أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ابوحازم التورنجي - رثاء مناضل رحل بلا تأبين















المزيد.....

رثاء مناضل رحل بلا تأبين


ابوحازم التورنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3777 - 2012 / 7 / 3 - 23:57
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


رثاء مناضل رحل بلا تأبين
كلمة لابد منها في رحيل المناضل ابو قيس
أبو حازم التورنجي*
منذ بداية تشكيل الاحزاب السياسيه ،على أختلاف منابعها وتوجهاتها ، سوى كانت متحضرة او متخلفة ، تقدمية كانت ام رجعية ، وهي حريصه على ارساء تقليد حزبي يجمع بين المصداقية والتعريف بالعلاقة المتبادله للحزب وأعضاؤه، فلقد دأبت الاحزاب السياسية على تكريم قدمى أعضائها ، ورثاء وتأبين موتاها ، وتخليد من ضحى بحياته في مجرى كفاح ذلك الحزب ، بل ان بعض الاحزاب تنعي وترثي حتى البعض من اصدقائها وجماهيرها ، والامر يأخذ اتجاهين ، الاول ذو طابع دعائي للتعريف بالحزب وسياسته واهدافه ، وليس هذا موضع حديثي ، بل أن ما أود التأكيد عليه هنا ، هوالاتجاه الاخر ، أي المصداقية في شكل التكريم من استحضار مكانه وتضحيات من رحلوا ، كحقيقة بسيطة لاتحتاح الى رتوش ولا تزويق ، فهي ليست أعلان أودعاية لبضاعة تجارية ، بل هي دالة نضالية تتقد بحياة مناضلين بشر كمنار للقادمين الجدد ، ومن اجل أحياء وديمومة العطاء والمثابرة على هدى من رحلوا ، ولكي لا ينقطع ويتلاشى ذكر من رحلوا بلا أثر .....
تحضرني هذه المقدمة وانا أطالع (بأسى عميق مقرون بتفهمي لما يدور ويجري ) الصحف ومواقع الحزب الشيوعي العراقي ، فلا ارى شيئا من هذا القبيل في نعي ورثاء الرفيق أبو قيس (عبد الرؤوف حسين علوان ) , ولكي لا اكون مجافيا للحقيقة فقد أنحسر الامر واقتصر على نعي من منظمة روسيا الاتحادية ،ومنظمة مدينة السماوة ، حسبما قيل (أو لربما جرى الاكتفاء بنعي منظمة الانصار مشكوره على ذلك ) ، ومر الامر وكأن شيء لم يكن ، مع انني كنت قد استبشرت خيرا حين كتب الرفيق حسان عاكف بشكل شخصي في صحفات (الفيس بوك )بضعة اسطرعن الراحل ابو قيس ، وقلت انها بادرة خير ، ربما سيبادر المكتب السياسي الى سطرين في هذا الاتجاة ، كي يقطع الطريق على ( المتربصين والمتصيدين في الماء العكر) كما يحلو للبعض ، ان ينعت أصحاب القناعة و الرأي الاخر ، في عثرات كهذه ، وكم كنت ولازلت اتمنى لو ان شكوكي وظنوني ليست في محلها ، بل هي مجرد تأويلات ناتجة عن قلة معرفة بالتفاصيل والمعطيات ، لما يجري من حقيقة التعامل مع مثل هذه الحالات و مع تلك الرموزالبارزة التي تركت بصماتها في حقبة نضالية عصيبة من حياة الحزب الشيوعي العراقي بل ان تفاصيل حياة تلك الرموز ،هي بحد ذاتها تشكل جزءا لا يتجزء من تاريخ الحزب وطبيعة الظروف النضالية التي كانت سائدة في حياتهم... ليس وهم أو تزمت عدمي ، بأن هنالك من يريد لتلك الرموز ان يغمرها النسيان ، طالما ترائت له ،بأن افكار واراء وقناعات تلك الرموز النضالية ، مزعجة لهذا البعض المتحكم والقابض على مفاصل الامور في الوقت الحاضر ، أو انها شيء من الماضي الذي يراد طي صفحاته ورموزه كما يخيل لي ، وفي كل الاحوال ، فأن هكذا أمر بلوهكذا تعامل ، يبعث كل الحزن والاسى ، في صدري وانا أقف مذهولا امام الصور القاسية لشكل التجاهل وعدم انصاف من أفنوا زهرات الشباب وحتى سنوات العمرالطويله وفي احلك الظروف مناضلين حقيقيين لقضايا الشعب والحزب ....
