهاء محنة المدنيين في غزة
- وزير خارجية فرنسا : العلاقات في وضع مؤسف للغاية
- وزير الخارجية الفرنسي يؤكد أهمية استئناف -حوار صريح وواضح- م ...
- عامان من الحرب ولا نهاية في الأفق.. كيف -امتدت- الحرب الأهلي ...
- ماذا يريد ترامب من كندا؟
- هيئة كبار علماء الأزهر تهاجم محمد رمضان
- روسيا.. الحكم بالسجن 15 عاما على أسير أوكراني أدين بترويع ال ...
- صحة غزة: الجيش الإسرائيلي تعمد قتل المسعفين في القطاع ودفنهم ...
- لمواجهة ضغوط الاحتكار.. زوكربيرغ يبحث فصل -إنستغرام- عن -ميت ...
- عون يبحث مع عبد الله الثاني نتائج التحقيق مع خلية تصنيع الصو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي أحمد - لماذا يحتفل الشيوعيون العراقيون بثورة الرابع عشر من تموز