محمد خضر الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3783 - 2012 / 7 / 9 - 07:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وداعا وبلا وداع أيها الراحل العزيز
سلام الله ورحمته عليك يا أبا طارق أيها الأخ العزيز هي وكالات الأنباء وحدها هي التي ألقت على أسماعنا نباء رحيلكم وحيثيات ارتحالكم المحزن والمؤلم فعز علينا ذلك وهزنا من أعماقنا وكأننا نصاحب الموت اول مرة
باعدت بيننا الايام ثلاثين عاما ولكن ظلك وظلالك لم تفارقني إلا كلالا
ايها الاخ والقائد والصديق التقينا منذ ما يقارب الاربعين عاما على الارض الاردنية العزيزة وفي مدينة عمان عاصمة الثورة في حينها وهي كانت وستظل إحدى الدروب الرئيسة إلى الوطن السليب وفي حيز هذا الزمن المحدد كانت أعياد الثورة وأعراسها وكل تباشير الفرح التي كانت تفيض بنا عزماً وإرادة لنسرع الخطا نحو الاهل والبيت ولكن تبين لنا أن المسافة بين الامل والحقيقة مسافات ومسافات لا تكفي الاماني لاجتيازها
كم كنت مشتاقا ان التقيك بعد اربعين عاما في جبل الحسين او جبل اللويبدة او جبل النزهة او الوحدات لنشتم عطر الارض مرة اخرى سوية وكنت اكثر تشوقاً أن تندفع خطانا الى مدينة إربد الزاهية لتدفع بنا إلى الطيبة وصمّا والشونة الشمالية لنستظل سوية بأشجار موزها وسدرها ونستحم ولو بقليل من عرق جلودنا بعد أن اعتصرتنا شمسها الحلوة الكاوية
أيها الراحل العزيز
الجرح أعمق من أن يصل الى قراره القلم وأدمعة أغزر من ان تتسع لها العين وأنين الفؤاد أوسع من أن تحيط به أنات الناي الحزينة
أيها الراحل الكريم. أنا لفراقك حزين وحزني عليك أثقل من هموم امرئ القيس وأطول زمناً من كل ليله الطويل فهل لك أن تمد لي يد المساعدة لتجاوز ما أنا فيه مما أعجز عن وصفه وتحديد ملامحه ولو على بعد المسافات ما بيننا
لك الهناء وطيب اللقاء مع من سبقوك من الأحبة الأعزاء واثقاً بك أنك ستنقل اليهم كل أشواقي الدافئة
الآن أودعك ولوعلى بعد على أمل اللقاء بك وبهم عندما تسقط ورقة الخريف الأخيرة من على شجرة الحياة
لنا ولآل الحسن الأعزاء.. الأستاذ بلال وعلي كل العزاء وأنت في رحلتك الأخيرة أيها الراحل العزيز
#محمد_خضر_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