|
دعوة للأئتلاف
ضياء عبد الحسين فرج الفيلي
الحوار المتمدن-العدد: 1104 - 2005 / 2 / 9 - 09:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دعوة للأئتلاف " بألأمس لم تكن تنضج بعد وغدا يفوت ألأوان ...... اليوم " د. ضياء عبد الحسين فرج الفيلي ----------------------- السويد || 7- شباط – 2005 ----------------------- خلال الايام الاخيرة ؛ ومن خلال متابعاتي لعدد من المقالات التي نشرت في الصحافة الورقية وعلى شبكة الانترنت ؛ لاحظت ان هنالك من يسعى ؛ وباندفاع كبير وحماس يصل حد التعبئة ؛ للقيام بتشكيل تنظيم جديد ؛ وربما اكثر للكورد الفيليين...! وبألتاكيد ان هذا حق طبيعي ومشروع لكل فئة او جماعة او حتى فرد للقيام بذلك .. ! تلك هي احدى قيم الحرية والديمقراطية ..! لكن ؛ وعلى حد علمي .. ان هنالك اكثر من اربعة تنظيمات للكورد الفيليين ؛ تعمل فعليا في الساحة السياسية العراقية ؛ منها العلماني المنهج والفكر .. ومنها أسلامي الطابع والنهج .. وجميع هذه التنظيمات ولنقل " الاربعة فقط " لم تستطع منذ تشكيلها ولحد الان ان تحقق شيء ملموس لهذه الشريحة الواسعة من المجتمع العراقي المظلومة تاريخيا وعلى مدى عقود من الزمن . لا بل انها ؛ اي هذه التنظيمات عجزت حتى عن تحقبق الحد الادنى ؛ الا وهو جمع شمل هذه الشريحة الواسعة والدفاع عن حقوقها الاجتماعية ؛ واشدد هنا على الاجتماعية ناهيك عن الحقوق السياسية . وعندما نتسائل عن من المسؤول عن هذا التشتت وبهذه الطريقة ! ؛ يبدأ كل طرف او تنظيم بتبرير مواقفه ؛ وبرمي أللوم على الطرف او التنظيم الاخر في ذلك. وفي ذات الوقت الجميع ينطلق من انه هو الذي يمتلك الحق والحقيقة في ان معا وبشكل مطلق ..! وان نهجه هو الطريق الصحيح والامثل . والذي لايحتمل حتى النقد. بعد هذا الايجاز السريع لواقع عمل التنظيمات انفة الذكر … ؛ السؤال الذي يطرح نفسه ؛ هل من الصحيح والمعقول ألان … العمل على تشكيل تنظيم جديد او ربما اكثر ..؟ وماهي الفائدة المرتجاة من اضافة رقم جديد .. او ارقام جديدة الى ماهو موجود وفاعل عمليا في الساحة السياسية ..؟ ألى متى تستمر عملية النشوء والتكائر لمثل هكذا تنظيمات …؟! والى اين تمضي وتحط الركاب بنا ..؟! وماهو الهدف من نشوئها..؟! أذ لم يستطع؛ العامل منها فعليا؛ ان يحقق ابسط طموحات الكورد الفيليين في الوحدة والائتلاف والتآخي …!! الجميع وبكل تأكيد يحرص على أن يكون هو الافضل وألاحسن بين كل هذه التنظيمات .. والجميع يطرح نفسه على انه؛ هو الاجدر ... وانه يحترق من أجل الكورد الفيليين وقضايهم العادلة ؛كما انه يريد الخير والرفاه لجميع هذه الشريحة الواسعة .. ألتي عانت ألويلات والقهر وألاستبداد على كافة الصعد ... بدءا من استلاب حقها في المواطنة مرورا بعمليات القهر والتهجير ومصادرة الاملاك.. والتغييب والابادة .. وصولا الى المقابر الجماعية .. نعم اذا نظرنا الى واقع عمل هذه التنظيمات ؛ بغض النظر عن الاختلافات في التوجهات الفكرية والسياسية ؛ وحتى الخلافات