|
رحلة الالف ميل .... تبدأ بتفجير
حامد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3772 - 2012 / 6 / 28 - 12:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك أسئلة تبدو ملحة ومهمة جدا ....... ....لم يتجرأ أحدا في العراق على مناقشتها أو الإعلان عن الرؤيا السياسية للنخبة الحاكمة في العراق ..وهذا يعكس الواقع الذي يؤشر الانقسام الحاد بين مكونات المجتمع العراقي ...والطبقة السياسية المشاركة ..فالشيعة لم يحسموا أمرهم بعد فهم منقسمين إلى عدة تيارات كل له ارتباطاته وخياراته التي لم يفصح عنها , استثناءا كان المجلس الإسلامي الذي أعلن بوضوح انه مع إقامة فدرالية شيعية للوسط والجنوب وعاصمتها النجف الاشرف ...ولم يعلن صراحة حزب الدعوة موقفه من الفدرالية ومن الدستور الذي يقول أن العراق دولة فدرالية اتحادية....إنما هو يرسل إشارات إلى سنة كركوك ويستخدمها ورقة للمناورات السياسية ضد خصومه من الكرد...كذلك التيارات الشيعية الأخرى الموجودة في الساحة السياسية كل له خيراته التي تتراوح من الإيمان بولاية الفقيه إلى الداعين للاتحاد مع إيران وإقامة حلف شيعي للتصدي للهجمة الوهابية على الشيعة في الوطن العربي السني ... .أما السنة فهم أيضا منقسمين إلى تيارات عديدة فهناك من يعتبر وحدة العراق هدف مقدس وهم يرفضون الفدرالية والوضع الخاص للكرد ويرفضون الدستور رفضا قاطعا وهم تحديدا بقايا حزب البعث ....كما إن هناك من يعمل ضمن المشروع السعودي الوهابي الصهيوني وهو إقامة الإقليم السني الذي يشمل المحافظات السنية في غرب العراق مع السنة في سوريا لا لمحاربة إسرائيل لا سامح الله ........وإنما للتصدي والوقوف بوجه التمدد الشيعي الإيراني . .... أما الكرد فهم أيضا مختلفين رغم حديثهم عن وحدة الهدف وتطابق وجهات النظر ....لان الساحة السياسية في كردستان تضج بالحركة والتنوع فهناك تيارات جديدة ترفض هيمنة الحزبين الكبيرين على القرار الكردي ولها رؤية مختلفة وهذه التيارات تأكل من جرف الحزبين وتتسع بين الشباب والطبقة المثقفة ذات التوجه العلماني ...وان أي انتخابات قادمة في كردستان ستشهد على بروز قوى شبابية لا تخضع لسيطرة الحزبين ....كما ان خيارات الانفصال وإعلان الدولة الكردية أصبحت شعارا للمزايدة الانتخابية أو لتسجيل نقاط على حساب الشركاء الآخرين وان كاكة مسعود يستغل تفرده في الساحة الكردية نتيجة غياب مام جلال عنها وانشغاله بمشاكل العراق الكثيرة ..... وهو يحاول أن تكون بيده ورقة إعلان الدولة الكردية دون أن يكون للآخرين صوت مسموع ...كما إن مام جلال يدرك ألان الكلفة العالية التي يتحملها نتيجة لقبوله منصب رئيس الجمهورية وتركه الساحة الأهم بالنسبة لكل كردي وهي كردستان ....لذا فهو ألان يحرص على التواجد في كردستان أكثر من أي وقت مضى ....ليوقف تمدد كاكه مسعود على معقله ..السليمانية وتفرده بالقرارات المصيرية .......كما ان السوران يرفضون رفضا تاما أن يسيطر البادنان على سلطة القرار في كردستان ....كون السوران يعتبرون أنفسهم هم الطبقة المثقفة والمتعلمة والتي خرج منها الأدباء والشعراء والكتاب والفنانين والسياسيين .....وواضح جدا شكل التعامل مع الاحداث بين اربيل والسليمانية ...نتيجة اختلاف الوعي والمزاج ....... كذلك المسيح فهم يحاولون أن يقيموا محافظة لهم يمارسون فيها إدارة شؤونهم دون تهميش أو إقصاء من احد وليوفروا الحماية الأزمة لمواطنيهم الذين توزعوا على خارطة العالم ....كذلك الكرد الافيلية والشبك والصابئة وهكذا بقية الأقليات التي سحقت بين التهجير من جهة والاستغلال والقتل من جهة أخرى . ورغم كل الحرائق في هذا البلد و الموت اليومي والمجازر منذ عشر سنوات ....من حقنا ان نسال السياسيين ما هي العقيدة السياسية التي تتحكم في رسم السياسة الداخلية والخارجية ....كما اننا نريد ان يخرج علينا احد ليقول لنا صراحة الى اين نحن ذاهبون ....فنحن بعد كل تفجير ات وأزمة سياسية ...يخرج علينا من يقول ان هناك مؤامرة خارجية وهناك من ينسق مع أعداء العراق ...