أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - بشار الذي يحبه شعبه!














المزيد.....

بشار الذي يحبه شعبه!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3783 - 2012 / 7 / 9 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إبداءً لحُسْنِ نيَّتِه ليس إلاَّ، قَبِلَ بشار الأسد مقترَحات (وأفكار) وسطاء دوليين، في مقدَّمهم عنان، لحلِّ "الأزمة السورية"، تتضمَّن عبارات "لا معنى لها"، كعبارة "الإصلاح السياسي (والديمقراطي)"؛ لأنَّ ما يَحْدُث في سورية، وعلى ما زَعَم الرئيس السوري في مقابلات صحافية ثلاث أجْرِيَت معه حديثاً، تَكْمُن فيه غايات وأهداف دولية وإقليمية لا تمت بصلة إلى "الإصلاح"؛ ولأنَّ "الإصلاح" نفسه بدأ في سورية (وما زال مستمراً) منذ سنة 2000.

الرئيس بشار لم يَسْقُطْ بَعْد؛ وهذه واقعة لا نُنْكِرها؛ وإنْ اعترض أنصار بشار على كلمة "بَعْد"، قائلين: "لن يَسْقُط أبداً".

ومع الانتقال إلى التفسير والتعليل، ينشأ الخلاف ويَشْتَد؛ فالرئيس بشار، وبحسب التصريحات الصحافية التي أدلى بها، لم يَسْقُط كما سقط شاه إيران (فهو الذي عَقَد هذه المقارَنة) على عِظَم "المؤامرة (الدولية والإقليمية)" التي تتعرَّض لها سورية؛ لأنَّ الشعب يقف معه، ويؤيِّده، وإنْ تناقَضَت أقواله (الصحافية) منطقياً في هذا الشأن؛ ففي المقابلة التي أجراها معه التلفزيون العام الألماني قال بشار إنَّه ما زال يحظى بـ "التأييد الشعبي"، موضِحاً أنَّه لا يَعْرِف "النِّسَب والأرقام" في هذا الأمر؛ أمَّا في مقابلته مع صحيفة "جمهوريت" التركية فقال إنَّ "الأكثرية الساحقة من الشعب (23 مليون سوري)" تؤيِّده؛ و"الشعب (لا "مؤسَّسات الدولة والجيش")"، على ما قال، من ثمَّ، في مقابلة مع القناة الرابعة في التلفزيون الإيراني، هو الذي أبقاه في السلطة؛ و"الدليل المُفْحِم" على صِدْق زعمه هو "ملايين السوريين الذين ينزلون إلى الشارع عفوياً بين الفينة والأخرى" للتعبير عن تأييدهم له؛ فلو كان الشعب (في أكثريته الساحقة) ضدَّه لسَقَطَ كما سَقَط شاه إيران، الذي لم تَقْوَ سلطته، على قوَّتها، على الصمود في وجه "الثورة الشعبية الحقيقية".

وبَعْد ذلك، يَجْرُؤ بعضهم على سؤاله "هل (ومتى) يتنحَّى؟"؛ فكيف لقائدٍ يحظى بما يحظى به الأسد من حُبٍّ وتأييد شعبيين عظيمين، وتتعرَّض بلاده إلى ما تتعرَّض له من مؤامرات الأعداء الدوليين والإقليميين، والتي لها ما يُبرِّرها في "المواقف القومية الصَّلبة" لنظام حكمه، أنْ يَخْذل شعبه (بتنحيه) وأنْ يتهرَّب من مواجهة التحدِّيات، ومن الاضطِّلاع بمسؤولياته؛ لا بلْ كيف له أنْ يَقْتُل، ويُقَتِّل، أبناء شعبه، الذين لولا حبهم وتأييدهم له لسقَطَ كما سَقَط شاه إيران، ولَمَا استطاع قيادة "السفينة"، والسير بها قُدُماً، في هذا البحر الهائج المائج، وفي مواجهة رياح التآمر الدولي والإقليمي العاتية؟!

أمَّا الذين يُحدِّثونه عن "الثورة الشعبية" في سورية فَهُمْ، إنَّ أحْسَن الظَّنَّ بهم، قَوْمٌ من الأغبياء؛ لأنَّ صموده (حتى الآن) في الحُكْم هو خير دليل على عدم وجود هذه الثورة؛ فليس من قُوَّة (ولو كانت بشار الأسد) تستطيع إلحاق الهزيمة بـ "ثورة شعب حقيقية". إنَّه "منطق أرسطو" الذي مَسَخَه الأسد إذ استعمله قائلاً: الثورة (الشعبية) الحقيقية تُسْقِط الحاكم مهما كان قويَّاً؛ الأسد لم يَسْقُط؛ والاستنتاج، من ثمَّ، هو "لا وجود لثورة شعبية حقيقية في سورية"!

