أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - مِنْ -سجين طرَّة- إلى -سجين طنطاوي-!














المزيد.....

مِنْ -سجين طرَّة- إلى -سجين طنطاوي-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 13:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مُضطَّراً مُكْرَهاً ذهب الرئيس المصري (المدني) المُنْتَخَب محمد مرسي، والذي شَقَّ عصا الطاعة في "ميدان التحرير"، إلى ما يشبه "بيت الطاعة"، وهو الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، فأدَّى اليمين الدستورية أمامها، فأصبح رئيساً للجمهورية، فَنَقَل إليه "المجلس العسكري الأعلى" السلطة، أيْ سلطة رئيس الجمهورية، مُحْتَفِظاً لنفسه بسلطة التشريع (بعد، وبسب، حل "مجلس الشعب").

هذا تَنازُل واستخذاء لمشيئة "المجلس العسكري"؛ ولن ينال من قوَّة هذه الحقيقة (المُرَّة) قول من قبيل إنَّ الرئيس المُنْتَخَب أراد، بقبوله تأدية اليمين الدستورية أمام هذه الهيئة، أنْ يُشْهِر (ويؤكِّد) إيمانه بـ "دولة القانون"، وبـ "الدستور"؛ فهذا "إيمان" يَكْمُن فيه كثير من "الكُفْر" بقانونية ودستورية وشرعية هذه المحكمة، التي هي من أدوات الحكم في عهد الرئيس المخلوع مبارك، والتي أكَّدت بنفسها عدم قانونيتها، وعدم دستوريتها، وعدم شرعيتها، إذ حَكَمت بحلِّ "مجلس الشعب" المُنْتَخَب، مزوِّدةً "المجلس العسكري الأعلى" بالحيثية القانونية والدستورية لإصداره قرار حلَّ "المجلس"، ولوَضْع يده، من ثمَّ، على سلطة التشريع، التي سيستخدمها بما يُقَوِّي سلطة الرئيس إذا ما استعملها لمصلحة "العسكر"، وبما يُضْعِفَها إذا ما استعملها لمصلحة الشعب والثورة؛ وكأنَّه (أيْ الرئيس المُنْتَخَب) المرأة المُغْتَصَبَة جيء بها عروساً إلى الكنيسة (أيْ "المحكمة الدستورية العليا") لإلباسها لبوس الشرعية؛ فانتظِروا (ولن يطول انتظاركم) عودة الرئيس مرسي إلى "أهله وعشيرته" في "ميدان التحرير"، مُسْتَنْصِراً، طالِبَاً الدَّعم والمدد؛ فإنَّ "ألغاماً" كثيرة زَرَعَها "المُسلِّم" طنطاوي في درب "المُسَلَّم (إليه السلطة)" مرسي.

وإنَّها لتجربة قانونية ودستورية غنية بمعانيها ودلالاتها؛ وليس من أهمية لتجربةٍ يخوضها المرء إذا لم يَخْرُج منها بالدروس والعِبَر؛ فـ "السلطة القضائية"، وعلى رأسها "المحكمة الدستورية العليا"، يجب أنْ تأتي بما يوافِق مبدأ "الشعب هو مَصْدَر السلطات جميعاً"، فيَنْتَخِبها الشعب انتخاباً، ولا يعود من حقّ، من ثمَّ، لأيِّ سلطة مُنْتَخَبة أنْ تَحِلَّ غيرها من السلطات المُنْتَخَبَة؛ وويلٌ لأُمَّةٍ ارتضت قضاءً غير مُنْتَخَب؛ فإنَّ قضاءً كهذا، ومهما تبجَّح القُضاة، لن يكون إلاَّ ذَيْلاً للسلطة التنفيذية، ولكبار المهيمنين عليها.

الرئيس مرسي سيشرع يُصارِع من أجل حصوله على سلطات وصلاحيات رئاسية يُعْتَدُّ بها، وعلى مزيدٍ منها؛ لكنَّه سيزداد اقتناعاً، يوماً بعد يوم، بضرورة تحطيم القيود التي قيَّده وكَبَّله بها "الإعلان الدستوري المُكمِّل (المُكبِّل)" الذي أصدره "المجلس العسكري الأعلى" إذ اغتصب سلطة التشريع؛ فهل الثورة مع زيادة وتقوية وتعزيز سلطة رئيس الجمهورية مرسي؟

إنَّه لسؤال يشبه سؤال "هل المطر مفيد أم ضار؟".

