أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - السقوط عن صهوة اللسان














المزيد.....

السقوط عن صهوة اللسان


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 3772 - 2012 / 6 / 28 - 00:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قالوها في الامثال: لسانك حصانك... والسقوط عن صهوته باطلاق الكلام على عواهنه تترتب عليه تبعات خطيرة فيما لو كان الساقط مسؤولا سياسيا.
فسقطاتهم الكلامية ليست مجرد زلة لسان يمكن تمريرها, خصوصا في بلد كالعراق حيث الظروف المعقدة على كل المستويات. فهي تؤدي الى اختلال امني ومعاناة اجتماعية واستمرار حالة ركود الاقتصاد وقلة الخدمات واستفحال التطرف واستقواء العصابات الارهابية... والذي يدفع فاتورة تصريحاتهم غير المتعقلة هو المواطن البسيط من امنه واستقراره.
ان الضغط النفسي والتشنجات العصبية للمتنفذين بسبب قلقهم من فقدان امتيازاتهم واحتدام صراعاتهم لجني المزيد من الغنائم ومضاعفة ما بحوزتهم ثم ضغط الاحتجاج الشعبي بسبب تخلف الخدمات والبطالة وتقييد الحريات, تفعل فعلها, ويسقطهم حدة المزاج في لجة الخطأ ويتبنون خطابا متشنجا للرد على منافسيهم يجافي المنطق والاقناع بالحجج.
وقد اوقعهم عدم الالتزام باصول النقاش والمحاججة بمآزق مع الآخرين من خصوم سياسيين ورأي عام , بما يتضمنه من مواطنين ومثقفين وصحافة ومنظمات مجتمع مدني واحيانا مع القضاء. وغالبا ماتعبر فلتات اللسان هذه عن دواخل هذا السياسي وامانيه المكبوتة وخططه المستقبلية المتعارضة مع الصالح العام والدستور وحقوق الافراد وحتى الاعراف.
وقد كان اكثر التصريحات المفتقدة للذكاء, ما نشرته وسائل الاعلام عن النائب في مجلس النواب عباس البياتي عن عزم ائتلافه الائتلاف الوطني على استنساخ رئيس الوزراء نوري المالكي جينيا والتي اساءت للمالكي واحرجته قبل ان تحرج قائلها الذي اصبح موضع تندر. لقد عبر السيد النائب عن رغبة دفينة بفرض نوري المالكي وابقاءه على دست الحكم رغم ان الدستور العراقي يقر بالتدول السلمي للسلطة.

ولم يكن نوري المالكي ذاته بمنأى عن فلتة لسان يناقض فيها نفس البند الدستوري المتعلق بالتداول السلمي للسلطة بتصريحه امام جمع من مؤيديه: " هو يكدر واحد ياخذها ( يعني السلطة ) حتى ننطيها بعد ؟ ".

وعلى الضد من ذلك صادر مقتدى الصدر حق مواطن عراقي اسمه نوري المالكي, بسبب الاختلاف السياسي, في تبوء مركز رئيس حكومة بتصريحه: " ان سحب الثقة عن المالكي مشروع الهي". وهذا ايضا تجاوز على الدستور الذي يقر بتكافؤ الفرص لكل المواطنين. ثم باتباعه بتصريح آخر: " بان سحب الثقة عن المالكي كالوضوء السابق للصلاة ". واعطى بذلك مغزى دينيا لعملية اسقاط المالكي ولصراعهم السياسي الدنيوي واغلق الابواب امامه. ان هذا يتناقض مع ما بدأ يطرحه الصدر اخيرا من اهداف لبناء عراق يضم الجميع ويضمن حقوق كل العراقيين كأي نظام مدني يتنجس السيد من تسميته بأسمه صراحة.

ومن ينسى التحدي الذي قذف به رئيس اقليم كردستان مسعود البارازاني بوجه متظاهري ساحة آزادي الكرد في مدينة السليمانية, والذي كان فلتة من فلتات لسانه, والتي اعتقد انه والمحيطين به تمنوا ان لايكون قد وقع بها, باختبار قدرتهم على جمع خمسين الف توقيع يدعوه للتنحي عن رئاسة الاقليم ولكن شباب الاقليم لم يكذبوا خبرا وفعلوها, وجمعوا اضعاف العدد المطلوب من التواقيع .

ومن السقطات الكلامية الشبيهة بالانتحار السياسي كان اعتراف اياد علاوي رئيس القائمة العراقية بعظمة لسانه في لقاء صحفي بعلاقته مع اجهزة مخابرات لدول اجنبية متعددة.

لم تكن لهفواتهم وسقطاتهم الكلامية اية قيمة ولم تكن لتثير الانتباه كثيرا لولا انها تتسبب في فقدان الكثير من ابناء شعبنا لحيواتهم وامنهم وحرياتهم نتيجة صراعاتهم العبثية.

وهذا مجرد غيض من فيض.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة نيابية ام هرج اعلامي ؟
- تغيير الحال... عجن رمال ؟!!!
- بٌحت أصواتهم... وهو في آذانه وقر
- قضيتهم المركزية... المحاصصة !!!
- عرض/ ملحمة الأسطى حراجي الگط القادم من جبلاية الفار
- شعرة معاوية... سذاجة الاستخدام
- شباب الإيمو الى بلاد الاسكيمو !!!
- تغدى بهم قبل ان يتعشوا به !!!
- زهدهم وبذخنا !!!
- مآل المحاصصة وخيارات المالكي
- بؤس المهزلة ومآسيها !!!
- من هي الضحية؟ ضاعت علينا القضية
- نحن... مساجين لوحات سلفادور دالي
- الشيوعيون العراقيون- لاعيب فيهم غير ان ...
- اي منظرو المحاصصة... انظروا سحنكم في مراياها !
- بؤرة جيفارا الثورية بنكهة عراقية !
- تخمة الصوم في رمضان/ الأجر على قدر المشقة
- درجة العراقيين المتمتعة بعطلة السنتگريت الخمسين
- الله يجازي النسوان...*
- إعجاز المحاصصة : آلية تصلح للترشيق والترهيل معاً


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - السقوط عن صهوة اللسان