أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - هكذا تصنعون يا سدنة معبد تقديس الرئيس طواغيتكم وفراعينكم















المزيد.....

هكذا تصنعون يا سدنة معبد تقديس الرئيس طواغيتكم وفراعينكم


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 22:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما وصل الرئيس البوسنى (على عزت بيجوفيتش ) الى صلاة الجمعة متأخرا !!! وكان معتادا على الصلاة فى الصفوف الامامية ... ففتح له الناس الطريق الى ان وصل الى الصف الاول !!!... ثم استدار للمصلين بغضب شديد . وقال مقولته الشهيرة : ( هكذا تصنعون طواغيتكم !!!)...للأسف الشديد النفاق وتملق السلطة أصبحا ظاهرة وعادة مصرية مستشرية بفجاجة في المجتمع....تبدأ بتملق رئيس الجمهورية ثم تنتشر وتتوالي في كل المواقع والمؤسسات إلي أن تصل لرئيس أصغر وردية عمال... وقد ساهم في انتشار هذه الظاهرة وتفشيها وسائل الإعلام وبعض القائمين عليها من حملة المباخر الذين يجيدون التلون والتحول مع كل حدث ومناسبة، حتي أصبحت تشكل مدرسة وهو أمر بالغ الخطورة في الجمهورية الثانية التي يجب أن يسود فيها مفاهيم جديدة أولها تحطيم التقليد المصري البالية التى تتقن صناعة الفرعون الجديد... فبداخل كل منا فرعون صغير ينتظر لحظة التتويج... والإدراك بأننا في دولة مؤسسات وكل رئيس في المؤسسة هو موظف عند الشعب...الفرعون الصغير سيكبر مع الأيام ليصبح ديكتاتورا يملك ويتحكم ويطيح بكل من يختلف معه فى الرأى ... فليس هناك فرعون يتوج فوق العباد الا اذا كان هناك من يلبسه تاج الجبروت والطغيان ...فلنتعلم جميعاً فى كل بلادنا العربية أن للحرية ثمن وأن الحياة الكريمة من حق كل إنسان فى كل زمان ومكان فلا تجعلوا طواغيت الارض وفراعينها تسلبكم الحق فى حريتكم ..

صناعة الفرعون فى مصر القديمة والحديثة تبدأ بتدمير كل المعابد القديمة وطمس الإنجازات العظيمة و شطب اسم الفرعون السابق أو الراحل أو المخلوع من علي الجدران والأحجار!!.. ثم تبدأ مرحلة الزهو و الفخر بالفرعون الجديد وهي مرحلة أصحاب المباخر واهل النفاق واعضاء الجماعة و الكهنوت المنتفعين.... حيث تتكون مجموعات منظمة او جماعة منظمة كانت محظورة بذلت الغال والنفيس لايصال مرشحها الى كرسى الرئاسة ويعرفون انفسهم بانهم من أهل الرأي تحيط بالفرعون منهم الكاهن الاعظم او المرشد الاعظم أو رجل دين ثم هامان رجل السياسة والسلطة المحنك العارف ببواطن الأمور والذي لا ينتمي إلي السابق ولكنه نسخة معدلة من كل هامان داهية في الخطط والتدابير وبناء أسوار عالية حول قصر الفرعون تمنع دخول الرعاع والدهماء .... عند ذلك يصبح الفرعون أسيرا في قصره مع الكاهن والهامان إلي أن يظهر قارون صاحب المال والجاه او رجل اعمال الجماعة فتكتمل دائرة الشر كل يلعب دورا في صناعة الفرعون فالكاهن وسيلة الاتصال بين الشعب والفرعون يحمل مباخر الدين و مفاتيح الألوهية ووجوب طاعة الوالي أو ولي الأمر لأنها من الإيمان..... أما هامان فهو سوط الخوف والترهيب ومحرك المفكرين والساسة وواضع الخطط من منظور سياسي أيديولوجي قانوني ودستوري و يأتي دور قارون في التمويل والانفاق وبسط النفوذ عبر أرجاء البلاد....ثم يأتى دور الإعلام الفاسد الذي يبدأ في مغازلة الفرعون الصغير والنفخ في أبواق التمجيد والتهليل والتسبيح بحمد الفرعون القادم الجديد من خلال الأغانى التى تمجد الطلعة الجوية او ان الفرعون يصلى الفجر مثلا , ورقصات ورسوم وتماثيل وأفلام وبرامج ومقالات كلها تمجد وتعلي من شأن ذلك الفرعون الجديد ....الذي هوالأمل المنشود والإله القادم دون أخطاء أو شوائب أو نقائص كأنه منزه عن الأخطاء أو الزلل ... الغريب فى الامر إن نفس الأصابع والأيادي التي عملت في معابد الفرعون المخلوع الماضي هى التى تنحت وتصنع وتكتب وتتكلم في معابد الفرعون الآتي !!!... ثم السكوت والصمت والخوف من جانب الرعية والأمل في القادم والرغبة في التغيير والحرية تعمي العيون والأبصار عن كل الأخطاء وعن تكرار السيناريو ويظل الرجاء في أن الجديد مختلف وديمقراطي وحرعن الفرعون المخلوع !!!...

