أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - ساسة العراق الجديد واللعب مع الكبار















المزيد.....

ساسة العراق الجديد واللعب مع الكبار


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1103 - 2005 / 2 / 8 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد حاولت المعارضة العراقية بكل ما أوتيت من قوة تغيير النظام السابق ولم تترك باباً ألا طرقته ولا محفلاً دولياً ألا أخترقته وعرضت أمام أنظار أعضائه الجرائم التي كان يقترفها ذلك النظام بحق أبناء الشعب العراقي.. وفعلاً وبعد فترة من العمل الشاق نجح بعض رجال هذه المعارضة بفعل علاقاتهم مع شخصيات نافذة في بعض الدول الكبرى من الوصول الى شبه أتفاق على ضرورة أسقاط ذلك النظام وأبداله بنظام آخر وبدأت المحاولات لتنفيذ هذا الأتفاق بدئاً من مؤتمرات المعارضة العراقية مروراً بمحاولة أسقاط النظام عن طريق الأنقلاب العسكري وصولاً الى أستحصال المعارضة العراقية على تعهد خطي ورسمي من الحكومة الأمريكية بأسقاط نظام صدام وهو ما سُمّي حينها بقانون تحرير العراق.. ما يُهمّنا في هذا الموضوع وما تبين فيما بعد هو أن الأدارة الأمريكية لم تكن جادة ولم تكن لها رغبة حقيقية طوال تلك الفترة بأسقاط نظام صدام بل كانت تفضل أن تتعامل معه بسياسة ماسُمّي حينها بالأحتواء المزدوج مادام لا يشكل خطراً على أمنها القومي ومادام بديله الذي يضمن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة غير موجود.. ولكن بعد 11 سبتمبر أرادت الولايات المتحدة أن تضرب عصفورين بحجر واحد العصفور الأول هو أسقاط نظام صدام الذي بات يشكل مصدر أزعاج ليس فقط للولايات المتحدة الأمريكية وأنما للعالم ككل والعصفور الثاني هو أبعاد الأرهاب عن الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص والغرب بشكل عام عن طريق أيجاد بؤرة أستقطاب لهذا الأرهاب بالقرب من مصادر أنتاجه وتفريخه وتمويله.. لذا نرى أن أمريكا قد نفّذت وعدها للعراقيين بأسقاط نظام صدام حسين لكنها نكثت وعدها الآخر لهم بعدم تحوّلها لقوة أحتلال وجائت خطوة حل الجيش العراقي وأجهزة الشرطة وحرس الحدود لأيجاد مبرر لتحويل القوات الأمريكية الى قوات أحتلال وبالتالي بقائها في العراق لتكون ومعها الشعب العراقي كبش فداء وطعماً سهلاً للتنظيمات الأرهابية التي ترك لها المجال مفتوحاً للدخول الى العراق أمام أنظار جنود الأحتلال .
فأمريكا تعلم جيداً بأن الأرهابيين لن يفكروا بعبور البحار والمحيطات وقطع آلاف الأميال للقيام بعمليات أرهابية وبين ظهرانيهم 150 ألف جندي أمريكي يسرحون ويمرحون في شوارع العراق مضافاً أليهم رقم مماثل من رجال الشرطة والحرس الوطني العراقي الذين أفتى شيوخ العصور الوسطى من التكفيريين الجهلة الظلاميين بقتلهم بأعتبارهم متعاونين مع قوات الأحتلال.. وبالتالي أصبح مامَجموعه نصف مليون أنسان أهداف ومشاريع للقتل لدى هذه المنظمات الأرهابية ومثل هذا الرقم يسيل له لعاب الأرهابيين وتصبح أمامه المجازفة بتنفيذ عمليات من نوع عملية 11 سبتمبر وعملية قطارات مدريد تخلف 200 أو 2000 