حانة الكلمات

خلود العدولي

الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 19:42
المحور: الادب والفن
    

تكتب الكلمات كذبحات الوتر في جمجمة الكمان
تغادر أعشاشها الثورية الحالمة
تغادر أنامل العازف السكران
في حانة الكلمات تقسم الحروف
حرف الألف صراخ في الميدان
الباء فأر راقص في البار
الجيم جعجعة في سروال الساقي
الحاء فحيح السواد فوق أرضنا
الميم ميلادنا الدائم في النار
السين مسمار مرتجف في رسغي
للكلمات رقصتها في الحانة
للكلمات تانغو النهد المنقط
للكلمات بيدق في حرب الحب
للحانة إصفراري في الساحة
الساحة المتكاثرة تحت شجرة
ليت التكاثر ينفك عن إنجاب السواد
الأسود إحتلالهم لفتات خبزنا
الأسود إنفلاتهم من أظافرنا اللاحمة
الأسود أنياب من البلاستيك المستورد
الأسود سياط من الأمل المستمر
في حانة الكلمات
توقع الراقصة جنونا قديما
تشرب من أكفة الحاضرين
تنافش المرآة عن آداب الطقطقة
تبحث عن وطن في مفترق حاجبيها
تعاند الغرق في حمى الأسود
لا أسود في حانة الكلمات
ما من حرف صامت
ما من حرف يمارس السر الأسود
الحروف في عراء سلس
الحروف في انتصاب سريالي
إنتصاب بين خصر الراقصة و فيهها
إنتصاب يداعب دمع البلاد
لنرقص
يقول حرف مار بمقعد عجوز
العجوز فارة من جدار الحانة
هاربة لحضن الشاب القمحي
لنرقص
تقول نوتة هاربة من البيانو
نوتة ملتصقة بزند الحانة
للحانة سيقان بحرية مرتعشة
للحانة ريق الضحايا
للحانة مأتمي و محطاتي الكثيرة
للعجوز الراقصة طيف مناور
لنرقص بالأحمر بالأخضر
لنرقص بالطحالب
لنرقص بالزيت
لنرقص باللقالق
لنرقص بمسدس
لنرقص بزجاجة مثقوبة
لنرقص عراة من الصوت
لنرقص بالسكين الحافي
لنرقص بالحروف المتبقية
لنرقص بهذا الأمل
الحانة في نور خفيف
و أنا و أنت
في توهج
الحانة في إرتجاج طفيف
و أنا و أنت
في إهتزاز طنان
الحانة في بداية المخاض
و أنا و أنت
نتوالد بين الصخر الضبابي
الساحة في عجاج مكبل بمأساتنا
تمضي الأسود و تبقى الضباع
تمضي الأسود و تبقى الثعابين السامة
و نحن في حانة الكلمات
نغترف شفاهنا من فم الطريق الطويل
نلتحم في عمق أسطورة ما
و نمضي في سعة الحلم الكبير
أطعنك بسبع حروف
تجرح عنقي بحرف مستطيل
أراقصك وقوفا على الطاولة
تمارسني في خشوع بدوي
أقسمك بين أصابعي الخمس
تعشقني في الإنسياب
أعشقك في فقاعة القبلة
أجتاحك بالسيف في الشريان
أحتسي شقاوتك في فوضاي
أمرر يدي فوق بللي
و أشرب من سيل العطش
تصلبني بين الصدر و العجز
أنتقم للصلب
فأصير سطرا يلد القصيدة.

#خلود_العدولي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات