|
ماتركس الذئبة المتعددة الشهوات
عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 3786 - 2012 / 7 / 12 - 15:54
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كنت أدري بأنك الموتُ من ألف جرح والسوء آتٍ .. آه لو تتمزق شرنقة الأفق لو تتحرر مني قدماي .. زنزانة في قعر الفرحة الشهيدة العراقية / أطوار بهجت
ما هو مدى عمق جحر الأرنب ؟؟ رحلة الســـقوط طويلة جدا ، والقاع لا يكاد يبين أبدا ، قوة التعجيل تأخذنا بسرعة ، نتعرى ونتجرد خلال رحلة الحج للأسفل ( ! ) ، نحن سكان العالم الأسفل تخلينا عن جوعنا وتخلينا عن الحرمان وعن كل أحلامنا الغير المتحققة ( الحياة هي حلم غير محقق ) ، حتى حالة الأرق المزمن والذي يمزق الجسد أصبح بعيدا الآن ، نستمر في السقوط ولاشيء سوى ضحكات طفولة نسمعها هنا وهناك في الطوابق السفلية التي نراها الآن .. نحن الحفاة من كل شيء حتى من رحمة ربنا الرحمن الرحيم الذي صفاته قتلت ذاته ( ! ) ، عصبة العهرة المرقطة المتاجرة بنا كسلع غير قابلة للنفاذ ، تتهاوى أيضا ولكن بشكل يختلف عن سقوطنا ، حفنة من الدولارات تخرج في الفضاء المغلق ، اللحم يتقطع ، وجوههم تتغير ، لكن بسماتهم المتكبرة باقية نفسها ، عملية التحول لا تهمهم بشيء ، أحدهم يبصق على الأخر وضحكات تعلو هنا وهناك ، كانوا يرقصون أثناء السقوط ، أرى أحدهم الآن وهو السيد أبي قحافة وكان موظف حسابات في بيت مال أحدى الدوائر وهو يعانق بشكل جنيني موظفة مصرف حكومي كانت تغطي له المبالغ التي يقترضها من خزينة الدائرة لمقاولاته الخاصة وطبعا كما هو الحال في كل مكان من هنا ( هنا / التعيسة ) ، كان يرجعها في شهر أخر ( من أيام أخر !! ) ، عملية العناق المقلوبة بشكل ( 69 ) أثناء السقوط ، ذكرتها تلك الموظفة برقم البوابة التي كانت في المطار الدولي للرحلة التي تذهب لمكة ، حيث القيام بطقوس العمرة حول بيت إبراهيم العتيق ( على المسافرون المتوجهون لمطار جدة الدولي التوجه لبوابة رقم 69 ) ، كانت صدى مكرر في أذنها ، البيت المبارك بأنهار من نفط ومن غاز لا تنضب .. كانت عملية تنويم جماعي رائعة ، التي يعيشها من حولي باقي البشر ، الحفاة لا يفهمون معنى الأحذية لأرجلهم الدامية وهم يحملون الحجر لبناء الهرم الكبير ، الهرم الشهير الذي تتقاسمه السلطة ، بعضهم فوق أكتاف بعض ، أما المتخمون فيزدادون صلاة ويزادون نورا لأوجههم المحترقة من العبادة ومن ( اللغف واللهط واللفط / مصطلحات خاصة لوصف الفساد الإدراي / لهجة عراقية ) ، الوهم الجماعي كانت الثيمة رقم واحد من أنماط يونغ الشهيرة ، نماذج بدائية موروثة ومكررة ، مكررة يجعلها قانون صارم لا يقبل نقاش أبدا ، ومن يعترض ، يصلب على شجرة وســـط سوق المدينة .. مورفيوس يحاول جاهدا إفهامنا عبر حواره الرائع : ( دعني أقل لك لماذا أنت هنا ، لأنك تعرف شيئا وما تعرفه ، لا تستطيع شرحه ، إلا أنك تشعر به ، بل شعرت به طوال حياتك ، هناك