الثورة مع زيادتها وتقويتها وتعزيزها إذا ما كان من شأن ذلك تقليص وإضعاف سلطة العسكر، والتي بفضلها يُصْبِح وزير الدفاع طنطاوي رئيساً (فعلياً) لرئيس الجمهورية مرسي؛ لكنَّها، أيْ الثورة، يجب أنْ تكون مع تقليصها وإضعافها توصُّلاً إلى تركيز السلطة التنفيذية في البلاد في حكومة برلمانية (ائتلافية) مُنْتَخَبة، أيْ منبثقة من برلمان مُنْتَخَب؛ فإنَّ نظام الحكم الذي يُركِّز السلطة التنفيذية في فَرْدٍ هو رئيس الجمهورية لن يُنْتِج في بلادنا إلاَّ ضَعْفاً، ومزيداً من الضَّعْف، للديمقراطية بأوجهها كافَّة.

إنَّنا لا ندعو إلى صِدامٍ بين "الرئيس" و"المجلس العسكري الأعلى"؛ وإنَّما إلى رَفْع وزيادة منسوب الضغط الشعبي الثوري السلمي في "ميدان التحرير"، وفي سائر ميادين الثورة في مصر، وإلى أنْ يُصارِع "الرئيس"، في استمرار، ضدَّ "الإعلان الدستوري المُكمِّل"، مستعيناً دائماً بـ "الميدان"، وإلى الإسراع في تأليف "فريق رئاسي" وحكومة جديدة ائتلافية مؤقَّتة، وإلى أنْ تُسْرِع "الجمعية التأسيسية" في كتابة مشروع الدستور (الديمقراطي) الجديد، المؤسِّس لـ "الدولة المدنية الديمقراطية"، وإلى أنْ يُسْتَفْتى فيه الشعب سريعاً، فيُنْتَخَب، سريعاً، "مجلس شعب" جديد، إذا ما تعذَّر إلغاء قرار حل "مجلس الشعب".

وإنَّ "الدولة المدنية الديمقراطية"، وبصفة كونها غاية الثورة، ونصرها النهائي، لن تأتي إلاَّ في الصراع، وبالصراع، ضدَّ عدُوَّيْها اللدوديْن، "العسكر" و"سلطة رجال الدِّين"، فالعسكر يعودون إلى "الجبهة"، ورجال الدِّين إلى الجوامع والكنائس.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسي الذي أصبح للثورة مرساةً!
- لا شرعية في مصر تَعْلو -الشرعية الثورية-!
- حتى يكون مرسي مرساةً للثورة!
- قَوْلٌ عظيم لرَجُلٍ عظيم!
- هذا الإنكار- ل -شعبية- الثورة في مصر وسورية!
- مصر ثَوْرَة على -الوثنية الدستورية- أيضاً!
- لِنَحْتَفِل بهزيمة شفيق لا بانتصار مرسي!
- لعبة العجوز الداهية طنطاوي!
- لو قرأوا -الدولة والثورة-!
- إيضاحات وردود
- -مأثرة- ماركس التي عَجِزوا عن النَّيْل من إعجازها!
- -دولة المواطَنَة- التي تتحدَّانا أنْ نفهمها!
- -الديمقراطية- ليست -فتوى-!
- العودة إلى 11 شباط 2011!
- حتى يصبح -نفي الرأسمالية- هدفاً واقعياً!
- صراعٌ يَصْرَع الأوهام!
- خَبَرٌ صغير!
- .. إلاَّ انتخاب شفيق!
- مصر.. عودة الوعي وعودة الرُّوح!
- -الحولة-.. صورة حاكمٍ وسُورة شعبٍ!


المزيد.....




- وضع سائل -كلوركس- في الحليب.. مراهق أمريكي متهم بتسميم والدت ...
- مسؤولون سابقون يهاجمون نتنياهو: تصرفاته -تشبه الأنظمة الظلام ...
- أكبر عملية طرد: الجزائر ترحّل إلى النيجر 1800 مهاجر إفريقي غ ...
- الاستعدادات النهائية لجنازة البابا ومشاهد فوضوية للمودعين
- سوريا.. انفجار قوي في الميناء الأبيض باللاذقية (فيديو)
- بيان روسي في ذكرى التقاء الجيشين السوفيتي والأمريكي بعد تحري ...
- وفاة مفاجئة لبلوغر مصري تعرض لسخرية كبيرة على السوشيال ميديا ...
- السيسي يوجه رسالة لغزة في ذكرى انسحاب إسرائيل من سيناء
- لمحة عن اللقاء التاريخي للقوات السوفيتية والأمريكية على نهر ...
- الدفاع الروسية: تحرير 6 بلدات في كورسك ودونيتسك خلال أسبوع


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - مِنْ -سجين طرَّة- إلى -سجين طنطاوي-!