من الضحايا في الغرب لامُبرّر لها.. كما أن القيام بعمليات أرهابية في أوروبا أو أمريكا يتطلب تحرك نشط من قبل خلايا الأرهاب الموجودة هناك ونهوضها من سباتها مما يعرضها للكشف من قبل أجهزة الأمن الغربية التي ترصد وتتعقب مثل هذه الخلايا أصلاً أضافة الى أن المجتمع الغربي ينبذ مثل هذه النماذج المشوهة من البشر ويحاربها بكل ما أوتي من قوة في حين تحتضن مجتمعاتنا المشوهة هؤلاء المشوهين لأنهم من نفس الطينة ونتاج نفس العقلية التي تمثلها هذه المجتمعات .
أن ما قام به بعض السياسيين العراقيين الحاليين والذين كانوا من رجال المعارضة السابقة من عمل أدى الى تخليص الشعب العراقي من النظام السابق كان أنجازاً عضيماً بكل المقاييس يحسب لهؤلاء السياسيين لكنه كان يدخل في أطار مايُسمّى في العرف السياسي والتجاري باللعب مع الكبار ومن يلعب مع الكبار الذين عادة ما يمتلكون مفاتيح وخيوط اللعبة بأكملها بل ويرسمون بأنفسهم تفاصيلها أحياناً لابُد وأن يكون على درجة كبيرة من الحذر أذ أنه ومهما بلغ من الدهاء والحنكة لن يستطيع مجاراتهم ومعرفة ما يُخطّطون في الخفاء والذي هو على الأغلب بعيد عما يصرحون به للملأ وبالنتيجة قد تكون النهاية ليست بالشكل الذي يتمناه هؤلاء اللاعبون الجدد.. ويبدوا أن ما يحدث اليوم في العراق هو ترجمة واقعية لهذا الكلام فسياسة الأمريكان المبهمة في العراق وتلكؤهم الغير مبرر في معالجة أشكالات الملف العراقي بدأت تثير الشكوك حول نواياهم وأجندتهم الخفية في العراق والتي يبدوا أنها تختلف بل وبعيدة كل البعد عن نوايا وأجندة الكثير من السياسيين العراقيين الذين وكما قلنا أضطرتهم الظروف في مرحلة ما الى اللعب مع الأمريكان ولكنهم اليوم على مفترق طرق بين ما ُيريده الأمريكان للعراق وبين ما يريدونه هم وباقي المخلصين من أبناء الشعب العراقي لوطنهم .
لقد قالها الرئيس الأمريكي جورج بوش وأصبحت حقيقة واقعة " أمريكا اليوم أكثر أمناً من ذي قبل " نعم ياسيادة رئيس أكبر دولة في العالم ولكن على حساب أرواحنا وأرواح أهلنا وأحبتنا.. أصبحت أمريكا أكثر أمناً من ذي قبل لأنكم جعلتم من العراق بؤرة لأستقطاب الأرهابيين وساحة لتصفية حساباتكم معهم غير آبهين بأطفال ونساء ورجال الشعب العراقي الذين بدأ النظام السابق مأساتهم وها أنتم تضعون نهاية بشعة لهذه المأساة بعد أن كان بامكانكم أنهاء هذه المأساة بشكل كامل ومساعدة الشعب العراقي على بناء بلده ورسم صورة مشرقة لمستقبل أبنائه .
بعد أنتهاء الأنتخابات التي من المتوقع أن تظهر نتائجها بعد أيام معدودة والتي أرى أنها ستكون عكس التوقعات التي يُرَوّج لها حالياً في بعض الأوساط والدوائر الأعلامية سيدخل العراق عهداً جديداً يجب أن يخطط له بأخلاص و وطنية بعيداً عن اللعب الخطر سواء كان لعباً مع الكبار أو مع الصغار المستكبرين كما يفعل البعض الآن.. فعلى الأطراف والقوى السياسية التي لا تزال تلعب مع هذا الطرف الأقليمي أو ذاك الطرف الدولي بما يخدم تحقيق مصلحة الطرفين في داخل العراق أن تعي خطورة المرحلة و( تهَدّي اللعب أو توقفه ) لتمر المرحلة بسلام ولنصل في المستقبل