أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي بنساعود - بوح -صفية- إلى الله














المزيد.....

بوح -صفية- إلى الله


علي بنساعود

الحوار المتمدن-العدد: 3772 - 2012 / 6 / 28 - 20:24
المحور: الادب والفن
    


صفية عز الدين فرنسية من أصل مغربي، وواحدة من "جيل الكتاب الشباب المتمردين". اقتحمت عالم الكتابة والنشر، فتمكنت من إثارة الانتباه إليها.
صدر لها حتى الآن عملان روائيان هما: "بوح إلى الله" (2008) و"أبي امرأة نظافة" (2009) الأول منهما نجح تجاريا، وأثار جدلا حادا بين القراء والنقاد، ما جعل آراءهم منها تتوزع بين مشجع قائل إنها "جريئة" وبين منتقد معتبر إياها "وقحة".
هذه الرواية القصيرة التي تجري أحداثها في بلد مغاربي، تحكي قصة "جبارة" ومسارها. وجبارة هذه فتاة قروية صغيرة، (16 سنة) متمردة، تعيش الفقر والبؤس والحرمان، في الزمن الروائي الراهن، بمنطقة جبلية بشمال إفريقيا، بين والديها وخمسة أشقاء وشقيقات، وغنمها. حولها أبوها "الجاهل القاسي" إلى مجرد خادمة، فتمنح جسدها أحيانا، لمولود، أحد زملائها الرعاة، مقابل بعض الحلوى (رايبي جميلة...)، ولما تكتشف نفسها حاملا، تغادر أهلها وقريتها نحو المدينة، حيث تتخلص من وليدها، وتتعاطي للدعارة، لضمان عيشها، فتعتقل وتدخل السجن، وبعد الخروج منه، تتزوج إمام مسجد.
يتخلل ثنايا هذه القصة تركيز على وصف مظاهر البؤس والفقر، وتنديد بالجهل والتعصب بأنواعه، وحديث عن السياحة الجنسية الخليجية والأوربية، واستغراب لاختزال العائلات شرف بناتهن بين أفخاذهنḷ
ومعلوم أن هذه الرواية، التي تم تحويلها إلى مسرحية، ولقيت نجاحا لافتا، جاءت عبارة عن بوح إلى الهة، ما جعلها تتخذ شكل مونولوج محموم غاضب تروي فيه حكايتها وتفاصيل حياتها، وما اقترفته من آثام وذنوب، وهو بوح اتخذ، حسب البعض، شكل شهادة مروعة مباشرة تميط اللثام عن وضعية المرأةـ الأداة الجنسية، وصرخة تمرد وإدانة صريحة لواقعها ومعاناتها جراء القمع والاضطهاد البشع الذي تتعرض له.
وعلاوة عما سلف، قدمت الرواية أيضا صورة عن فتاة صغيرة مصممة على الوجود، وتسعى للخلاص من قدرها، لأنها رافضة للخضوع... كما أنها في بوحها إلى خالقها تعري عن الانحرافات والتجاوزات المروعة التي تعتري المجتمع، الغارق في الأبوية والزيف والتأويل الكاريكاتوري المغرض للدين. وكل هذا بلغة عنيفة قاسية، تسمي الأشياء بمسمياتها. تقول مثلا في أحد المقاطع على لسان جبارة متحدثة عن مولود: "رائحته نتنة، ورائحتي أيضا كريهة، إلا أنها تتلاشى في نهاية المطاف. فنشعر بالارتياح. أتطلع للزبادي وعلبة الشوكولاتة والبسكويت والعلكة في كيس من البلاستيك. كان يتأوه مثل خنزير، ويبدو سخيفا. ولحسن الحظ أنه كان ورائي، وأنا لا أراه كثيرا، وذات يوم التفتت، وكان يبعث على الضحك، فضحكت، دون أن يقلقه ذلك، فواصل ممارسة الجنس علي مثل جمل تتعرق خصيتاه"
وتقول أيضا: "حينما ينتهي تحس بسائل لزج مثل حليب رائب يتدفق بين ساقيها. بعدها، يجف بين شعيرات عانتها. الأمر كريه". وتضيف "أنا لا أعرف أن ذلك يسمى منيا، في حين أنني أعرف الحليب الرائب".