أبو قيس ، والذي لم أعرف أسمه (عبد الرؤوف حسين ) الا قريبا ، ليس اخي ولا قريبي ولايجمعنا الانتماء العشائري او الطائفي أو المذهبي ، مثلما آل اليه الخراب في زمن الدكتاتورية الفاشية ومن ثم الاحتلال (أقرها الانحطاط ) ، من صعود وتيرة وحدة التعصب والتزمت للولاءات الضيقة والانتماءات المقيته في أغلب جوانب الحياة الاجتماعية العراقية في السنوات الاخيرة ..... بل كان ابو قيس رفيقا شيوعيا عرفته في مجرى الحياة الحزبية النضالية في بلغاريا وكردستان ، تتجلى فيه صفات المناضل الثوري الورع الدمث والعميق ،كقامة باسقة لم تنحي أمام أقسى ظروف الملاحقة والارهاب منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي ، ولم يضعف امام المغريات في زمن الترهل السبعيني في ما سمي ( الجبهة الوطنية) ، بل ترك وراءه كل شيء ،واغلى شيء ، من الاهل والعائلة ، الزوجة والوظيفة كمدرس ذو المكانة المرموقة والهيبة التي يقر لها بها حتى خصومه ، ليلتحق بركب الحزب في ظروف الاختفاء في بغداد ومن ثم الهجرة القسرية الى المنافي الاجباريه ، ككل المناضلين الذين غادروا العراق نهاية السبعينات ،وقد عز عليهم ، لكنهم حملوا معهم قضية الحزب والشعب حيثما رحلوا ، وليعود ثانية الى العراق مطلع الثمانينات ليلتحق بصفوف الانصار الشيوعيين في جبال وعموم كردستان العراق معبرا عن صدق الولاء والانتماء في النضال جنب شعبنا العراقي ضد الطغمة الدكتاتورية الفاشية للطاغية المقبور ، وبقي في كردستان ،حتى قيام النظام الدكتاتوري بحملات الانفال سيئة الصيت والتي استخدم خلالها اشد انواع االاسلحة فتكا ، بما فيها الاسلحة المحرمة دوليا من الاسلحة الكيمياوية كغاز الخردل وغاز الاعصاب ضد القوى الوطنية وعموم الشعب الكردي..... ، وليجد الرفيق الراحل ابا قيس نفسه مجبرا مضطرا للعودة الى المنفى الاجباري مرة أخرى على مضض .....عاد الى المنفى من جديد بداية التسعينات ، حيث كانت الاحداث الكبرى تلتهب وتتصاعد ، بدءا بحرب الخليج الثانية وانتهاءا بسقوط الاتحاد السوفييتي ، مرور بفترة من الخيبات والاحباطات والانكسارات على الصعيد الحزبي واستفحال ظاهرة السلوكيات الحزبية الغريبة التي الحقت الكثير من الاذى والضرر بالعديد من الرفاق المناضلين،و ليجد الرفيق الراحل ابا قيس نفسه في نهاية مطاف المنفى ، وسط دوامة من مرض منهك يستنزف طاقاته تدريجيا وليسلبه القدرة الانسانية السابقة الذي تميز به،
ولاأريد ان انتقص هنا ، من الجهود الطيبة للعديد من الرفاق الرائعين في موسكو ، و الذين بذلوا قصارى جهدهم ،وكل ما توفرت لديهم من امكانيات لمساعدة ابي قيس في محنته مع المرض ، رغم صعوبة ظروفهم وقلة الامكانيات ولكن كان المطلوب وقتها ، منتصف التسعينات ، من أصحاب القرار والمعنيين بأمره ، ان يتم تسهيل ترحيله الى احدى بلدان اللجوء كي يتسنى له الحصول على العناية الطبية المتطورة والرعاية الانسانية اللائقة ، والتي كان بأمس الحاجة اليها ، مثل الكثيرين ممن رحلوا الى بلدان اللجو كي يحضى على الاقل سنواته الاخيرة بشيء من الراحة بعد كل تلك المسيرة النضالية الطويلة الشائكة المستنزفة لقوى المناضل ، ولكن تاخر الوقت وضاعت الكثير من الفرص في امكانية سفره الى احدى بلدان اللجوء ، وليتدهور وضعه الصحي من سيء الى أسوء ... وليغدو لاحقا من العسير علاجه .
رحل أبا قيس في مدينته السماوة المدينه التي احباها وأحب ناسها وأحبوه، رحل وهو يترك اسى ولوعة في القلوب لهذا الرحيل المبكر ،
رحل بهدوء ككل النوراس حين ترحل هادئه وقت الخريف
ومع رحيله تبقى ذكراه عطرة في الجوانح ، ونبقى نعيش مع الذكريات العديدة التي جمعتنا لتلك الايام والسنوات النضالية بحلوها ومرها فلك الذكر الطيب ولنا الاسى
• صباح يوم 18 حزيران توفي الرفيق ابو قيس في مستشفى مدينة السماوة التي عاد اليها بداية السنة الحالية من المنفى الاجباري في روسيا الاتحاديه



#ابوحازم_التورنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ابوحازم التورنجي - رثاء مناضل رحل بلا تأبين