عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3780 - 2012 / 7 / 6 - 14:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الانشقاقات في صفوف الجيش السوري مكتسب هام للثورة ...لكن المكتسب الأكبر والاستراتيجي هو قدرة مقاتلينا الأبطال الأشاوس في الجيش الوطني الحر والملتحقين به من ثوار الشعب، على تشقق جدار الخوف الذي يشيعه هذا الجيش ( اللاوطني) المرتزق ...حيث العبرة الأساسية أن الجيش المرتزق (الأسدي)، لم يكن ليلتحق بالجيش إلا لدوافع (الارتزاق والامتيازات والغنائم )، لم يكن ليخطر على باله قط مسألة التضحية بالدم في سبيل قضية الوطن أمام إسرائيل ، ناهيك عن ممكنات التضحية أمام الاحتجاجات الثورية العربية (لبنانية- فلسطينية ..وأخيرا سورية ) حيث كل هذه الحروب كان يعتبرها فرص مغانم : إن كانت غزوا للنهب المالي ، أو غزوات و استباحات جنسية لحريم الأمة وحرائرها عربية كانت أو سورية ...!
في حين أن جيش التشبيح والميليشيا الأسدية تثقف تاريخيا واجتماعيا على أن استباحة الأعراض لا قيمة معنوية أو أخلاقية لها إلا عند طائفة الأكثرية ( السنية) المحافظة والتقليدية المتخلفة ! ...ولهذا لم يكن عنده مشكلة أن يكون هناك رد إسرائيلي أو عربي سوري أو فلسطيني أو لبناني مماثل ، إذا كان يستهدف الرد على استباحة الأعراض باستباحات مماثلة ..لأن هذا الموضوع لا قيمة أو أهمية له في منظومة قيمهم (البدائية الإباحية ) ...ولهذا فإن الفرق شاسع بين قوتهم العسكرية التي نهبوا من خلالها المجتمع خمسين سنة باسم محاربة إسرائيل...وهم لم يقر في ذهنهم حقيقة هذه المعركة مع اسرائيل إلا بوصفها شعارا للتحكم والسيطرة باسم مقدسها الوطني .. أي لم يقر في أذهانهم سوى حربهم (الغنائمية المضمونة الانتصار) ضد مجتمعاتهم وشعوبهم ، وهم يعتقدون انها حروب سهلة ورابحة ، لكن (الجيش الوطني الحر) يقلب لهم المعادلة اليوم إذ يهزمهم ويثبت لهم أن ثمة كلفة لم يدفعوها من قبل منذ 1973 ،وذلك لأن للجيش الحر قضية يدافع عنها ، وهي قضية الدفاع عن الأهل والكرامة والشرف الوطني ، بل والشرف الأهلي اللذان لا يعنيان لهما شيئا ، بينما ليس لجيش الشبيحة والميليشيا الأسدية قضية سوى الامتيازات والنهب والسلب ، وهي إن كانت مهمة لهم غرائزيا وهمجيا لكن ليس لدرجة التضحية بالحياة من اجلها ولهذا فهم ينهزمون وسينهزمون ويستسلمون وسيستسلمون لأن قضية كسبهم لـ(معركة الغنيمة) لا يمكن لها أن تتساوى في التضحية والفداء مع (حرب العقيدة ) عقيدة الله والوطن والحرية التي يخوضها الجيش الوطني الحر ...فلا يمكن أن تتساوى قضية من يدافع عن شرفه وكرامته وحريته كالجيش الوطني الحر ، مع قضية مرتزقة التشبيح الأسدية وميليشياتها في التشبيح والتشليح ...ولهذا سينهزمون ويولون الدبر ...ولهذا نحن متفائلون وواثقون من النصر، بدون مؤتمرات ولا مؤامرات في جنيف أو القاهرة أوباريس...لأن مؤتمر نصرنا وانتصارنا الوحيد هو إرادة القتال والانتصار والحرية لدى شبابنا المقاتلين في ساحة الحرية التي يخوضها شبابنا في الجيش الوطني الحر..وليس في ردهات مؤتمرات (معارضتنا السياحية ) في عواصم العالم قاطبة.
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