واعتبر بعض النقاد أن هذا العمل، وإن لم يكن سيريا، فإن في شخصيته الرئيسية "جبارة" الكثير من شخصية المؤلفة ومواصفاتها، لذلك، نحت المواقف منها منحيين، الأول منهما اعتبر المؤلفة أحد الأصوات المتميزة من بين أبناء جيلها، وأن كتابها هذا ذكي، مليء بالمشاعر، حسن المبنى، واعتبروا أن أسلوبه جميل، مؤثر وذو عنف نادر، وأن لغته خامة، مشحونة شعرا وسخرية. وذهب الرأي نفسه إلى أنها بعملها هذا تساهم في فضح النفاق الاجتماعي والديني، والتفاوت الطبقي... وتبعث على التفاؤل والأمل. وأنها بسبب جرأتها واختيارها للعنوان وضعت نفسها في خطر، وأثارت اهتمام المتطرفين، سيما بعد الجدل الواسع الذي أثير حولها على الإنترنيت. أما الناشر، فاعتبر أنه نشر الكتاب لموهبة صاحبته، وجدية موضوعها، وعملها على مستوى اللغة. لذلك، دعا كثيرون إلى ترجمته إلى العربية.
أما معارضو هذا العمل، فاعتبروا أن "صفية عز الدين" كاتبة جديدة مستلبة ومنبهرة بالغرب، لا تعرف شيئا عن الإسلام، ومع ذلك، تسعى إلى الإساءة لصورته وصورة المسلمين، كما اعتبروا أن ما كتبته ليس أدبا، بل هو كتابة مقززة، صفيقة، بأسلوب سوقي، صادم، وكلمات خامة بذيئة وقحة، تذكر ب"الخبز الحافي" لمحمد شكري.
كما يؤاخذ معارضو هذا العمل على المؤلفة أنها لجأت إلى المرأة والحجاب والإسلام، لأنها مواضيع تبيع. وأنها حملت مشكلا يحدث في المغرب للإسلام بشكل عام، ما سيتيح، حسبهم، للملحدين وأعداء الإسلام، فرصة جديدة للهجوم عليه والتشهير به...



#علي_بنساعود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاؤل رغم الخيبات: قراءة في رواية -على الجدار-* لحليمة زين ا ...
- تونفيت... سجن مفتوح على السماء
- االمباءة: -الداء والدواء-
- -الساسي- يرسم خارطة طريق اليسار المغربي
- تلاميذ من الرشيدية يتداولون في شأنهم المحلي
- في يوم دراسي حول: -المدرسة العمومية بالرشيدية وسؤال الجودة- ...
- -في أفقر بلدية بإقليم الرشيدية: جفاف الخطارات ينذر بأفق أسود ...
- في تقرير لفعاليات صحية أوربية: أطفال متخلى عنهم يموتون بالتق ...
- فاعلون يستاؤون من زيارة وفد وزاري للرشيدية
- تسونامي المغرب الشرقي
- كارثة الجنوب الشرقي المغربي
- المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومطبات التفعيل بالرشيدية
- في يوم دراسي حقوقي: ثلاميذ الرشيدية يشرحون الوضعية بمنطقتهم
- جمعيات تدعو إلى توسيع الحريات العامة في الجنوب الشرقي المغرب ...
- بلدية مولاي علي الشريف/ الريصاني: أوضاع من سيئ إلى أسوأ
- المؤتمر الإقليمي للتقدم والاشتراكية بالرشيدية يدعوإلى محاسبة ...
- الصحة الإنجابية بالرشيدية: أرقام مفزعة تكشف معاناة الساكنة
- أرفود: هشاشة البنيات وتواضع الخدمات
- كلميمة واحة يحكمها من لا -كبدة- له عليها
- الريش: دائرة خارج التاريج المغربي المعاصر


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي بنساعود - بوح -صفية- إلى الله