سمير الجندي
الحوار المتمدن-العدد: 3784 - 2012 / 7 / 10 - 17:03
المحور:
الادب والفن
لليوم الثاني على التوالي حمار ابني يمتنع عن الشعير والبرسيم، فقط يشرب بعض الماء، ولا يصدر أية أصوات، والغريب انه يقاطع الإناث من كل جنس، مما أثار عندي الفضول لعلمي بمدى تعلقه بهذا الأمر، اليوم هو لا يهتم إلا بشيء واحد، الإضراب عن الطعام...
سألته: لماذا تضرب عن الطعام؟ قال:" أنا أقوم بواجبي تجاه مبادئي الحميرية، أنا لا استطيع أن أرى مخلوقا على وجه الأرض يتألم وأقف دون أن أرفع صوتي بالنهيق، وإذا لم يفلح الصوت بالمساعدة استخدم وسائلي العملية، وإذا لزم الأمر استخدم حوافري، وغالبا ما أصل إلى مبتغاي، اليوم، أنا امتنع عن الطعام، بالرغم من إني جائع ومنظر الشعير يغريني ويزيد من الم الجوع في معدتي الخاوية...
قلت له: سمعت أن إضراب الأسرى سيطول؟ فهل تضرب عن الطعام معهم؟
نظر إلي نظرته المعهودة، فشعرت كأنه يشمئز من سؤالي، ثم قال بصوته الأجش:" أنا أتضامن فقط لمدة ثلاثة أيام ثم أرجع لحياتي، وبعدها استطيع الدفاع عن قضية الأسرى دفاع المجرب لألم الجوع، بعكس المتظاهرين بتبني قضيتهم، وهم لا يعرفون طعم الألم فهم لم يجربوه، فيكون دفاعهم شكليا، بل زائفا، لا يرتقي إلى عظم الحدث...
لكن البعض يتوعد ويهدد بالانتقام لأي أسير يهلك نتيجة الإضراب...
حاول حمار ابني الضحك، لكنه لم يفلح، وبدلا من ذلك نهق نهقة طويلة كاد يقع على ظهره من شدتها...
بعد حديثي مع حمار ابني، ذهبت من فوري إلى البراد وأخرجت ما في جوفه من أطايب الطعام، ألقيت به إلى حاوية النفايات، وأعلنت الإضراب عن الطعام لمدة ثلاثة أيام متتالية، ملتزما بمبدأ الحميرية وشعاره كفى للظلم...
#سمير_الجندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