الشخصية منها ؛ نرى في المحصلة النهائية ؛ ان الجميع يريد ويسعى للعمل وبأخلاص متفاني من اجل انتزاع حقوق الكورد الفيليين ؛ ورفع الغبن والحيف والظلم الذي تعرضوا له خلال العقود المنصرمة ... وتعويض كافة المتضررين من جراء الممارسات الفاشية التي لحقت بالكثير منهم ... من العهود والانظمة الدكتاتورية المتعاقبة ؛ التي استحوذ ت واحتكرت السلطة منذ تأسيس ونشوء الدولة العراقية في نهايات الربع الاول من القرن الماضي ... ولحد الان . من كل ماتقدم .. اردت ان اخلص الى نتيجة ملموسة .. وهي ؛ كلما زاد عدد التنظيمات وخاصة "السريعة الطبخ منها" ..! كلما ازداد التشرذم والتمزق والتشرد ؛ الذي ادى ويؤدي بالضرورة الى تفشي ظاهرة اليأس والاحباط عند عامة الكورد الفيليين ..! خصوصا عند الناس البسطاء منهم. ومانسمعه اليوم ونراه خير دليل على ذلك اي بأللهجة العراقية الدارجة ( "دكاكين"...كل ثلاثة او اربعة تشاركوا وفتحوا لهم "دكان" اي- حزب ) . ان الذي يجري الاعداد له ؛ لتشكيل تنظيم جديد او تنظيمات جديدة ؛ لن يصب بألنتيجة في مصلحة الكورد الفيليين ... بل العكس تماما ... سيعمل على توسيع الهوة القائمة اساسا بينهم ؛ اكثر فاكثر ..! وسيصبح مثار تندر وسخرية الجميع ... وربما اضحوكة كذلك لدى من يريد ان يشمت بنا .! فأرجوا من كافة الاخوة المتحمسين والحريصين على وحدة صف الكورد الفيليين ؛ ان يتوقفوا عن الشروع بتكوين تنظيمات جديدة ؛ وان يغضوا الطرف عنها في الوقت الحاضر .. وان يركزوا جهودهم وكل طاقاتهم على ايجاد حلول سريعة وناجعة ؛ للفرقة والتشتت الذي نعيش ..من اجل الدخول بفاعلية وقوة في المرحلة السياسية القادمة... في العراق الجديد ! ان المتتبع للُوحة السياسية في عراق اليوم .. يشاهد وبكل وضوح ؛ ان بعض الاحزاب والتشكيلات والكيانات على اختلاف ايديولوجياتها ومناهلها الفكرية ... علمانية كانت ام اسلامية ؛ ليبرالية ام راديكالية ؛ وعت المرحلة مبكرا .. وسعت بوعي منها ومازالت تسعى لايجاد أئتلافات طائفية وقومية ومذهبية ... وحتى عشائرية واثنيه .. ولقد خاض البعض من هذه التنظيمات والتشكيلات ؛ الانتخابات الاخيرة تحت قوائم أئتلافية طائفية.. وقوائم أئتلافية قومية ... حققت نتائج مذهلة ...! لم تكن متوقعة ابدا ....! ونرى العكس تماما .. ان احزاب عراقية عريقة يمتد تاريخها النضالي ؛ المشهود له ؛ الى اكثر من سبعة عقود... خاضت الانتخابات بقائمات منفردة ...لم تستطع ان تحقق في الفرز الاولي لاصوات الناخبين نتائج ذات تاثير كبير ..! فلنستخلص النتائج من ماتقدم ذكره . ولتكن لأولي الالباب عبرة من هذه التجربة الملموسة . فمن باب الصالح العام.. ومن اجل مصلحة الكورد الفيليين ...