أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - هل تزحزح رايس شارون؟














المزيد.....

هل تزحزح رايس شارون؟


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1106 - 2005 / 2 / 11 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايمكن تصوير ما حدث في شرم الشيخ وكأنه "فتح" عظيم, بالرغم من أن السيدة كوندوليزا رايس , وهي في بداية عهدها بوزارة الخارجية – وليس بالسياسة الخارجية التي هي من أفضل من يفهمها – تحتاج الى التشجيع, وذلك من باب إعطاء لكل انسان فرصته في اثبات أحقيته بأي مشروع. فمن يدري؟ بيد أن رايس وحدها لن تأتي بالمعجزات. وليس ما يخيف هنا هو عدم قدرة محمود عباس على السيطرة على الصفوف الفلسطينية, - فعرفات وما أدراك ما عرفات ! لم يستطع ذلك . الحقيقة أن ما يخيف هم الاسرائيليون أنفسهم. شارون تحديدا. وبالرغم من ذلك, فقد سمعت مستشاره الخاص رعنان جيزين يوم الاثنين يدلي بتصريحات مهمة لقناة "سي ان ان " , ولو صح ما يقول, فقد يحصل تقدم.
من بين ما صرح به الناطق الرسمي الاسرائيلي أنهم هذه المرة سيحاولون الاستمرار في عملية التفاوض حتى مع وقوع عمليات انتحارية. وهذه على حد علمي أول مرة يدلي بها الاسرائيليون بمثل هذا الكلام . فلماذا ؟ وما الغاية من ذلك ؟ جيزين يقول انهم يريدون السلام. حسنا! لا شك أنه على تفاهم تام مع شارون, ودون ذلك فمن المستبعد أن يبقى في منصبه بعد هذا التصريح.
يذكرني هذا السياق بحدث يجدر استعادته هنا.
تعرفون ما حدث في مؤتمر هرتزليا في الثامن عشر من ديسمبر 2003. ألقى شارون آنذاك خطابا لاقى ثلاثة ردود متباينة على التوالي : فقد رحب به باعتباره فتحا جزئيا غير مسبوق, وتجاهله آخرون باعتباره مناورة ساخرة , وأدانه غيرهم باعتباره اغتصابا فاضحا للأرض. وعلى الرغم من الغموض والالتباس, أوضح الخطاب أن حكومة شارون ستنتظر ستة شهور ليقوم نظير فلسطيني على مستوى المسؤولية بالشروع في التفاوض على الحدود المؤقتة , على أساس خارطة الطريق. واذا لم يتحقق ذلك فإن اسرائيل ستلجأ الى "فك الارتباط من جانب واحد". وعلى أرض الواقع سيؤدي ذلك الى انسحاب القوات الاسرائيلية الى ماوراء الخطوط الدفاعية واكمال الجدار الأمني الذي بدئ بتشييده سلفا. واعترف شارون – أو بالاحرى حذر من – أن الفلسطينيين سيحصلون على أراض أقل بكثير في ظل هذا الترتيب مما يمكن أن يحصلوا عليه في ظل تسوية تفاوضية.
حسنا! هاهو شارون اليوم يجد نفسه في وضع يتميز بصعود طرف "يمكن التفاوض معه" , على اعتبار أن المرحوم عرفات كان يعارض السلام. فماذا سيفعل؟
أعتقد أن الاسرائيليين يحاولون بث فكرة أنهم لم يرفضوا التفاوض أبدا, والدليل على ذلك أن شارون عرض خطة الانسحاب من غزة التي قاومها حتى أولئك الذين يعتبرون من دعامته الطبيعية في اليمين الاسرائيلي. ولكن ينبغي أن تنتبه الى شيء مهم : الدولة التي يصر شارون منذ زمن طويل على أنه يمكن القبول بها الى جانب اسرائيل , دولة صغيرة جدا, تحتل نصف الضفة الغربية وكامل قطاع غزة. وإذا كان ما يسمى ضوابط كلينتون التي وضعت في طابا في يناير عام 2001 تتصور دولة فلسطينية على مايزيد قليلا على 95 بالمائة من الضفة الغربية , وإذا كانت اتفاقية جنيف التي تفاوض على بنودها منبوذون من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني ترى قيام دولة فلسطينية على نحو 98 بالمائة من الضفة الغربية, فإن تصور شارون بالتأكيد لن يجاري لا الفلسطينيين ولا الأمريكيين .
وعلى هذه الخلفية , نتمنى للسيدة رايس كل التوفيق اذا استطاعت أن تزحزح شارون عن موقفه.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورات السياق السياسي في الصراع العربي الاسرائيلي
- هل أنت مع بقاء القوات الدولية في العراق أم لا؟
- محاسبة مجرمي الحرب في أفغانستان
- العالم الذي تعيش فيه: منتدى دافوس الاقتصادي
- رأي لوالرشتاين
- السودان: خطوات تستحق التشجيع
- حساب الربح والخسارة بين الاسرائيليين والفلسطينيين
- غزو ايران
- العراق كقاعدة للراديكالية الاسلامية
- الانتخابات الفلسطينية في تقرير عربي محايد
- استراتيجية جديدة للجيش الهندي
- الشرق الاوسط كما تراه وزيرة خارجية أميركا
- بماذا دخل العرب القرن الحادي والعشرين ؟
- محمود عباس في مواجهة شارون
- السودان يدخل عهد السلام
- مسلمو الغرب والقاعدة
- الفتنة والجهاد
- ما تغير في القاعدة
- القاعدة في أوروبا
- 2 -زيارة- لكوندي


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - هل تزحزح رايس شارون؟