القريب أن شاء الله الى عراق قوي متماسك قادر على الدخول في اللعبة السياسية بقوة وبما يخدم ويحقق مصلحة أبنائه لامصلحة الآخرين.. وبشكل عام فأن المراهنة على اللعب مع الكبار الحقيقيين من دول العالم هو بكل الأحوال أفضل من المراهنة على اللعب مع من يدّعون ويتصورون أنهم كبار من الدول الأقليمية الصغيرة المستكبرة فاللعب مع الكبار الحقيقيين المتطورين في كل شيء سيؤدي الى تطور الواقع السياسي والأقتصادي والأجتماعي للعراق أسوة بتلك الدول في حين لن يوصلنا اللعب مع الصغار المستكبرين الغارقين في الجهل والتخلف سوى الى مزيد من التأخر الذي ستسحبنا أليه هذه الدول .
أن أساليب اللعب مع الكبار كثيرة ومتشعبة ومتنوعة وهي ليست عيباً ولا حراماً فأغلب حكومات العالم المتواضعة تلعب مع الكبار خدمة لمصالح شعوبها وأوطانها لكن المهم هو الى أي مدى والى أي مرحلة يجب أن يصل هذا اللعب ؟.. أذ يبدوا أن لعب الساسة العراقيين مع الكبار قد وصل الآن الى مرحلة يجب التوقف عندها والبدء بوضع قواعد وأصول للعبة جديدة تتلائم مع الواقع العراقي الجديد وبما يخدم العراق ويحقق مصلحة شعبه الذي عانا الكثير وآن الأوان ليعيش كباقي خلق الله .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة حق بحق قناة الشرقية
- العراقيون الغيارى يرسمون صورة المستقبل
- تغيير القناعات .. وتحالفات العراق الجديد
- الأنتخابات العراقية والتسويق لبعض القوائم الأنتخابية
- الأنتخابات وتداعياتها على مستقبل العراق
- هيستيريا الأنتخابات
- هل الأنتخابات فتوى شرعية أم ممارسة ديمقراطية ؟
- المهمة الصعبة لمنظمات المجتمع المدني في العراق
- المواطن العراقي بين الخدمات والأنتخابات
- ما للملكية و رجالها أضعاف ما عليها وعليهم
- السلطة بين ثقافة النخبة و ثقافة العوام
- أبدلوا راية الظلم وشعار الموت .. وأتركوا لنا نشيد موطني
- المعركة الفاصلة في تأريخ العراق والمنطقة والبشرية جمعاء
- شعوب أم بذرة فناء
- الأنتخابات العراقية وحماية الديمقراطية
- عنصرية العروبيين تطال أكراد بغداد
- حرب العراق .. والحديث عن الشرعية
- برنامج كاريكاتير .. وبناء العراق الجديد
- 11سبتمبر.. وبذرة فناء الغرب
- مليشيات العراق الجديد وأشكالية العلاقة بين الماضي والحاضر


المزيد.....




- روسيا تبدأ محاكمة الصحفي إيفان غيرشكوفيتش بتهمة التجسس والول ...
- نائب مصري يهاجم مدبولي: هل يعلم أن قرار إغلاق المحال سبب مزي ...
- مدفيديف: القانون الدولي يجب أن يعكس توازن مصالح كافة الدول
- أولمرت يتهم نتنياهو بالخيانة
- إردوغان يتهم نتانياهو بالتخطيط لـ -كارثة- في لبنان
- لماذا فرضت المحكمة العليا الإسرائيلية على الحريديم الخدمة ال ...
- تواصل الغارات الإسرائيلية في قطاع غزة، وكتيبة جنين في الضفة ...
- واشنطن تواصل ضغوطها على إسرائيل لتجنب حرب مع حزب الله
- زيلينسكي يصادق على استحداث -قوات المسيّرات- في جيشه
- الاستخبارات التركية تعلن تحييد قيادي في -العمال الكردستاني- ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - ساسة العراق الجديد واللعب مع الكبار