أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاطع جواد - لماذا لا يتعظ الدكتاتوريون ممن سبقوهم...؟














المزيد.....

لماذا لا يتعظ الدكتاتوريون ممن سبقوهم...؟


كاطع جواد

الحوار المتمدن-العدد: 3771 - 2012 / 6 / 27 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة فن الممكن..وهي بالتأكيد ليست سهلة ولا يستطيع أي شخص ممارسة السياسية و تحمل صعوبتها ونتائجها لما تحمله من مفاجئات كثيرة وشديدة القسوة ,خاصة لمن دخل المضمار السياسي للمرة الأولى.. كلنا نعلم أن السياسي هو رجل الحكمة ورجل المعرفة ..فقد خلد التاريخ لنا أشخاص اهتموا بشأن أممهم وتركوا لنا ارث سياسي يعتبر مرجعا للكثيرين في فن إدارة الدولة أمثال فلادمير لينين ,ماوتسي تونغ ,ونستن تشرشل وتشارل ديغول وغيرهم ..هذا بالجانب الايجابي إما في الجانب السلبي فقد ترك لنا التاريخ أمثلة سيئة ومستبدة خلفت ورائها الكثير من الآلام والمآسي وكذلك التدمير النفسي والمادي أمثال أدولف هتلر وموسليني وشاوشسكو...إما في وقتنا الحاضر ,فنرى ظواهر غريبة وعجيبة ممن يمارسون لعبة السياسة ..نجد إن أكثرهم مثيرو للضحك والسخرية والقرف إضافة لما يسببوه من آلام ونكبات ..و نشاهد هؤلاء خاصة في عالمنا العربي ...طبقة طفيلية من السياسيين طفت على السطح يطلق عليهم سياسيو الغفلة أو سياسيو الصدفة ,ويظهر هؤلاء دائما في ظل غياب القانون وغياب مؤسسات المجتمع المدني الحقيقية ..ومن صفات هؤلاء السياسيون هي خفة في الوزن السياسي وأحياناً الاجتماعي فهم أحيانا يتحلون إلى أشخاص غير سويين (اركوزات)... نشاهدهم دائما يعلقون نشاطهم السياسي على أرث تاريخي و سياسي مزيف احدهم يطلق على نفسه حمورابي وآخر صلاح الدين الأيوبي والثالث يتشبه بالأنبياء والرسل وهلم جرا...ويكذبوا ويصدقوا أنفسهم ويعتقدوا بأن لهم باعاً طويلاً في الفهم والتحليل وقراءة المستقبل السياسي للبلاد..أما من ذاق حلاوة الكرسي وأدمن عليه ,فهو يرى نفسه هو القانون وهو الدولة لا بل يتعدى الأمر للاعتقاد بأنه هو المخلص والمنقذ ضاناً أنه هو من يقود بلادهُ إلى بر الأمان وأنه لا تشوبه إي شائبة في قراراته فهو الحكيم والقائد والواهب والرازق و..و..والعديد من الصفات التي لا يتصف بها والتي يطلقها على نفسه !ّ!.. معتقداً أن غيره قاصر بكل شيء ولا يستطيع قيادة البلاد... بعدها يتدرج الحاكم بقراراته الفردية والنرجسية حتى يصل به الأمر الى فقدان البصر والبصيرة وبالنتيجة لا يسمع إلا هواجسه وظنونه ونجد منهم من يلجأ إلى السحر والسحرة ويغرق نفسه دون خجل بكل أنواع الشعوذة العجيبة والمخجلة ..و اقرب مثال حصل أمامنا خلال هذا العام ,هو حاكم ليبيا المستبد ( معمرا لقذافي)...
في بداية حكمه رأيناه واحداً من زعماء العرب المعادين للاستعمار, وان مصلحة شعبه فوق مصلحته الشخصية وتلك كانت شهادة خاصته ومريديه من رفاق دربه ومن الذين عاصروه وهم يجزموا أنه كان أنسانا سوياً مخلصا وصادقاً.. لكن طول مدة جلوسه على كرسي السلطة هي التي جعلته لا يرى ..لا يسمع ..حتى أوصل بلاده إلى الخراب والدمار و المصير الذي رأيناه على شاشات التلفزيون ,إذ لم يبق منه إلا تاريخ أسود غير مشرف أما تلك للطريقة التي قتل فيها على يد أبناء شعبهّ وبالشكل الذي لا يرتضيه له حتى أعدائه فقد بقيت عالقة في ذاكرة التاريخ ربما لسنوات عديدة قادمة..
مر العراق بهذا النوع البشع من الحكام على مدى أربع عقود ,ذاق خلالها أبنائه الهوان والذل والخوف وأخرها الجوع على يد حاكم مستبد أصبح نموذج للاستبداد والطغيان على المستوى الإقليمي والعالمي ...لكن أين هو الآن وما هو المصير الذي آل إليه الكل يعرف ذلك ..
يتجاوز اغلب الحكام أصحاب النزعة الفردية على الدستور الذي أُستفتي عليه وأقروه هم بأنفسهم ,بحجج شتى (هذا إذا كان هناك دستور فعلا) ,وأصبح عقداً قانونياً بين الشعب وبين حاكمه ...لكننا نستغرب ,عندما نسمع عبارة (لما تقتضيه المصلحة العامة) والتي تبدأ بكل أمر يصدره الحاكم صاحب النزعة الفردية ...فيرى إن رأيه هو المصلحة العامة وأن كل من يقوله ويفعله هو صواب!!.. إما رأي الشعب أو منتقديه فهي المؤامرة المعادية للوطن فنجد أن فكرة و هوس التآمر تسيطر على تلك العقلية الاستبدادية وتظهر عنده نوازع الدكتاتورية والأستبداد ...ولما كان الدكتاتور يملك كل أدواة الحكم من مال وقوة ونفوذ فقد يعجز منتقديه من التصدي له وإيقافه عند حده,و تصبح مخاطبته و إيقافه من المستحيلات ...وفي النتيجة تتعرض البلاد إلى هزات عنيفة سببها ذلك الحاكم الدكتاتور.. وتراق دماء كثيرة على يد ذلك الدكتاتور ..لكن في النهاية تنتهي تلك الحقبة من الدكتاتورية وتطوى صفحة العبودية لتفتح صفحة الحرية بعد إن يدفع الشعب العديد العديد من الشهداء على مذبح الحرية..



#كاطع_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوائد الكتابة وأسرارها
- الصفحة الرمادية والأخيرة من الذاكرة...(الأمن العامة)..15
- صفحات رمادية من الذاكرة...(أحمد لطيف)..14
- صفحات رمادية من الذاكرة ...(الجبهة الوطنية)...13
- صفحات رمادية من الذاكرة...(ظافر النهر)...12
- صفحات رمادية من الذاكرة..(خيلان)..11
- صفحات رمادية من الذاكرة..(المعتقل)..10
- صفحات رمادية من الذاكرة..(مصير)..9
- صفحات رمادية من الذاكره..(كاني سبندار)..8
- صصفحات رمادية من الذاكرة..(ابو ليلى وفاروق)..7
- صفحات رمادية من الذاكرة..(ابو جعفر وابو سميرة)..6
- صفحات رمادية من الذاكرة..(ناوكليكان)..5
- صفحاترمادية من الذاكرة..(كوردستان)..4
- صفحات رمادية من الذاكرة..(سعيد بجاي)..3
- صفحات رمادية من الذاكرة..(أرهيف خزيعل)..(2)
- صفحات رمادية من الذاكره ...(1)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاطع جواد - لماذا لا يتعظ الدكتاتوريون ممن سبقوهم...؟