شيء خطأ ما في هذا العالم ، لا تعرف ما هو ، إلا أنه موجود كشظية في ذهنك ، تقودك للجنون ) .. غابت ورقة الأصل عنا ، وبقت عملية النسخ والمحاكاة ، كل شيء يشبه الأخر في دورة وحلزون مفزع ( تشابه الأحزاب الدينية رغم طيفها الواسع ) نسخ ومحاكاة لبقايا قريش الخالدة في أحماضنا الوراثية ، قريش تستنسخ نفسها ، وأبي سفيان لم يمت أبدا ، قال لهم أرجعوا فأن القافلة بخير ، لم يسمعوا النصيحة منه وسقطت قريش في مصيدة تكبرها ، جيلها الأول أنسلخ من ذاكرة التاريخ ، تعلم الجيل الثاني الدرس جيدا ، البدو والأعراب وحوش كاسرة لا تفهم التمدن ، تعشق الغزو ( كان العرب يحتقرون من لم يأكل من سيفه !! ) ، لهذا جاء جبريل بالحل لأبو سفيان سريعا ، الفتوحات والخروج من الصحراء حيث المئات من الجواري وتلال الذهب تنتظر من يحصدها .. لافتة جميلة معلقة الآن في أحدى زوايا متحف لجماجم بشرية ، في أحدى زوايا جحر الأرنب ، لافتة مكتوبة بلغة كوفية : ( القاتل يموت واللص يخلد ، الزاني يرجم والكاذب ينجح ) ، قوانين غريبة جدا ، لا أفهمها في هذا الكوكب المقنن ، وهل تستحق حقا أن تفهم ؟؟؟!!! أبي قحافة يحترق ويتلاشي وهو يضحك ، بينما كانت موظفة المصرف ( الذئبة المتعددة الشهوات ) ، لم تصاب بشيء ، كان عضوها التناسلي مازال يعمل بشكل جيد ، تجلس الآن لأخذ الراحة في عملية السقوط المتعبة ، تجلس وتتصل بأحد ما ، أحد ما سيدخل للمصيدة .. لا تبالي كثيرا بكونها عاهرة أو نصف عاهرة أو ربع عاهرة فالعهر واحد في مقاييس الأخلاق الفاشلة التي وضعها ذات يوم أشد الناس إفلاسا ، الثور الجديد لا يصاب من عملية العهر بسوء ، المجتمع يغطي له جيدا تلك العيوب ( !! ) ... المهم هنا أكتفي ، لأن شعور بالتفاهة يزداد عندي مع كل حرف أكتبه ، لأن من يقرأ الآن هو بالتأكيد أكثر خبرة مني في دراسة الفطريات ! شكرا لكم .. كتبها كائن بدأ يكتشف تفاهته للتو
الشيء الذي يبدو لا عيوب فيه سيخلق لنفسه بقانون التراكم عيوباً تجعله محكوماً عليه بالتغير و الإعدام .. القصيمي
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جاموسة مرسي التي باضت ذهبا
-
ملاحظتين في الأنثروبولوجيا .. يكتبها حيوان بشري
-
الطبعة العراقية لحكاية أليس
-
السكر أولا ، السكر ثانيا ... تحليل نفسي
-
سايكولوجية الفرد داخل جهنم
-
هياج الإوز .. تحليل نفسي
-
باراسيكولوجيا الحسد .. تكثيف وأختصار
-
قصائد مهداة لروح أسمها سارة
-
وجع فلسفي أسمه نور
-
العبث عند ألبير كامو
-
قصة فطر .. قصتنا
-
نوح يعمل مونتاجه الأول !!
-
لقد كنت نائما .. بحث مختصر
-
مقابلة مع ميناحيم بيغن
-
باراسيكولوجيا أنثوية .. مريم وفاطمة نموذجا !
-
علم النفس والأدب
-
أرنب ذو مخالب
-
رغم أنه تائه الوجه لكنه يعشق .. قصائد
-
الغريب والمثير في .. عبد المطلب بن هاشم
-
الأنيمو والأنيما عند يونغ .. مدخل فلسفي
المزيد.....
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|