أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الشاعرروائياً














المزيد.....

الشاعرروائياً


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 02:27
المحور: الادب والفن
    


الشاعرروائياً


مالاشك فيه،أن للشاعراستراتيجياته الخاصة في كتابة قصيدته،كما أن للروائي استراتيجياته الخاصة في كتابة روايته، وإن لكل منهما مخياله الذاتي، ولغته الفارقة، وأدواته ذات الصلة الوثيقة بعالمه الإبداعي، كما أن لكلا فني الشعروالرواية رونقهما، وسحرهما، وألقهما، وجمالياتهما، وسوى ذلك من الخصائص التي تدلُّ على كلٍّ منهماعلى حدة…!.

وانطلاقاً من جملة الصفات التي يتمتع بها كل فن منهما، من دون الآخر، بما يسجل لهما الاختلاف الشكلي المطلوب الذي يكفل تحديد شخصيتيهما، فإنه ليترتب على عالمي الشعروالرواية أن تكون لهما-في المقابل- علاماتهما الفارقة، ذلك لأن هناك ما يميز كلَّ فن منهما، دون الآخر، ليكون من عداد مفردات هويته، غيرالقابلة للاستنساخ، ولعل في إجراء أية مقارنة بين تناول كل منهما ل"الحدث"أو "الفكرة" ما يبين أن البون بينهما جدّ شاسع، لأن القصيدة لاتحتمل إلا مقاربة الحدث، أو الفكرة،على نحوسريع، بل واعتمادالدوال بطريقة مختلفة، بينما تنهمك الرواية في سرد الوقائع، والتفاصيل الصغيرة، إلى الدرجة التي تكون من عداد أدواتها التي لاغنى عنها، مهما اختلف تكنيك الكتابة،بين روائي وآخر.

وإذا كانت هناك قواسم مشتركة، بين عالمي الشعروالرواية، فإن اللغة، تعدُّ الأداة الأولى المعتمد عليها، فيهما، إلى الدرجة التي لاغنى عنها البتة، بل لايمكننا تصورهما، من دون لبنة اللغة، كمفردة بنائية، وركيزة كبرى، باتت تغوي الشاعرليدخل في مختبرالكتابة الروائية،لاسيما عندمابات يرى بأم عينيه، مزاحمة الروائي له، على شعرية لغته، واعتمادها عليه، وكأنه يريد من نصِّه أن يكون"سيِّد الفنون" قاطبة، حيث فيه ملامح القصِّ، والشعر،والرسم، والتشكيل، والموسيقا، والغناء، والرقص، والسينما، والمسرح، على اعتبارأن هذا الفن قادرعلى هضم، واستيعاب كل هاتيك الفنون، ضمن هندسة خاصة، ماجعل الرواية تلفت الانتباه، على مستوى كوني، كحاضنة للفنون، بل وربما ك"ديوان"عالمي، ربما يسعى إلى إلغاء سواه من الإبداعات..!.

إن مثل هذه الغواية-تحديداً-كانت مدعاة لإقدام-الشاعر-على كتابة الرواية، لاسيما وأن الأدوات الأولى في المختبرالروائي متوافرة بين يديه، وإن الرواية لم تعد قفصاً ذهبياً مغلقاً على شكل واحد، دون سواه،لأنَّ الإبداعات المتعددة التي باتت تصبُّ في حوجلة الرواية، أعطتها دفعاً شديداًلتخرج عن الإطارالواحد، وتمارس جماليات التجريب الذي كسرسطوة الشكل الأحادي الذي كان لابدَّ من الاقتداء به، لذلك فإن محاولة الشاعر،هذه، تكللت بالنجاح،مادام أنه-هو الآخر-قادرعلى كتابة نمط روائي، إما أن تكون اللغة عموده الفقري، كما فعل الروائي سليم بركات في سلسلة رواياته،بعد تجربته الروائية الأولى "فقهاء الظلام"أو أن يزاوج بين الأحداث واللغة، مخلصاً لأدوات الشاعروالروائي، في آن واحد، كما هوحال جبرا إبراهيم جبرا وغادة السمان وعادل محمود، وآخرون كثيرون..!.

لقد استطاع الشاعر،أن يردَّ على محاولات الروائي، في استنفاذ شعرية القصيدة روائياً، من خلال إجراء نقلة مقابلة، من جهته، عبر الاشتغال على الرواية،شعرياً، وهوما فتح فضاءات أوسع، أمام النصين الشعري والروائي، ليكون ناصَّاهما-معاً-في مواجهات مفتوحة، مع الذات، والآخرالفني الإبداعي، وهي –في النهاية- مواجهات في صالح هذين الفنين، على حد سواء-شريطة ألا نخسرأحدهما وهو الشاعر احتمالاً- ناهيك عن أن ذلك ليثري العلاقة بين الفنون،عامة، من خلال تزاوجها، بما يمدّ ها بشرايين دموية،إضافية، جديدة، تدخل في خدمة رسالة الإبداع الإنساني…..!.
إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب التماسيح على الدم الفصيح
- في ردم الهوة بين النقد الأدبي والنص
- صناعة الماضي
- موَّال ديري*
- حقيبة الحكومة الأخيرة
- البريد الإلكتروني
- البريد الإلكتروني2
- مابعد الأدب؟.
- ثقافة البيئة.. ثقافة الحياة..!
- آزادي- أولى جرائد الثورة السورية تشعل شمعتها الثانية*1
- القصيدةوالكتابة الثانية
- سرديات مفتوحة على التحول:ثورات الربيع العربي تفرزأدبها الجدي ...
- بين القلم والكيبورد
- مشروع غسان تويني التنويري
- الطائرة1*....!:
- الطائرة....!:
- ثلاثية العنقاء والرماد2-3-4
- ثلاثية العنقاء والرماد2-3:
- حدود المثقف
- خطاب لحظة ما بين السكين والرقبة:


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الشاعرروائياً