الحاكم الذي يحظى بحُبِّ وتأييد الشعب له يمكن أنْ يرى الملايين من أبناء شعبه تَنْزِل إلى الشارع عفوياً، بين الفينة والأخرى، تعبيراً عن هذا الحب والتأييد؛ لكن هذا لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، وفي مثال "شعبية بشار" على وجه الخصوص، أنَّ هذا النزول إلى الشارع يَصْلُح دائماً دليلاً على "شعبية الحاكم"؛ وأحسب أنَّ بشار الأسد نفسه يَعْلَم هذا الأمر عِلْم اليقين، ويَعْلَم، أيضاً، أنَّ شعبه، والعالم كله، يَعْلَمه؛ لكنَّ مصلحته في "الإنكار" أقوى من أنْ يَغْلِبها العقل والمنطق.

ولم أرَ حاكماً (مُسْتَبِدَّاً) يمقته ويبغضه شعبه إلاَّ ويَلْعَب هذه اللعبة، لعبة إنزال الملايين (بالترغيب والترهيب) إلى الشارع، ليهتفوا بحياة زعيمٍ لم تَلِد مثله النساء.

أمَّا الذين لا ينزلون إلى الشارع (ليهتفوا بحياته) فيَحْسبهم الحاكم نفسه مِنْ محبِّيه ومؤيِّديه "الصامتين"، أو مِمَّن ارتضوا أنْ يُمثِّلهم، وينوب عنهم، "النازلون"، أي "الناطقون (أو الناهقون)".

بشار، وفي قصارى قوله، لن يتنحَّى؛ لأنَّه أعظم من أنْ يَخْذل شعبه، الذي يُمْعِن في قتله، "دفاعاً عنه"؛ ولأنَّه لن يُغادِر الحُكْم (أيْ "القيادة"، بحسب وَصْفِه المُفضَّل لدوره) إلاَّ كما جاء إليه؛ فهو من طريق "الانتخاب (الشعبي الحر الديمقراطي)" جاء إلى الحكم، ومن الطريق نفسها يغادره؛ فإمَّا أنْ يترشَّح للانتخابات الرئاسية المقبلة، فلا يفوز، ويذهب من ثمَّ إلى بيته، وإمَّا أنْ يمتنع عن الترشُّح، راغباً عن الاستمرار في الحكم، أو راغباً في أنْ يُفْسِخ لغيره الطريق إلى "قصر الشعب"!

لا تَقْتَرِحوا عليه انتخابات رئاسية (وبرلمانية) تُضْمَن ديمقراطيتها وحُرِّيتها ونزاهتها وشفافيتها دولياً؛ فعندئذٍ، يَنْتَصِر لـ "السيادة" السورية، التي يحرص عليها حرصه على "المضي قُدُماً في الإصلاح"، وفي "الحرب على المتآمرين والإرهابيين والعصابات المسلَّحة والخارجين عن القانون، وعلى كل المتربِّصين بالقلعة القومية الدوائر"!

بشار مُصِرٌّ على "الإصلاح" الذي بدأه سنة 2000؛ وها هو يتوعَّد شعبه (الوفي) بمزيدٍ من هذا "الإصلاح"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتحاوَر وكأنَّ الرُّعونة حوار!
- عندما تُنْذِر -الغارديان- ب -أُفول- الديمقراطية في بريطانيا!
- عرفات قُتِلَ ب -الشَّارونيوم-!
- -أُمَّهات الحقائق- في الصِّراع السوري!
- مِنْ -سجين طرَّة- إلى -سجين طنطاوي-!
- مرسي الذي أصبح للثورة مرساةً!
- لا شرعية في مصر تَعْلو -الشرعية الثورية-!
- حتى يكون مرسي مرساةً للثورة!
- قَوْلٌ عظيم لرَجُلٍ عظيم!
- هذا الإنكار- ل -شعبية- الثورة في مصر وسورية!
- مصر ثَوْرَة على -الوثنية الدستورية- أيضاً!
- لِنَحْتَفِل بهزيمة شفيق لا بانتصار مرسي!
- لعبة العجوز الداهية طنطاوي!
- لو قرأوا -الدولة والثورة-!
- إيضاحات وردود
- -مأثرة- ماركس التي عَجِزوا عن النَّيْل من إعجازها!
- -دولة المواطَنَة- التي تتحدَّانا أنْ نفهمها!
- -الديمقراطية- ليست -فتوى-!
- العودة إلى 11 شباط 2011!
- حتى يصبح -نفي الرأسمالية- هدفاً واقعياً!


المزيد.....




- -تاس-: السفير السوري لدى موسكو يطلب اللجوء في روسيا
- سلوتسكي يعلق على تصريح ميرتس بشأن تسليم صواريخ توروس إلى أوك ...
- نائب روسي: مقاطعة أوروبا لموارد الطاقة الروسية استنفدت غرضها ...
- لافروف: لولا الولايات المتحدة لما خرجت الصواريخ الأوكرانية ا ...
- تعثّر محادثات القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة، والاتحاد الأو ...
- في هولندا بهجة غامرة بعيد الحزب
- إسقاط طائرة مسيّرة .. واقعة تؤجج التوتر بين مالي والجزائر!
- البرلمان الألماني يعلن موعد التصويت على انتخاب ميرتس مستشارا ...
- الاتحاد الأوروبي يستعد لحزمة العقوبات السابعة عشرة ضد روسيا ...
- ليبيا.. العثور على جثث مجهولة الهوية بالجفرة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - بشار الذي يحبه شعبه!