ووفاءا لروح شهداءنا الابرار... ارى ان المرحلة القادمة تتطلب منا جميعا السعي لتشكيل :- " لجنة تنسيق على كل المستويات .. من القيادات النشطة في التنظيمات والجمعيات الفاعلة في الساحة السياسية والاجتماعية - داخل العراق وخارجه - ومن المشايخ والوجوه الاجتماعية والجماهيرية الرزينة .. ومن الشخصيات الوطنية البارزة المستقلة ... ومن الكوادر العلمية والمثقفة ... مهمتها العمل بتفاني واخلاص ونكران ذات؛ يغلب المصلحة العامة على المصالح الضيقة والشخصية ... لفتح حوار شامل .., صريح وبناء ؛ يهدف بالاساس الى جمع شمل اكبر عدد ممكن من الكورد الفيليين في أئتلاف متين يضع برنامج واضح المعالم وشامل للمشاركة والخوض في المعترك السياسي – الاجتماعي للمرحلة القادمة في عراق الديمقلراطية " وعلى هذه اللجنة ان تسعى بمثابرة الى : *- ايجاد سبل وطرق اتصال بين كافة قيادات الاحزاب والتنظيمات والجمعيات ؛ للكرد الفيليين ؛ الفاعلة على الساحة السياسية – الاجتماعية "داخل وخارج العراق" وفتح حوارات بناءة تهدف بالاساس الى التغلب على كافة الخلافات والاختلافات الموجودة ..وتقليص حجم فجواتها ... بما يخدم نهج الائتلاف المنشود . *- التحرك الى جميع التنظيمات السياسية والجمعيات والنوادي الاجتماعية للكورد الفيليين التي تمارس نشاطها في دول اللجوء والمنافي...كي يساهموا بدورهم في توعية الجالية الفيلية... باهداف الائتلاف وضرورة المشاركة به ودعمه *- التحرك الى جماهير الكرد الفيليين بشكل عام... وخاصة المثقفين والفنانين والمبدعين في كافة المجالات.. والى الكوادر العلمية وحملة الشهادات .. وحثهم جميعا على الانخراط في ألأئتلاف ودعم توجهاته بغض النظر عن انتمائاتهم السياسية او الفكرية *- مفاتحة الشخصيات السياسية الكوردية الفيلية ... وخاصة القيادية منها والعاملة مع الاحزاب السياسية العراقية الاخرى .. العربية منها والكوردية .. وطلب دعمهم لهذا الائتلاف. ان وعي المرحلة الراهنة التي يمر بها العراق اليوم ؛ ضرورة ملحة؛ يجب ادراكها من قبل الجميع .. قبل فوات ألآوان ... مازال هناك فسحة من الوقت .. لحين موعد الانتخابات القادمة في نهاية هذا العام 2005 كما مقرر لها في الاجندة السياسية للعراق... لنعمل جميعا بجد ومثابرة ونكران ذات حتى يرى ألآئتلاف المنشود النور." بألأمس لم تكن تنضج بعد وغدا يفوت الأوان ..... اليوم" !
#ضياء_عبد_الحسين_فرج_الفيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعد ارتفاع أسهم تسلا عقب الانتخابات الأمريكية.. كم تبلغ ثروة
...
-
وزير الخارجية الفرنسي: لا خطوط حمراء فيما يتعلق بدعم أوكراني
...
-
سلسلة غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت (فيديو)
-
هل تعود -صفقة القرن- إلى الواجهة مع رجوع دونالد ترامب إلى ال
...
-
المسيلة في -تيزي وزو-.. قرية أمازيغية تحصد لقب الأجمل والأنظ
...
-
اختفاء إسرائيلي من -حاباد- في الإمارات وأصابع الاتهام تتجه ن
...
-
أكسيوس: ترامب كان يعتقد أن معظم الرهائن الإسرائيليين في غزة
...
-
بوتين يوقع مرسوما يعفي المشاركين في العملية العسكرية الخاصة
...
-
-القسام- تعرض مشاهد استهدافها لمنزل تحصنت فيه قوة إسرائيلية
...
-
للمرة الأولى... روسيا تطلق صاروخ -أوريشنيك- فرط صوتي على أوك
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|