أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بالطيب - بين الدّيمقراطيّة و السّيادة الوطنية و الثّورة














المزيد.....

بين الدّيمقراطيّة و السّيادة الوطنية و الثّورة


محمد بالطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




في سلم القيم دائمًا هنالك أولويات يجب أن تُحترم تفاضُليتها : ففي الاسلام مثلاً ,و بما هو ثورة قيمية أخلاقيّة رائدة في التاريخ الإنساني ,نجد أن الكذب يتصدّر الموقع الأوّل على رأس القائمة الأخلاقيّة "السّوداء" ,و معروفة تفاصيل القصّة التي أمر فيها الرّسول الأكرم -صلّى الله عليه و سلّم- أحد الدّاخلين الجدد للإسلام بأن يفعل كلّ شيء الا الكذب ,فكان إلتزامه بذلك هو الذّي ساقه الى الإلتزام بكل القيم الإسلامية الفاضلة الأخرى ,و على هذا المبدئ (التفاضليّة) تُبنى كل النّظم القيمية/الأخلاقية المُشكلّة لأي مشروع حضاري أو فكري ,,, كذلك في مشاريع "الثّورات" و مشاريع بناء الدّولة لا شيء يعلو فوق "السيادة الوطنيّة" و لا أرذل و لا أقذر -في كلّ التقديرات و بكل المقاييس- من رذيلة الخيانة ,فكلّ مشروع وطني أو ثوري لا يلتزم بمفهوم "السّيادة" هو باطل أخلاقيًا ,وكلّ ما بُني عليه هو باطل ضرورةً ,بحيث أنّ الذين ينظّرون للــ"ثورة" اليوم بإسم الدّيمقراطيّة ,و يفاحشون في الآن ذاته سيادة أوطانهم و يُبيحون عذريتها لزناة الإمبرياليّة و يشترون بوحدتها ثمنًا قليلاً ,هم بالمقياس "الأخلاقي/الثّوري" زنادقة ,,إذ لا يُمكن بالمعيار الوطني/الثّوري أن ندفع السيادة ثمنًا للدّيمقراطيّة ,فهذه هي "الزّندقة" الثّورية في معناها الأوضح ,فالثّورة التي لا تأتي لتكريس السيادة و كنس الإستعمار و تأميم الثروات و بعد ذلك -وجوبًا- تتكلّم عن الدّيمقراطية -سوى كانت ليبرالية أو إشتراكية- لأن الدّيمقراطية هي الطّريق الأمثل لتفعيل السيادة ,هي ثورة لا معنى لها أو هي "إستجارة من الرّمضاء بالنّار" ,,فبالتالي إن "الثورة" التي يصنعها الاستعمار باسم الدّيمقراطيّة و يطبّل لها المرتزقة هي زندقة و كفر في عرف الوطنية ,و كلّ نظام يدّعي "الثورية" و لا يحترم من الدّيمقراطية أبجديتها الدّنيا أي الحرية و العدالة فهو نظام فاسق "يُستتاب" و بعد ذلك وجبت الثّورة عليه ,, يقول الامام مالك رضي الله عنه :"من تصوّف و لم يتفقّه فقد تزندق, و من تفقّه و لم يتصوّف فقد تفسّق ,ومن جمع بينهما فقد تحقّق" يعني أنّه : التصوّف بلافقه زندقة ,و الفقه بلا تصوّف فسق , و الجمع بينهما هو التحقّق أي الصّواب ,,هنا يمكن أن نسقط الصّورة على حديثنا فنقول :ديمقراطية بلاسيادة زندقة ,و سيادة بلا ديمقراطية فسق , والجمع بينهما هو الهدف الأسمى لكل نظام وطني و ثورة وطنية شريفة و نبيلة و سليمة ونقيّة و "عذراء" ,, و أنا أشاهد مؤتمر باريس فلا أقول سوى :ما أكثر الزنادقة و ما أكثر الفسّاق !!



#محمد_بالطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العُرْبان و الخيانة : من أبي رغال ,, إلى مؤتمر تونس


المزيد.....




- السعودية.. وزير الطاقة يثير تفاعلا بإعلان 14 اكتشافا جديدا و ...
- كيف سيبدو جبل قاسيون مستقبلا؟.. السوريون يتناقلون تصاميم إعا ...
- سردية تاريخية جديدة لسقوط الإمبراطورية الرومانية
- تايوان تختبر غواصة عسكرية جديدة
- كيف نحافظ على ذاكرتنا في سن الشيخوخة؟
- دراسة: النمل الأبيض يستخدم التقنيات البشرية للانتشار
- أرخص وسيلة لإيقاف الحوثيين
- بين التهديدات والتفاوض: لماذا اختارت إيران عُمان للوساطة مع ...
- ماذا عن هجوم القوات المسلحة الروسية المرتقب في أوكرانيا وأما ...
- خلافات بين ترامب ونتنياهو


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بالطيب - بين الدّيمقراطيّة و السّيادة الوطنية و الثّورة