وبصورة عامة فإن الفرعون فى الحياة لا يوجد فقط فى قصر الحاكم وإنما فى مواقع كثيرة حيث يبدأ فيها القادم من المجهول متواضعا ثم سرعان ما تتهيأ له الظروف التى تجعله لا يقاوم الفرعنة فيخرج فى مواكب، ويحيط به الذين يهوون صناعة الفرعون الصغير إلى أن يكبر ويكونوا هم أول من يتخلص منهم، لأن الفرعون عادة لا يحب من رأى بدايته!!! من المهم ان يعرف القارىء انه ليس كل الفراعنة القدماء ظالمين !!!...الفرعون إسم أطلق قديما على الملوك الذين حكموا مصر فى العصر الفرعونى....... ولأن الله أرسل النبى موسى إلى فرعون "لأنه طغى" وظلم فقد إرتبط إسم الفرعون لدى البعض بالظلم، ولكن الله سبحانه وتعالى خص هذه الصفة بفرعون واحد ولم يؤكدها على الفراعنة كلهم....... وحتى كلمة فرعون لا تعنى الظلم فهذا الإسم نسب إلى القصر الذى كان يعيش فيه الملك واطلق عليه بالهيروغليفية إسم الـ"برعا" ونعنى القصر العظيم، وبعد ذلك حرفت إلى اللغة العبرية وأصبحت "فرعو" وفى اللغة العربية عرفت بإسم فرعون أى الملك الذى يعيش داخل القصر......... وكان هذا القصر الكبير موزع على أقسام ففى قسم منه قاعة العرش التى يستقبل فيها الملك الوفود والموظفين وهو قسم منفصل عن الذى يخصصه لإقامته وأسرته وزوجاته، فقد كان للملك عادة أكثر من زوجة.... ومن أشهر الذين تزوجوا كثيرا الملك تحتمس الثالث...... إلا أن الزوجة الرئيسة للفرعون كانت تظهر بجانبه فى المجتمع وبين الشعب..... ومع الأسف ومع مرور الزمن لم تبق آثار لقصور الفراعنة لأنها بنيت من الطوب.... والمكان الوحيد الذى بقيت به آثار للقصور الملكية الفرعونية هو تل العمارنة أو "مدينة إخناتون" بينما بقيت مع الزمن عديد المعابد والمقابر التى كرسوا إهتمامهم بها وملأوها بالأثاث والإحتياجات المختلفة التى يحتاجها المتوفى بعد بعثه من جديد فيجد كل ما يحتاجه حوله.... وقد جاءت فكرة البعث من خلال ملاحظة المصرى القديم لنهر النيل وفيضانه الذى يأتى كل عام فيجلب معه الحياة للأرض..... كما لاحظ الشمس فرأى أن شروقها يمثل ولادة وغروبها يمثل الموت فكان إن ألهمته هذه الظواهر بأنه بعد الحياة هناك موت ثم بعث من جديد، ومن هنا كان إهتمام الملوك وكبار المسؤلين بحياتهم القادمة بعد البعث....

