أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زهير الخويلدي - وداعا أنور عبد الملك فارس الثقافة الوطنية














المزيد.....


وداعا أنور عبد الملك فارس الثقافة الوطنية


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 22:17
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"ان عملية تغير العالم لا تحدث بشكل موضوعي آلي بحت من جراء تطور القوى الانتاجية... انها عملية تلعب فيها الارادة السياسية دورا رئيسيا يمتد مجاله من الجيو- سياسة العالمية والإقليمية الى الدين وصراع الحضارات."
غادر الدنيا يوم 18 جوان 2012 الماضي بباريس مفكر عربي مستنير هو أنور عبد الملك المولود في 23 -10- 1924 بالقاهرة وقد تراوحت حياته في التنقل بين فرنسا ومصر والتردد بين الأدب وعلم الاجتماع وبين الماركسية والفكر النهضوي وبين الصحافة والتدريس وبين البحث الأكاديمي ضمن مؤسسات عالمية والمشاركة الميدانية للأنشطة الحقوقية للجمعيات الأهلية ولكنه قد عرف في الأوساط الثقافية بكشفه باكرا عن أزمة الدراسات الاستشراقية وابتعادها عن الروح الموضوعية وبحث عبر منهج الجدلية التاريخية عن الشروط المادية لتغيير وضع العالم نحو الأفضل ولكنه اصطدم بالخصوصية الحضارية والتباين بين الواقع الغربي الذي أنتج أفكار الاشتراكية والقومية والمعطيات الجديدة التي اقتضاها كفاح شعوب العالم الثالث ضد الاستعمار والعولمة ولذلك نراه قد انتبه الى استحالة تطبيق الأساليب العلمية الغربية على المجتمع المصري الذي تخترقه روحا شرقية. لقد جمع عبد الملك بين مشاركة أبناء الوطن همومهم وانشغالاتهم وتبني قضايا الهوية والتجدد الثقافي وخاضة معركة الأمة ضد التبعية والهيمنة السياسية والفكرية الغربية وفكر بجدية في الموقع التي يمكن ان يحتله الجيش في المجتمع والدور الذي لعبته هذه المؤسسة العسكرية في التاريخ السياسي والوطني لمصر وآمن بالثقافة الوطنية بوصفها المشترك الديمقراطي بين المسلمين والمسيحيين وحاول ابداع بديل حضاري يعبر عن عزيمة أرض المحروسة على التصدي لكل المشاريع الاستيطانية والأطماع التوسعية وحاول التأليف بين الأصالة والعصرية وبحث عن العروة الوثقى التي تجمع القوى المتعددة التي يتكون منها النسيج الاجتماعي للهوية الوطنية ولذلك دعا الى ارساء قواعد مؤسسات تكرس الحوار الوطني وتبني الجبهة الوطنية وتحرص على وحدة المجتمع ضد رياح العولمة الاختراقية التفكيكية.
لقد جعل عبد الملك الفكر العربي ينطلق من ثيمة الشارع ويتجرأ على السلطة ويرسي جسر تواصل بين المعرفة والممارسة ويبحث في شروط المقاومة وتشييد تحصينات ضد الانبتات والمسخ وذلك بايجاد مفاتيح استراتيجية جديدة للتنمية عن طريق التفكير في عالم ما بعد القطبية وتفعيل التعاون جنوب/ جنوب والانفتاح على تجارب أمريكا اللاتينية في التنمية. لقد نصح الراحل بضرورة تكثيف الشراكة مع القوى الصاعدة وخاصة الصين وروسيا وتقوية التجمعات الاقليمية والتكتلات المحلية في سبيل تحقيق الانتصار في معركة الأمة من أجل التقدم والديمقراطية. في الحقيقة لقد أصيبت الثقافة العربية بخسارة فادحة لرحيل المفكر الاستراتيجي والرجل الوطني الحر أنور عبد الملك وسيظل الشعار الذي رفعه كعنوان لأحد مؤلفاته - المواطن هو الحل، الحلقة المفقودة التي يجب أن يتم تداركها من أجل الارتقاء. لقد تقلد الراحل العديد من المناصب المهمة في أرقى المؤسسات العلمية وحصد مجموعة من الجوائز والتشريفات ولكن الجائزة الكبرى هي مساهمة فكره الوقاد في الربيع العربي وبقاء صورته في وجدان محبيه وقرائه. تعازينا الحارة الى شباب الثورة العربية في هذا المصاب الجلل ونأمل أن يكون القادم أفضل.
المراجع:
أنور عبد الملك، تغيير العالم، منشورات عالم المعرفة، طبعة الكويت، سنة 1985 رقم عدد95 .ص.05.



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوير العقلي بدل التعصب الايديولوجي
- الدين دعامة رئيسية للثورة
- في الفرق بين التمرد والثورة
- جداريات الثورة والكتابة البركانية
- الرأي المشترك والتفكير المنطقي
- فلسفة الصورة بين المنع والإباحة
- الفلسفة الشعبية والجهل المقدس
- الأسرة والمجتمع والدولة
- إرادة الحياة والفرح المؤجل
- عام ثوري يمضي ومستقبل واعد يُطل!
- الديمقراطية الاندماجية ورهانات الثورة
- مصير الثورة العربية بعد عام من تفجرها
- الاسلام الشعبي في مواجهة الامبريالية
- المثقف التونسي والسياسة
- الفلسفة بين الأدلجة والتسييس
- الأنظمة العربية بين الصعود والهبوط
- متابعة كتاب -الثورة العربية وارادة الحياة، قراءة فلسفية-
- السيادة بين المطلق والنسبي
- مفارقة السلطة والعنف
- الثورة الرقمية والفعل الافتراضي


المزيد.....




- أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
- إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا ...
- إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات ...
- المحكمة الإدارية الفرنسية تؤكد صحة قرار الجزائر في قضية المؤ ...
- عباس يرسل برقية للسيسي بشأن تهجير الفلسطينيين.. ماذا فيها؟
- إدانة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق بوب مينينديز بالسجن 11 ...
- باكستاني يقتل ابنته لنشرها فيديوهات على -تيك توك-
- طبيب نفسي: يوجد في سوريا من 1 إلى 3 ملايين مريض نفسي
- الولايات المتحدة: أوامر بترحيل المئات من مواطني الدول المغار ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زهير الخويلدي - وداعا أنور عبد الملك فارس الثقافة الوطنية