ليضر بالعملية السياسية ..اذن لماذا لا يتم اعتقال هؤلاء لماذا لا تعامل الدولة التي ساهمت في قتل العراقيين بنفس الأسلوب ...تفجير ...بتفجير وتفخيخ ... بتفخيخ ...الم يقل الله في كتابه المجيد ...العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم ....الم يقل ان في القصاص حياة ....الم يقل واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ....الم .....الم .......؟ يخطأ كثيرا في حق شعبه من يظن ان أعداء العراق سيتوقفون او تصحوا ظمائرهم ....انهم يا سادة بدون ضمير وبدون أخلاق ...انهم بهائم مدربة على القتل ...مطايا لفكر ظلامي لن يتورعون عن سلخ جلودنا وجلود أجدادنا ...فهلا وعيتم .... بعد عشر سنين ..ماذا سيكون الحال........ إن السلطة في بغداد عاجزة على ان تقول لنا متى سيتوقف هذا الموت..لا بل انها سلطة خانعة ضعيفة ذليلة بعد عشر سنوات تستجدي الشرعية من هذا الحاكم او ذاك ,...انه لأمر مستهجن ان تكون حاكم العراق وتطلب الشرعية من دويلة قطر أو أن لا تعرف كيف تستخدم ما لديك من تاريخ وتراث وقدرات هائلة وإمكانات مادية وبشرية تختص بها دون غيرك....وتوظفها في الصراع الدائر . إننا في العراق في صراع مع البداوة منذ ألف عام ... منذ أن نقل الإمام علي(عليه السلام) عاصمة الدولة الإسلامية إلى الكوفة ..... ومنذ ذالك الوقت وهناك عداء وصراع مرير بين من يعتقد ان المجد قد انتزع منه ....وبين من أسس الحضارات وسن القوانين والهم العالم ...واستقر على ضفاف نهري دجلة والفرات وأقام أقدم الحضارات .....وقراءة سريعة لتأريخ العراق نستطيع ان نؤشر على ما حدث من دمار للمدن العراقية من جراء الهجمات البدوية على المدن الحدودية واستباحتها ....وتدميرها .....من قبل القبائل البدوية المتخلفة .وما تشهده سوريا ألان وما ستشهده مصر قريبا يدخل في نفس السيناريو المعد من قبل الصهيونية العالمية والقردة المزركشة في الجزيرة والخليج إضافة لما حدث ويحدث في العراق ...مع فارق الأهداف .....الصهيونية تسعى لأمن دولة اسرئيل من النيل للفرات ...أما الآخرين فللانتقام والرغبة في القتل وتمزيق منابع الحضارة في كل من العراق وسوريا ومصر ..
ان العراق كدولة وشعب مهدد من قبل قوى محلية وإقليمية ودولية ...ولا ادري الى أي وقت ممكن المحافظة على وحدة نسيجه الاجتماعي في ظل هذا القتل والتدمير المستمر ....من هنا لابد لمن يتصدى للحكم من ان تكون لديه أحلام ورؤيا للمستقبل ومشروع معلن وواضح لا يتردد في الإعلان عنه او البوح به ..وكما قيل في المثل العراقي ...المبلل ميخاف من المطر ..... بعد عشر سنوات آن للعراق ان ينتقل من الدفاع السلبي الى الهجوم .....وإلا فنحن ذاهبون الى التقسيم والتشرذم ........بعد عشر سنوات من القتل فينا ...آن لنا أن نفهم العالم إننا لسنا نعاج تقاد الى المذبح دون مقاومة . ان ما يدفعه العراقيين من تضحيات عظيمة لابد من الوقوف عنده وقول ......لا ..... كتلك التي قالها أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام ) . وأخيرا ........ افترض إن هناك من يريد ان يصل بالعراقيين الى حقيقة انه لا يمكن التعايش فيما بينهم بعد سبعة ألاف سنة من العيش المشترك .....وعليه فالانفصال ارحم وان النموذج اليوغسلافي هو اخف الضررين ...بين الموت أو التقسيم ......؟؟؟
#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفشل النبيل
-
الى اين يتجه ...تكتك الديمقراطية في العراق
-
الوعد
-
وطن يعيش فينا
-
اسد بابل
-
دروس من التأريخ
-
رائحة البرتقال
-
روسيا- الصين . كوم
-
بلاد الفرص الضائعة
-
على باب الله .....!!!!!
-
هل تكره امريكا .....؟
-
الدولة السنية
-
بأي حال عدت يا عيد
-
خليجي....21
-
رجال السيليكون.....العربي
-
هل الوحدة العراقية السورية...حاجة ام ضرورة
-
الدولة الكردية
-
لنتذكر معا ....حاكما اسمه القذافي
-
حرب الدجاج
-
بغداد...عاشقة حتى اخر رمق
المزيد.....
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|