من المعلوم ان صناعة الفرعون البغيضة قد تؤتى ثمارها العفنة نتيجة لما نشاهده من رفع صور الرئيس الجديد، والهتاف باسمه، والتغنى له، والتدافع الشديد من أجل رؤيته والسلام عليه.....فمعلوم أن أصحاب تلك الصناعة من المنافقين والأفاقين لن يكتفوا بتلك المقدمات التى ربما يتبعونها باستحلال صور الرئيس محمد مرسى محل صور محمد حسنى مبارك , وربما السعى الحثيث لإطلاق اسمه على مدارس ومعاهد ومؤسسات وجمعيات وشوارع وميادين ومدن جديدة ....ثم قبل هذا وبعده قد يأتى التضخيم والتهليل والتكبير لكل حركة يتحركها وكل نفس يتنفسه وكل خطوة يخطوها وكل موقف يتخذه وكل قرار يرتأيه دون معارضة أو مناقشة أو حوار فهو الأفهم والأوعى والأصح والأدق والأعلم والأقوى والأمهر والأحذق والأذكى والأنصح والأحوط والأحرص على مصالح البلاد والعباد ..... ومن الامثلة القذرة البغيضة فى صناعة الفرعون الطاغوت ما قاله ( إبراهيم منير ) مسئول التنظيم العالمي للإخوان في الغرب والصديق المقرب للرئيس محمد مرسي ...والذى إنضم الي فريق صناع الفرعون ..... حيث وصف رئاسة مرسى لجمهورية مصر بأنها تعد "استشهادية".. بل وطالب بإطلاق إسم أم المصريين علي زوجة الرئيس مرسي !!!..


الجدير بالذكر أن مسمي أم المصريين تسمت به زوجة الزعيم الخالد سعد زغلول ، وهناك فارق بإتساع المساحة بين الأرض والسماء بين محمد مرسي وسعد زغلول . وكذلك بين أم المصريين زوجة سعد زغلول وأم المصريين زوجة محمد مرسي
.....وقال ابراهيم منير في حواره مع جريدة الشرق الأوسط السعودية : أن مرسي أصبح مسئولا عن بناء مصر الجديدة، كأول رئيس منتخب شعبيا طوال تاريخها، وعليه تجاوز عقبات وعوائق ومفاهيم فاسدة تراكمت خلال عقود من حكم الفرد الفرعون، والتي كان فيها الولاء لشخص الحاكم مقدما على الولاء للوطن وللشعب فترسخت ما يطلق عليه الآن "الدولة العميقة"....وأضاف صديق مرسي المقرب: أتصور أن أمام الرئيس ثلاثة تحديات وهي: اتخاذ البطانة الصالحة ثم تجاوز بيروقراطية العمل في الأجهزة والوزارات بما لا يهدم اللوائح المنظمة للعمل، وبما يصحح ثقافة العاملين فيها، ثم إخضاع الجميع بدءا من رأس الدولة إلى أدنى درجة في النظام الإداري إلى القانون والدستور، ووقوف الجميع أمامهما متساوين، بعد أن انتهى عهد الرئيس المخلوع وما كان يتمتع به هو وأسرته وبطانته بالحصانة المؤبدة...وطالب منير شعب مصر أن تحمل زوجة الرئيس لقب "أم المصريين" بعد رفضها ورفض الرئيس أن تحمل اللقب البدعة "سيدة مصر الأولى" الذي تم فرضه على مصر خلال أربعين سنة، كما كان لقب زوجة زعيم ثورة 1919م سعد زغلول باشا، مؤكدًا أن بين الرجلين تشابها كبيرا...واستطرد ابراهيم منير قائلا: سعد زغلول قاد ثورة شعب بكل أطيافه، ومرسي شارك في ثورة لكل أطياف الشعب، استهدفه النظام البائد بالاعتقال كما فعل الاحتلال بالزعيم الأول وخرج من معتقله إلى ميدان التحرير ليصبح قائدا لها بإجماع الشعب عليه!!!... ألم اقل لكم : ليس هناك فرعون يتوج فوق العباد الا اذا كان هناك من يلبسه تاج الجبروت والطغيان !! وابراهيم منير لايتوج مرسى بتاج الجبروت والطغيان فقط ولكنه يتوج زوجته ايضا بتاج الغرور والتعالى !!! يا ابراهيم منير طقوس المطيباتية لا تختلف من عهد الى عهد ، فتبدأ بمهرجان طبل و زمر فى استقبال الحاكم ، أغانى و قصائد و خطب فى مديحه و الإشادة بعبقريته و نبوغه وورعه و تقواه و شجاعته فى مبارزة الباطل و نصرة الحق ..الخ !!!..و رغم أنك تعلم ، مثل الجميع ، أن مرسى لم يفز بالمنصب لأنه أفنى سنوات عمره سعيا اليه ، و إنما هبط عليه من السماء عندما وضعت العراقيل فى طريق من اختارته جماعته ليدخل فى سباق الرئاسة ..... لم يحل محل المتسابق الأساسى لأنه أفضل رجال الجماعة ، و لكن لأنه الأكثر قربا من المرشد و من المتسابق الأساسى ..... لم تفز جماعته بتلك الفرصة الذهبية لأنهم قادوا ثورة على الحاكم الطاغوت ، بل ترددوا فى البداية و أعلنوا عدم انضمامهم للثوار ، ثم جاءتهم الفرصة على طبق من ذهب عندما تفرق الثوار وتنازعوا على الزعامة و تركوا الملعب خاليا فقفزت الجماعة و خطفت الثورة...



القراءة السريعة للأيام القليلة الماضية، ومنذ إعلان فوز محمد مرسي برئاسة الجمهورية تشير أيضا إلي أن هذا المجتمع مازال يعاني من نفس الأمراض التي عاني منها لسنوات طويلة، وان مصيبته تكمن أيضا في نخبته ومعظم ساسته الذين مازالوا يتعاملون بالموروث السياسي والثقافي القديم دون استيعاب لما حدث في 25 يناير....حيث رأينا التحول السريع لأجهزة ووسائل الإعلام وما يسمون أنفسهم بالساسة والنخبة، وكان معظمهم أول المحاربين لجماعة الإخوان المسلمين وقياداتها.... وسرعان ما تبارت وسائل الإعلام في الاهتمام بكل ما يصدر عن الرئيس وتضخيمه والاشادة به بعيدا عن الموضوعية.... وفي ظل أن الرئيس أدي القسم ثلاث مرات وألقي خلالها ثلاث كلمات في ميدان التحرير والمحكمة الدستورية العليا وجامعة القاهرة، إضافة إلي كلمة رابعة في الاحتفال الذي أقامته القوات المسلحة بالهايسكتب....... وجاءت الكلمات في معظمها أقرب إلي المجاملة ومتماشية مع مكان الحدث وحضوره، وجاء بعضها متناقضاً مع الآخر.. وكلها خطابات كانت تحتاج إلي تحليل دقيق ومراجعة خاصة وأن بعضها يحتوي علي نقاط مهمة لتحديد مستقبل هذه الأمة..... ومنها علي سبيل المثال تأكيد مرسي في كلمته أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا علي مدنية الدولة واحترام أحكام القضاء.... ثم حديثه بلغة أخري في احتفال جامعة القاهرة وإشارته إلي عودة المؤسسات المنتخبة أمام الحضور الذي ضم أغلبية أعضاء مجلس الشعب المنحل وحضور المرشد العام لجماعة الإخوان وأعضائها!!!...


ما الذى يجعل حكام البلاد التى قامت بالثورات وأزهرت حدائقها بالربيع العربى تتحكم فى شعوبها الى ان باتت طواغيت وفراعين تعيث فى الأرض الفساد وتظلم الشعوب وتقهر كل من ينادى بالخلاص وتقتل كل من يحاول التغيير وتعمل على تشريده... الى جانب سلب خيرات البلاد ومساعدة أعداء الأمة على ابناء الأمة ...العيب فينا ....نعم نحن من أخطأ من البداية !!!!...نعم نحن من ظلمنا أنفسنا ونحن من سمحنا لهؤلاء الطواغيت بسلب حريتنا وقهر إرادتنا ... ومحو هويتنا ...ودائماً يخنقوننا بحبل لقمة العيش وحالتنا الأقتصادية .... ثم تنازلات وراءها تنازلات ورائها رؤوس منكسة بسبب لقمة العيش ....وها نحن نحيا مثل سابق نأكل ماكنا نأكل ونشرب ماكنا نشرب ولا شىء تغير فينا وفى طريقة حياتنا سوى أمر واحد فقط بعد ثورتنا البيضاء الرائعة ....هذا الشىء هو أن كرامتنا عادت لنا والشعور بالثقة اصبح يدق بابنا كل صباح إذن لقمة العيش لم تكن سبب صمتنا والجوع لم يكن سبب سلب حريتنا ....لكن نحن نشأنا وتربينا على حب ( صناعة الفرعون ) لابد لنا من كبير ولابد لنا من قاهر وظالم نشعر انه يحكمنا فهكذا نشأنا من آلاف السنين شعوب مسلوبة الإرادة مطحونة الروح تتضاءل هويتها يوماً بعد يوم ....فليس هناك فرعون يتوج فوق العباد الا اذا كان هناك من يلبسه تاج الجبروت والطغيان ...فلنتعلم جميعاً فى كل بلادنا العربية أن للحرية ثمن وأن الحياة الكريمة من حق كل إنسان فى كل زمان ومكان فلا تجعلوا طواغيت الارض وفراعينها تسلبكم الحق فى حريتكم ....سوف ينشط صناع الفرعون فى ممارسة حرفتهم ، وسوف ينبطحون متسابقين الى الانضمام للجماعة الحاكمة ، و تعلن نساءهم توبتهن عن " السفور " و يرتدين الحجاب فورا ، و سوف يصبح اطلاق الذقون موضة ، و صبغ الجبهات بالزبيبة ، و امساك السبح لزوم الصنعة ، وسوف تتبارى الأبواق فى لى الحقائق و تزييف المعلومات و غير بعيد أن يؤلفوا للحاكم الجديد تاريخا جديد بأنه صاحب الضربة الثورية التى فتحت باب الحرية !!! ....ونؤكد لرئيس مصر محمد مرسى او الفرعون الجديد : أنه ليس رمزا ولن نسمح له بذلك فهو مجرد موظف إن أحسن سمحنا له بالبقاء!!! وإن أساء فالتحرير باق وهو وصناع الفرعون الى مزبلة التاريخ !!!.. يكفينا ما حاق بمصرنا خلال عقود ثلاثة حكمنا فيها مبارك وعصابته بمنطق: (اخترناه وبايعناه.....)، فصدق المخلوع عصابته أنه قد صار صاحب البيعة والأمر فصم عن سماع أصوات معارضيه حتى اقتحمت عليه أصوات الثوار معبده وأزاحت سدنته..... مبارك الذى حكم مصر عقودا ثلاثة كانت أقصى أمانيه قبلها أن يعين ملحقاً عسكرياً فى إحدى الدول الأجنبية، وبين لحظة وضحاها انقلب الحال فأصبح مبارك هو رجل الحكمة وهو الزعيم المُلهم، وأن كل القرارات التى يتخذها وزراؤه ومعاونوه هى بناء على توجيهاته ورؤيته التى لا تخيب أبدا، حتى الانتصارات الرياضية كانت تنسب له وكأنه هو الذى أحرزها بنفسه، حتى مداعباته ولو بالسخرية من شخص ما هى وسام الشرف الذى يحصل عليه ذلك الشخص الذى سخر منه، ولم يعد يتبقى إلا أن يلحق باسمه كلمة رضى الله عنه تمهيداً لأن يحوز لقب عليه السلام.... وهؤلاء لا يخدعون الناس فحسب، وإنما يخدعون أنفسهم أيضا، لأن التاريخ لا تصنعه مقالات الصحف وأغانى التليفزيون، وإنما تشهد به وتدل عليه الحقائق الماثلة على أرض الواقع، وإلا لما تهاوى نظام مبارك أو تداعى حكمه بين عشية وضحاها....

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى لميس عمر عفيفى : والدك لايقدر بثمن ولن يكرره الزمن
- محمد الماغوط طالب العذاب وشاعر الرثاء الكونى ورسول الحزن
- حلف مرسى أمام المحكمة الدستورية يعد اعترافا صريحا بالإعلان ا ...
- لا أمل فى صحافة جيدة الا اذا انفتح الباب لصحافة حقيقية
- جماعة الاخوان السلقلقية وزواج المتعة مع ايران
- لقد اتفق المجلس العسكرى مع جماعة الاخوان ضد مصر الثورة
- بسبب طمع الاخوان الديمقراطية اصبحت عبئا وليست حلا
- امريكا لماذا تدفع اكثر للثوريين طالما ستدفع اقل للاخوان
- فضائح المركزالقومى للسينما تزكم الانوف
- ايتها الاستثنائية : سأعيش ولن اموت حزنا عليك
- مخطط المجلس العسكرى الشيطانى لتنصيب عمر سليمان رئيسا
- سيناريو الايام القادمة فى الثورة المصرية
- برلمان المتأسلمين الى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه
- خالد سعيد يقول :هذه هى جرائم حماة الشعب فمن يحمى الشعب منهم؟ ...
- الاعلام المصرى ما زال أعمى
- هل ستموت الحقائق بالصمت؟!!
- مبارك والمجلس العسكرى وشفيق - الثلاثة يشتغلونها -
- انفراد : النص الحرفى لحيثيات الحكم في قضية مبارك ونجليه علاء ...
- لماذا وصلنا الى نقطة الصفر ...
- الخلطة السرية لمحاكمة مبارك تهدف الى ادانة بطعم البراءة


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - هكذا تصنعون يا سدنة معبد تقديس الرئيس طواغيتكم وفراعينكم